كبرى شركات النفط الأمريكية تخفض نفقاتها لمواجهة كورونا
أثر فيروس كورونا المستجد بشكل كبير على الطلب، ما أدى إلى زيادة المعروض في الأسواق وضغط بشكل غير مسبوق على أسعار السلع الأساسية
أعلنت شركتا "إكسون موبيل" و"شيفرون" الأمريكيتان، الجمعة، عن إجراءات واسعة لخفض نفقاتهما في وقت يستعد قطاع صناعة البترول لفترة تراجع يحتمل أن يطول أمدها جرّاء انخفاض أسعار المواد الأساسية بسبب فيروس كورونا المستجد.
وأعلنت شركتا النفط العملاقتان عن الإجراءات في إطار كشفهما عن نتائج الربع الأول من العام الذي شهد تراجعا في أسعار الخام، لكنه سبق أول انهيار تاريخي لعقود الخام الأمريكي الآجلة لتسجل أسعارا تحت الصفر في 20 أبريل/نيسان.
وأفادت الشركتان بأنهما تحافظان على السيولة من أجل توزيع الأرباح على المستثمرين، فيما أعلنت منافستهما الأوروبية "رويال داتش شل"، الخميس، خفض توزيعات الأرباح على المساهمين لأول مرّة منذ أربعينيات القرن الماضي.
إكسون موبيل
وقال دارين وودز، الرئيس التنفيذي لإكسون موبيل، إن فيروس كورونا "كوفيد-19" أثر بشكل كبير على الطلب على المدى القريب، ما أدى إلى زيادة المعروض في الأسواق وضغط بشكل غير مسبوق على أسعار السلع الأساسية وهوامش الربح.
وأضاف "بينما نواجه هذه الأوقات الصعبة، فإننا لا نغفل عن الأساسيات طويلة الأمد التي تقود أعمالنا، سيعود النشاط الاقتصادي، وسيزداد عدد السكان والمقاييس، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على منتجاتنا وتعافي القطاع".
وسجّلت إكسون موبيل خسارة بقيمة 610 آلاف دولار في الربع الأول من العام، مقارنة بأرباح قدرها 2.4 مليار دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي، وتراجعت الإيرادات بنسبة 11.7% إلى 52.2 مليار دولار.
وتضمنت الخسارة 2.9 مليار دولار في تكاليف غير نقدية للمخزون والأصول، بسبب انخفاض أسعار السلع الأساسية.
ولا تزال عقود الخام الأمريكي الآجلة متقلّبة منذ أن أغلقت في المنطقة السلبية (تحت الصفر) لأول مرة في التاريخ في 20 أبريل/نيسان.
وبينما توصّل كبار منتجي النفط في العالم إلى اتفاق على خفض الإنتاج، قال محللون إن السوق لا يزال هشا بسبب ضعف الطلب غداة الإغلاق الذي تسبب به تفشي فيروس كورونا المستجد.
وخفضت إكسون موبيل الإنفاق الرأسمالي بنسبة 30% إلى نحو 23 مليار دولار لعام 2020، كما ستخفض نفقات التشغيل بنسبة 15%.
وستبطئ الشركة كذلك بعض المشاريع في حوض "برميان" الأمريكي وموزمبيق، إضافة إلى عمليات توسيع بعض مصانع المعالجة والمصانع الكيميائية.
وأفادت إكسون موبيل بأنها "ستواصل مراقبة تطورات السوق وتقييم خطوات الخفض الإضافية".
شيفرون
أما شيفرون، فسجّلت أرباحا بقيمة 3.6 مليار دولار في الربع الأول، بزيادة نسبتها 35.9% عن الفترة ذاتها العام الماضي.
وتراجعت الإيرادات بنسبة 10.5% لتسجّل 31.5 مليار دولار.
ورغم أن أسعار النفط والغاز الطبيعي كانت أقل من الفترة ذاتها العام الماضي، فإن فرع عمليات المعالجة التابع للشركة حقق أرباحا أعلى، حيث يعود ذلك جزئيا إلى أسعار الخام الأدنى.
ورغم ذلك، أشار بيان الشركة إلى أنه "يتوقع أن تتراجع النتائج المالية في الفترات المستقبلية طالما أن ظروف الأسواق الحالية مستمرة".
وأعلنت شيفرون أنها ستخفض إنفاقها الرأسمالي لعام 2020 بمقدار ملياري دولار إلى 14 مليار دولار، بسبب البيئة التشغيلية الحالية.
وذكرت الشركة في أواخر مارس/آذار أنها خفضت ميزانيتها بنسبة 20%.
وقال رئيسها التنفيذي مايكل ويرث إن "شيفرون تستجيب لهذه التحديات غير المسبوقة عبر إدخال تغييرات على ما يمكننا السيطرة عليه ومع التزام بحماية ازدهار وقيمة الشركة على الأمد البعيد".
وتراجعت أسهم إكسون موبيل بنسبة 1.3% إلى 45.86 دولار في تعاملات ما قبل السوق، بينما خسرت شيفرون 0.6% إلى 91.45 دولار.