ماي تسعى لإنقاذ مشروع اتفاق بريكست
رئيسة الوزراء البريطانية تسعى لإنقاذ مشروع الاتفاق بشأن خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي، ومستقبلها السياسي بعد سلسلة استقالات وزارية.
تسعى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الجمعة، لإنقاذ مشروع الاتفاق بشأن خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي ومستقبلها السياسي، بعد سلسلة استقالات وزارية وتمرد داخل حزبها.
وبعد يوم عاصف أمس الخميس، أعلن فيه وزراء في حكومتها استقالاتهم وخطط أعضاء في حزبها للإطاحة بها، دافعت ماي عن موقفها أمام الشعب.. مؤكدة أنها تؤمن بشدة بالمسار الذي وضعته لبريكست.
ويأتي ذلك غداة استقالة 4 من وزرائها بينهم وزير بريكست دومينيك راب، ومواجهتها برلمانا معارضا لخطتها.
وحذّرها نواب من جميع الأحزاب بأنها لن تحصل على موافقتهم على مشروع الاتفاق، إلا أنها رفضت الدعوات لها بالاستقالة، وقالت: "هل سأكمل المسيرة؟ نعم".
ورفض وزير البيئة مايكل غوف، إحدى شخصيات الحملة المؤيدة لبريكست في استفتاء 2016 على خروج بريطانيا من الاتحاد، عرضا بتولي منصب راب، بسبب رفض ماي السماح له بإعادة التفاوض على اتفاق بريكست مع الاتحاد الأوروبي.
وأشارت وسائل إعلام بريطانية إلى أنه يفكر أيضا بالاستقالة من منصبه. وغوف هو أبرز وزير متبق في حكومة ماي من الشخصيات المؤيدة للخروج من الاتحاد الأوروبي.
- حلفاء مترددون
ذكرت صحيفة ديلي تلغراف أن الحزب الديمقراطي الوحدوي الأيرلندي الشمالي الذي تعتمد ماي على نوابه العشرة للاحتفاظ بغالبية ضئيلة، سوف يصوت ضد الاتفاق.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة من زعيمة الحزب آرلين فوستر، أن تحالفه مع المحافظين سوف ينتهي ما لم يتم استبدال رئيسة الوزراء.
وأقرت ماي بوجود "مخاوف بشأن شبكة الأمان" لحل مسألة الحدود الأيرلندية في الاتفاق، والذي يخشى مؤيدو بريكست أن تبقي بريطانيا مقيدة إلى ما لا نهاية باتحاد جمركي.
ويرى معارضو مشروع الاتفاق أيضا أن ماي قدمت الكثير من التنازلات لبروكسل في مواضيع رئيسية أخرى، فيما يطالب مؤيدو الاتحاد الأوروبي بإجراء استفتاء ثان حول اتفاق نهائي.
غير أن ماي قالت إنه لن يكون هناك تصويت ثان "بالنسبة لي".
وقال ديفيد ديفيز الذي استقال من منصب وزير بريكست في يوليو/ تموز الماضي، لإذاعة بي.بي.سي اليوم: إن مشروع الاتفاق "مقترح مخيف".
وقال ديفيز المؤيد لبريكست: "ليس اتفاقا يتعين أن نقبل به".. مضيفا: "لا أحد يفضل عدم التوصل لاتفاق. إنها ليست النتيجة الأفضل.. لكنه شيء ينبغي التخوف منه".
ويهدف مشروع الاتفاق المؤلف من 585 صفحة إلى طلاق سلس من الاتحاد الأوروبي، بعد أكثر من 4 عقود من العضوية، ويحدد مرحلة انتقالية للجانبين للتأقلم على الخروج من الاتحاد.
وتسعى البنود الرئيسية لمشروع الاتفاق إلى تجنب وجود حدود فعلية بين أيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، ومقاطعة أيرلندا الشمالية البريطانية، وحماية حقوق المدنيين وتسوية المدفوعات المترتبة على بريطانيا.
- دعوة ماي للاستقالة
التقت "مجموعة الأبحاث الأوروبية" التي تضم عددا من المتشددين المؤيدين لبريكست أمس الخميس، للتخطيط للإطاحة برئيسة الوزراء.
وقدم رئيس المجموعة جيكوب ريس-موغ رسالة لحجب الثقة عن رئيسة الوزراء، قائلا: إن "استقالتها ستكون في صالح الحزب والبلاد".
ويستلزم الحصول على 48 رسالة مماثلة من النواب المحافظين للتصويت بسحب الثقة من زعيمة الحزب، لكن يتعين على غالبية أعضاء الحزب وعددهم 315 التصويت ضد ماي للإطاحة بها.
ورغم أن نوابا آخرين وجهوا رسائل، فإن الأنظار تتجه إلى ريس-موغ نظراً لنفوذه على النواب المؤيدين للبريكست. وصرح ريس-موغ للصحفيين بأنه من الممكن إطلاق مذكرة حجب الثقة عن رئيسة الوزراء خلال أسابيع.
ويعقد قادة الاتحاد الأوروبي قمة استثنائية لبحث البريكست في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. وفي حال إقرار مشروع الاتفاق، فمن المقرر أن يصوت البرلمان البريطاني عليه في مطلع ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4zOCA= جزيرة ام اند امز