يعد عز الدين دوخة أحد أبرز حراس المرمى الذين عرفتهم كرة القدم الجزائرية خلال العقدين الأخيرين.
وتخرّج النجم المعتزل في مدرسة شبّان نادي أولمبي الشلف، قبل أن يدخل حسابات الفريق الأول عام 2004 في فترة المدرب عبدالقادر عمراني.
وحمل بعدها أزياء عدة فرق معروفة في الجزائر، من بينها مولودية بجاية، ومولودية الجزائر، واتحاد الحراش، ونصر حسين داي، وشبيبة القبائل.
كما خاض مغامرة قصيرة مع نادي فيتوريا سيتوبال، وتدرّب تحت إشراف فيتور بايا، حارس مرمى منتخب البرتغال ونادي بورتو الأسبق. واحترف أيضاً في المملكة العربية السعودية من بوابة فريقي أحد والرائد.
وخطف دوخة الأضواء بشكل خاص في موسم 2017-2018، ليتم ترشيحه من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم لجائزة أفضل حارس مرمى في الدوري المحلي.
وجدد العهد مع الدوري الجزائري في عام 2021 من بوابة نادي شبيبة القبائل، قبل أن ينهي مسيرته الكروية بعدها بعامين مع نادي شباب بلوزداد.
حمل حارس المرمى المعتزل قميص "محاربي الصحراء" في 14 مناسبة، تلقى فيها مرماه 12 هدفاً، مقابل حفاظه على نظافة شباكه في 5 مباريات. كما تواجد في قائمة منتخب الجزائر المتوج بلقب كأس أمم أفريقيا عام 2019.
وفي مقابلة خاصة مع "العين الرياضية"، تحدّث عز الدين دوخة عن المحطة الأبرز التي أسهمت في إعطاء دفع قوي لمسيرته الكروية، بجانب تقييمه لمغامرته مع "الخضر".
وتطرّق الحارس المعتزل للنقلة النوعية التي شهدها منتخب الجزائر مع جمال بلماضي، كما تحدث عن كواليس الهدف التاريخي الذي سجله زميله السابق رياض محرز في مرمى نيجيريا خلال نهائيات أمم أفريقيا 2019.
وفي السياق ذاته، كشف عن الأسباب الكامنة وراء انهيار نتائج "محاربي الصحراء" منذ عام 2022، كما أبرز موقفه من مسألة خروج الهداف التاريخي إسلام سليماني من حسابات الناخب فلاديمير بيتكوفيتش.
فضل اتحاد الحراش
تُعتبر مسيرة دوخة استثنائية، حيث ترك بصمته في جميع الفرق التي حمل قميصها طوال مسيرته الكروية التي امتدت لنحو 20 عاماً.
وحرص الحارس المعتزل على الإشادة بمغامرته مع نادي اتحاد الحراش، التي وصفها بالنقطة الفارقة في مسيرته، حيث قال في هذا الصدد:
"قضيت 4 سنوات رائعة مع فريق العاصمة الجزائرية، الذي فتح أمامي أبواب الانضمام إلى المنتخب الوطني".
وتابع: "بالنسبة لي، هو فريق القلب. لقد منحني فرصة إثبات وجودي في الدوري المحلي، وأسهم بشكل كبير في حملي لقميص الخضر لفترة ناهزت 10 أعوام".
وأتم قائلاً: "لا يمكنني أيضاً أن أنسى فضل فريق شبيبة القبائل، الذي قضيت معه فترة رائعة للغاية".
مسيرته مع منتخب الجزائر
وفي سؤال وجه له بخصوص مسيرته الدولية مع "محاربي الصحراء"، قال دوخة: "ليس من السهل على أي لاعب أن يلعب لفترة 10 أعوام مع منتخب بلاده، أنا فخور بكوني شاركت في 3 نهائيات كأس أمم أفريقيا، بجانب حضوري في تصفيات كأس العالم 2014".
وتابع بالقول: "أتيحت إلي فرصة للتدرب تحت إشراف عدة مدربين كبار على غرار وحيد خليلوزيتش وعبد الحق بنشيخة وكريستيان غوركوف وجمال بلماضي".
وختم بالقول: "أفضل ذكرى لي مع منتخب الجزائر هي كل تأكيد الفوز بلقب كأس أمم أفريقيا التي احتضنتها مصر في عام 2019".
مساهمة بلماضي في لقب أمم أفريقيا 2019
وفي معرض حديثه عن المدرب السابق لـ"محاربي الصحراء"، جمال بلماضي، قال حارس المرمى المعتزل: "منذ جلسة العمل الأولى التي جمعتنا به، طلب منا مناداته باسمه رغبة منه في كسر الحواجز التي عادة ما تفصل بين المدرب واللاعب، وهو ما أسهم في خلق أجواء إيجابية داخل منتخب الجزائر".
وتابع حديثه قائلاً: "أصبحنا نتعامل معه كأخ وصديق أكثر مما هو مدرب لنا، رغم أنه كان يظهر بعض الصرامة عندما يتعلق الأمر بتطبيق تعليماته التكتيكية".
وأتم بالقول: "طريقة عمله أثرت بشكل كبير على نتائج الفريق التي تحسنت بشكل ملحوظ، وهو ما يتجسد في فوزنا بلقب أمم أفريقيا 2019 إلى جانب تحقيق سلسلة تاريخية من المباريات دون هزيمة بلغت 35 مباراة".
هدف محرز التاريخي في مرمى نيجيريا
وفي سياق آخر، تعرض عز الدين دوخة للهدف التاريخي والحاسم الذي سجله النجم رياض محرز من مخالفة مباشرة أمام نيجيريا في نصف نهائي البطولة القارية.
وقال في هذا الصدد: "أعتقد أنني ساهمت بشكل كبير في هذا الهدف، فقد كنت أعلم أن حارس منتخب نيجيريا يفضل دائماً التوجه إلى الزاوية التي يغطيها الحائط البشري، ولهذا نصحت رياض محرز قبل المباراة بضرورة التسديد في نفس الزاوية التي يتواجد فيها الحارس".
وأضاف قائلاً: "عندما أعلن الحكم عن المخالفة، توجهت إلى عدلان قديورة وطلبت منه تذكير رياض محرز بضرورة التسديد في المكان الذي يقف فيه حارس المرمى، وهو ما نجح في تطبيقه بنجاح في النهاية".
وأتم حديثه قائلاً: "من أسرار النجاح في أي منتخب أو فريق هو وجود تكامل بين اللاعبين، والحرص على تطبيق ما تم تدريبه عليه خلال الحصص التدريبية".
أسباب الانهيار
وفي سؤال وجه له بخصوص الانهيار الذي مر به منتخب الجزائر ابتداءً من عام 2022، ومدى ارتباط ذلك بوجود ضغط سلبي بسبب البحث عن توسيع سلسلة اللا هزيمة، قال دوخة: "لا أعتقد ذلك، فـ كرة القدم دائمًا تخفي العديد من المفاجآت، وما حدث معنا قد مر به منتخب ألمانيا، الذي غادر نهائيات كأس العالم 2018 من الدور الأول بعد أربعة أعوام فقط من تتويجه بكأس العالم في البرازيل 2014".
وواصل حديثه قائلاً: "قدمنا بعدها مستويات قوية في تصفيات كأس العالم قبل أن تحدث الكارثة أمام الكاميرون في مباراة الحسم، وهو ما أثر سلبياً على نفسية المدرب واللاعبين".
استبعاد إسلام سليماني
وفي خاتمة حواره، تناول دوخة مسألة استبعاد الهداف التاريخي إسلام سليماني من منتخب الجزائر، حيث قال في هذا الصدد: "من الطبيعي أن ترتبط دعوة أي لاعب لمنتخب بلاده بالمستويات التي يقدمها مع فريقه، وبالتالي أعتقد أنه لا يوجد أي سبب منطقي لاستبعاده إذا استعاد أفضل مستوياته البدنية والفنية".
وأتم بالقول: "في المقابل، إذا كانت هناك نية بعدم توجيه الدعوة له مستقبلاً مهما كان مستواه الفني، فيجب تكريمه في إحدى المباريات والسماح له بمغادرة منتخب الجزائر من الباب الكبير".