حكاية مجدي يعقوب مع العمة "أوجيني".. النجاح من رحم الأحزان
جراح القلب الشهير اتجه لدراسة الطب بسبب والده حبيب يعقوب جراح وزارة الصحة، الذي يحمل شارع في منطقة العجوزة بالقاهرة اسمه.
قلَّد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الدكتور مجدي يعقوب، وشاح "محمد بن راشد للعمل الإنساني"، تقديراً لجهوده التي قدّمها في مجال الطب والأبحاث العلمية على مدار أكثر من 50 عاماً.
- مجدي يعقوب لـ"العين الإخبارية": نقدّر دعم "صناع الأمل" لمرضى القلب
- أبرز ملامح مستشفى مجدي يعقوب لأمراض القلب الجديد
وخلال حفل ضخم أقيم في الإمارات، الخميس، أعلنت مبادرة "صناع الأمل" في دورة هذا العام تبني مشروع بناء "مستشفى الدكتور مجدي يعقوب لأمراض القلب في مصر"، بوصفه مشروع العام الإنساني العربي.
ساهم البروفيسور المصري وجراح القلب الشهير مجدي يعقوب في العديد من الأبحاث العلمية القيّمة، كما أسس مشروعاً ضخماً لعلاج أمراض القلب في محافظة أسوان، أقصى صعيد مصر، ونال خلال مسيرة حافلة بالعطاء الإنساني عشرات الجوائز والتكريمات.
ولد مجدي يعقوب حبيب في 16 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1935 في مركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية (دلتا مصر)، لعائلة تنحدر أصولها الكاثوليكية من محافظة أسيوط.
واتجه جراح القلب الشهير لدراسة الطب بسبب والده حبيب يعقوب جراح وزارة الصحة، الذي يحمل شارع في منطقة العجوزة بالقاهرة اسمه.
في سن صغيرة لم تتجاوز 21 عاماً توفيت عمته الصغرى أوجيني لإصابتها بضيق في صمام القلب، وحزن الأب حبيب يعقوب على شقيقته التي اختطفها الموت في سن مبكرة، وظلّت هذه القصة تتردد في عقل مجدي الابن، الذي قرر أن يصبح هدفه التخصص في علاج القلب لإنقاذ حياة المرضى.
الدراسة
تخرَّج مجدي يعقوب في كلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة عام 1957، وكان ترتيبه الخامس على الدفعة، وعمل نائباً للجراحة بمستشفى قصر العيني، ثم سافر إلى بريطانيا في عام 1962 لاستكمال الدراسة والحصول على الدكتوراه والتخصص في جراحات القلب والصدر.
وحصل على الزمالة الملكية من 3 جامعات هي: كلية الجراحين البريطانيين في لندن، زمالة كلية الجراحين في أدنبرة، وزمالة كلية الجراحين الملكية في جلاسكو.
وتدرّج في العديد من المناصب الأكاديمية، وبدأ حياته العلمية باحثًا في جامعة شيكاغو الأمريكية عام 1969، ثم رئيسًا لقسم جراحة القلب عام 1972، فأستاذًا لجراحة القلب بمستشفى برومتون في لندن عام 1986.
وفي العام 1987 تولى رئاسة مؤسسة زراعة القلب في المملكة المتحدة، ثم شغل منصب مدير البحوث والتعليم الطبي والمستشار الفخري لكلية الملك إدوارد الطبية، فضلاً عن رئاسة مؤسسة زراعة القلب والرئتين البريطانية.
واستطاع مجدي يعقوب إجراء أول عملية جراحية لزراعة القلب في عام 1980، إذ نقل قلب للمريض دريك موريس، والذي أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبي على قيد الحياة حتى وفاته في يوليو/تموز 2005، ومن بين المشاهير الذين أجرى لهم عمليات الكوميدي البريطاني إريك موركامب والفنان المصري عمر الشريف.
ملك القلوب
ويعد جراح القلب الشهير واحداً من رواد جراحة زراعة القلب بالعالم، وأجرى العديد من العمليات الجراحية الناجحة على مستوى العالم، ويعد ثاني جراح يجري عملية زراعة قلب بعد الدكتور العالمي كريستيان برناردن.
وخلال مسيرته العلمية الحافلة حصل مجدي يعقوب على العديد من الأوسمة، إذ يحمل لقب "أكثر أطباء العالم إنجازاً في عدد عمليات زراعة القلب"، ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب "فارس" في عام 1966، بينما لقّبته أميرة ويلز الراحلة ديانا بـ"ملك القلوب".
ودمج يعقوب بين العلم والعمل الإنساني، بتأسيس مؤسسة "سلسلة الأمل" الخيرية بالمملكة المتحدة، لتقديم العلاج مجاناً للمرضى الذي يعانون من أمراض خطيرة في القلب، وعلى مدار سنوات طويلة تمكنت المؤسسة من تشخيص 600 حالة وإجراء عمليات زرعة قلب لها.
وعلى مدار 5 عقود اهتم يعقوب بتخصيص جراحات لإنقاذ حياة الأطفال، عبر طاقم طبي متخصص ووحدات طبية متخصصة في جراحة القلب للأطفال، لينجح في استقطاب نحو 70 عالماً وطبيباً إلى مؤسسة "سلسلة الأمل" للمشاركة في جراحات زراعة القلب للأطفال.
وكانت أول جراحة نادرة يجريها مجدي يعقوب في مركز أسوان لجراحات القلب في عام 2009 لطفل عمره 12 سنة ويعاني ضيقاً خلقياً في الصمام الأورطي، واستغرقت العملية 11 ساعة كاملة وأثبت المركز وأجهزته كفاءة عالية وبعدها نفذ المركز المئات من عمليات القلب المفتوح.