اللغة المهرية.. آخر إرث حمير ومصدر فخر اليمنيين (صور)
مع قدوم 2 أكتوبر/تشرين الأول، يشهد اليمن الاحتفالات الخاصة بيوم اللغة المهرية التي تمتد عدة أيام، لا سيما في المدارس ومؤسسات التعليم.
ويعتبر المهريون اليمنيون لغتهم الأم التي يصل عمرها لأكثر من 3 آلاف عام مصدر فخر باعتبارها آخر إرث يرمز للمملكة الحميرية، أحد أقدم الممالك اليمنية القديمة وتعد آخر ممالك اليمن قبل الإسلام.
ويعود مصدر اللغة المهرية إلى محافظة المهرة التي تعد بوابة اليمن الشرقية فيما يصل عدد المتحدثين باللغة المهرية بين 100 إلى 200 ألف شخص، في المحافظة اليمنية وبعض مناطق دول الخليج كـ عمان والسعودية والإمارات.
احتفالات شعبية ورسمية
عشية يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول، وجهت السلطة المحلية في محافظة المهرة، دعوة للشيوخ، وجميع أبناء المهرة إلى التفاعل وإحياء يوم اللغة المهرية، للحفاظ على لغتهم الأم كما حافظ عليها أجدادهم منذ قديم الزمان.
وتنظم الفعاليات الثقافية والاجتماعية المتنوعة بمناسبة يوم اللغة المهرية، للتعبير عن هوية الشعب المهري وتاريخه العريق، كما تساعد الفعاليات على تفاعل المجتمع المهري، والاحتفاء بلغتهم الأم حفاظا على التراث الوطني.
وتحت وسم (#يوم_اللغة_المهرية)، احتفى مثقفون وناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، الإثنين بيوم "اللغة المهرية"، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من تاريخ وتراث اليمن، ولغة رئيسية لأبناء محافظة المهرة.
كما أقامت السلطات الرسمية احتفالات بيوم اللغة المهرية وقدم فيها عدد من الفقرات الشعرية والتراثية والوصلات الفنية وتسليم درع الوفاء للشخصية الأدبية والفنية المهرية الراحل حسن علي راشد.
وبحسب القائمين على الفعالية، فإن الاحتفال بيوم اللغة المهرية يشمل فعاليات فنية وثقافية، وتقام في مختلف المديريات وعلى مستوى المدارس، على مدى يومين.
وافتتح محافظ المهرة محمد علي ياسر، الإثنين، بمدينة الغيضة عاصمة المحافظة، فعاليات يوم اللغة المهرية التي ينظمها على مدى يومين مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث، بالتعاون مع مكتب التربية والتعليم بالمحافظة، تحت شعار "اللغة المهرية إرث نصونه لأجيالنا".
وخلال الاحتفال أكد المحافظ ياسر، أهمية الاحتفال بيوم اللغة المهرية كلغة تاريخية أصيلة محل فخر واعتزاز وتحظى باهتمام من قبل مختلف الجامعات والمراكز البحثية على مستوى العالم.
ودعا الآباء والأمهات في محافظة المهرة إلى ضرورة تعليم أبنائهم اللغة المهرية في البيوت للحفاظ عليها من الاندثار.
من جهته، أكد رئيس جامعة المهرة الدكتور أنور كلشات خلال كلمته باللغة المهرية، أن اللغة تعتبر هوية لكل أبناء المهرة والاحتفال بها والمساعدة في نشرها ليست حكراً على أحد، مثمناً الدعم المقدم والمستمر من قبل السلطة المحلية لمركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث للحفاظ عليها ونشر الأبحاث العلمية عنها.
وأضاف المسؤول اليمني، أن أبناء المهرة يحتفلون كل عام بيوم اللغة المهرية في الثاني من أكتوبر لإبراز التراث المهري والموروث الشعبي، وكرمزية لتمسك أبناء المهرة بلغتهم الأصيلة التي تمثل هويتهم وخصوصيتهم الثقافية والتاريخية.
دعم كبير
شارك احتفالات يوم اللغة المهرية كبار المسؤولين اليمنيين ضمن دعم كبير لأبناء المهرة، حيث بعث رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك تهنئة خاصة باللغة العربية والمهرية لأبناء المهرة في يوم الاحتفال بلغتهم الأم.
وكتب عبدالملك تدوينة له على منصة "X" (تويتر سابقاً)، قائلا: "نهنئ جميع أبناء المهرة بمناسبة يوم اللغة المهرية"، معبراً عن سعادته في المشاركة في الاحتفال بيوم اللغة المهرية النابض بالجمال.
وحث رئيس الحكومة اليمنية أبناء المهرة على الحفاظ على لغتهم وتراثهم، مؤكدا أنه كحكومة سيعمل على اتخاذ ما يلزم للحفاظ عليها.
وقال: "نفتخر بهذا الموروث الأصيل الذي هو جزء من تاريخ وتراث اليمن".
من جهته، ثمن مدير الفرع الإقليمي لمنظمة اليونسكو في دول الخليج واليمن صلاح خالد تنظيم هذا الحدث الذي يسعى إلى تعزيز استخدام اللغة المهرية التي تثري التنوع اللغوي والتفاصيل في اليمن.
ولفت إلى أن التعددية اللغوية في اليمن تتطلب مجموعة متنوعة من التدابير والكثير من الموارد في الوقت الذي مازال فيه البلد يعاني من ويلات الحروب المستمرة ناهيك عن الحوادث الطبيعية.
ودعا المسؤول الأممي السلطات المحلية ومراكز البحث والمجتمعات الناطقة باللغة إلى ضرورة تكثيف الجهود للحفاظ على اللغة المهرية وتنشيط استخدامها وتوثيقها بما في ذلك نشرها بين الأجيال الناشئة.
وتعتبر اللغة المهرية من أقدم اللغات السامية التي يتحدث بها أهل المهرة الذين يتحدرون نسبا إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن لحاف بن فضاعة، وصولا إلى مالك بن حمير.
ويرجع باحثون تاريخ المهرية إلى ما قبل ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي، لكن مع انتشار اللغة العربية في جنوب شبه الجزيرة العربية ورفعة شأنها خلال القرون التي تلت ظهور الإسلام، توارت اللغات الجنوبية السامية عن الأنظار منسحبة إلى جيوب الجبال والصحاري والجزر اليمنية والبحر العربي ومنطقة ظفار.
وتعد المهرية أهم اللغات السامية الجنوبية، الست وأوسعها انتشاراً، حيث تضم اللغات السامية الجنوبية، مجموعة اللغات العربية الجنوبية الحديثة وهي المهرية، والسقطرية، والحرسوسية، واللغة الشحرية، ولغة هوبيوت، والبطحرية.
aXA6IDUyLjE0LjYuNDEg جزيرة ام اند امز