أربعينية مهسا أميني.. هجوم داعشي واحتجاجات وقطع للإنترنت
ستة أسابيع مرت ولم تهدأ الاحتجاجات في إيران، والتي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني، سبتمبر الماضي، عقب اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق.
وشهدت العديد من المدن الإيرانية، لا سيما سقز غربي البلاد - مسقط رأس مهسا - احتجاجات شعبية مناهضة للنظام على خلفية مرور أربعين يوماً على رحيل تلك الفتاة التي أشعلت شرارة الثورة.
وتصف إيران الاحتجاجات بأنها "إثارة للشغب والاضطرابات" وتحركها أيادي خارجية من بينها الولايات المتحدة والدول الغربية.
انفجار بشيراز
وفي مدينة شيراز عاصمة محافظة فارس، تعرض مرقد شيعي مساء الأربعاء لهجوم من قبل مسلحين، تبناه تنظيم داعش لاحقا، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة 21 بجروح، وفق السلطات الإيرانية.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية "إيرنا"، إن مرقد شاه جراغ بن الإمام موسى الكاظم في مدينة شيراز تعرض لهجوم من قبل ثلاثة مسلحين أوقع 15 قتيلاً، بالإضافة إلى 21 جريحاً، وفقاً لما ذكره وزير الداخلية العميد أحمد وحيدي.
وقال العميد وحيدي في حديث للصحفيين، إن "هجوم شيراز يظهر قسوة قلوب أعدائنا وقد رأينا بعضاً منها في الشوارع من مثيري الشغب"، في إشارة إلى الاحتجاجات.
وفي سياق متصل، ذكر مساعد الشؤون السياسية والأمنية والاجتماعية في محافظة فارس، إسماعيل محبي بور، أنه "تم إلقاء القبض على مسلحين اثنين ولاذ ثالث بالفرار عقب الهجوم".
فيما زعمت "نور نيوز" وهي وسيلة إعلامية مقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن مهاجمي شاه جراغ في شيراز "لا يحملون الجنسية الإيرانية".
كما قالت إدارة مرقد شاه جراغ، إن مراسم تشييع القتلى ستكون يوم غد الخميس، مشيرة إلى أن حداداً لمدة ثلاثة أيام سيكون في محافظة فارس.
مقتل ضابط بالحرس الثوري
من جانبها، أفادت الوكالة الرسمية الإيرانية "إيرنا"، بمقتل ضابط في جهاز الاستخبارات التابعة للحرس الثوري بمحافظة همدان غرب إيران خلال احتجاجات شعبية.
وبحسب الوكالة التي أوردت الخبر في موقعها الرسمي فإن "ضابطاً في جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري لقي حتفه في مدينة ملاير التابعة لمحافظة همدان غرب البلاد، برصاصة مباشرة من مثيري الشغب مساء الأربعاء".
وأضافت أن "العنصر في الحرس الثوري قتل عندما كان يطارد عددا من بعض قادة إثارة الشعب في مدينة ملاير غرب إيران"، من دون تقديم المزيد من المعلومات عن هوية الضابط.
إغلاق مراقد في طهران
بدورها، أغلقت السلطات الأمنية في العاصمة طهران، مساء الأربعاء، عدد المراقد الدينية وذلك عقب هجوم شيراز.
وقال مصدر أمني لوكالة أنباء "إيسنا" الإيرانية، إنه "تم إغلاق مرقد عبدالعظيم الحسيني في جنوب طهران اعتباراً من مساء اليوم وحتى إشعار آخر بهدف الحفاظ على حياة الناس ومنع الزوار من القدوم إلى المرقد".
وأضاف المصدر الأمني دون الكشف عن هويته، أنه "تم اتخاذ قرار من قبل السلطات الأمنية بإغلاق مرقد إمام زاده صالح الواقع شمال العاصمة طهران للأسباب ذاتها".
رئيسي يتوعد
بدوره، أعلن تنظيم داعش مسؤولية عن الهجوم الذي استهدف مرقد شاه جراغ بمدينة شيراز، قائلا إن "جنود الخلافة نفذوا الهجوم على ضد معبد شركي للروافض في مدينة شيراز وأسفرت العملية عن 40 قتيلاً وجريحاً".
بدوره، توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مساء الأربعاء، بأن الجهات التي تقف وراء هجوم شيراز جنوب البلاد لن تمر دون عقاب، مشيراً إلى أن "أعداء إيران ينتقمون بسبب يأسهم وفشل مخططاتهم ضد البلاد".
وقال رئيسي في بيان له تعليقاً على الهجوم المسلح الذي استهدف مزاراً للشيعة في مدينة شيراز مساء اليوم: "لن تبقى عملية شيراز الإرهابية الشريرة دون رد وأجهزتنا الأمنية ستوجه رداً قاسياً وحاسماً ضد منفذيه".
وأضاف: "تدل التجربة على أن أعداء إيران ينتقمون من يأسهم في إحداث انشقاق في الصفوف الموحدة للأمة وتقدم البلاد عبر بث العنف والإرهاب".
بدوره، اعتبر رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، إن الهجوم هو نهاية الجدل ضد كل من خلق الاضطرابات في الأسابيع الماضية وخلق أرضية لمخططات العدو، في إشارة إلى الاحتجاجات المستمرة منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني على أيدي شرطة الأخلاق في طهران منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال قاليباف في بيان له: "هذه المأساة المفجعة هي نهاية جدال مع كل من خلق في الأسابيع الماضية أرضية لمؤامرات العدو بإثارة الاضطرابات، ولقد أثبت شعب إيران أنه لن يتراجع عن مواقفه الثورية بمثل هذه الأعمال المهينة والجبانة".
احتجاجات وقطع للانترنت
وأظهرت مقاطع فيديو مئات المحتجين وهو يهتفون ضد المرشد علي خامنئي والنظام والأجهزة الأمنية في طهران وهمدان وايلام وملاير ورشت وتبريز ومشهد وقزوين وشيراز وكرج وقم وبروجرد وكرمان وآراك ومحافظة كردستان.
كما أعلنت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، انقطاع شبكة الإنترنت بشكل كامل في محافظة كردستان غرب إيران، فيما وسعت أمريكا وألمانيا عقوبات حقوق الإنسان ضد إيران.
وقالت الوكالة في موقعها الرسمي إنه بسبب "مناوشات وخلافات متفرقة" بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة مهسا أميني، انقطع الإنترنت عن مدينة سقز مسقط رأس مهسا "لاعتبارات أمنية".
وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية التابعة للحكومة هذه التقارير حول النزاع في سقز وقدرت عدد الأشخاص الذين حضروا مراسم مهسا "بما يقارب 10 آلاف شخص على الأكثر".
وزعمت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية أن "بعض الأشخاص كانوا يخططون لمهاجمة المركز العسكري للجيش، لكنهم تفرقوا بسبب عرقلة مجموعة من الأشخاص الذين حضروا الاحتفال".
فيما أفاد موقع "سحام نيوز" الإصلاحي عن قيام قوات أمنية بإطلاق النار على المحتجين في طهران وكردستان وتبريز وغيرها من المدن، مبيناً أن "السلطات قامت بقطع شبكة الإنترنت في مركز العاصمة طهران لعدة ساعات من مساء الأربعاء.