انطلقت فعاليات الدورة الثالثة من منتدى "اصنع في الإمارات"، الإثنين، تحت شعار «استثمار.. ابتكار.. نمو».
وتنظم المنتدى وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بالتعاون مع دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، و"مجموعة أدنوك"، خلال يومي 27 و28 مايو/أيار 2024 في مركز أبوظبي للطاقة، وذلك بمشاركة محلية ودولية واسعة تشمل نخبة من صناع القرار والمسؤولين في مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، وروّاد الأعمال والمستثمرين والصناعيين والخبراء والمبتكرين ومؤسسات التمويل.
ويشكل "منتدى اصنع في الإمارات" حاضنة للنمو والاستثمار الصناعي في دولة الإمارات، حيث يوفر العديد من الفرص الاستثمارية، التي تعزز المصداقية والموثوقية للبيئة الاستثمارية الإماراتية والمدعومة بمنظومة تشريعية وقوانين تدعم المستثمرين، وتشجع على استقطاب المزيد من الاستثمارات الصناعية من داخل الدولة وخارجها، وأيضاً قدرة وإمكانات قطاع الصناعة في دولة الإمارات على جذب المزيد من الاستثمارات النوعية.
ويؤكد المنتدى التزام وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بتمكين وتحفيز الشركات الوطنية والدولية العاملة في القطاع الصناعي، من خلال تعزيز المشتريات المحلية بين الشركات الوطنية لتحقيق المرونة والاكتفاء الذاتي، خصوصاً في ظل التحديات العالمية.
- «اصنع في الإمارات».. مصرف الإمارات للتنمية محرك ومسرّع استراتيجي
- منتدى «اصنع في الإمارات».. أجندة فعاليات زخمة للدورة الثالثة
مرونة واكتفاء ذاتي في المنتجات والخدمات
وتنعقد الدورة الثالثة من المنتدى على خلفية ما تحقق في الدورتين السابقتين من نجاحات تمثلت في توفير فرص شراء محلية بقيمة 120 مليار درهم تم استحداثها في قطاعات تشمل صناعات حيوية وذات أولوية، مثل الأدوية والطاقة والاتصالات والفضاء والرعاية الصحية والأغذية والمشروبات، من خلال توفير 1400 منتج للتصنيع المحلي.
ويساهم إنتاج هذه المنتجات محلياً في تعزيز المرونة الصناعية والاكتفاء الذاتي في دولة الإمارات، وتلبية الطلب المحلي والإقليمي، مع دعم جهود إحلال الواردات بما يتماشى مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومبادرة "اصنع في الإمارات"، لدعم المرونة وتعزيز الاكتفاء الذاتي في المنتجات والخدمات، حيث يساهم في تعزيز التنويع الاقتصادي الوطني.
وسيتمكن الحضور من زيارة المعرض المصاحب للمنتدى والذي يعرض أبرز الفرص الصناعية والمنتجات المصنعة محلياً، بمشاركة 44 شركة صناعية كبرى.
صناعة تنافسية بمحركات الابتكار والذكاء الاصطناعي
ويركز المنتدى على تعزيز الاعتماد على الابتكار والذكاء الاصطناعي، بما يدعم كفاءة وتنافسية الشركات وقدرتها على اكتشاف المزيد من فرص النمو والتنافسية، وترسيخ مكانة دولة الإمارات من خلال تحقيق قفزات صناعية وتنموية عبر تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي، وكذلك تنمية مهارات الكفاءات الإماراتية بما يعزز إنتاجيتهم وتنافسيتهم في سوق العمل.
وتعد دولة لإمارات من أوائل الدول التي قامت بدمج الذكاء الاصطناعي في الصناعة، حيث حققت شركات مثل "أدنوك" وفورات بقيمة 500 مليون دولار من خلال استعمالات الذكاء الاصطناعي، كما نجحت شركات عالمية مثل بيبسيكو بتوفير الملايين من خلال مكاسب الكفاءة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
وتهدف دولة الإمارات إلى تحقيق ميزة تنافسية في الصناعة العالمية من خلال تسخير القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي لإعادة تعريف التصنيع. كما يسهم التزام دولة الإمارات باعتماد الذكاء الاصطناعي والأطر التنظيمية الداعمة له، في جذب المستثمرين العالميين. على سبيل المثال، استثمرت مايكروسوفت مؤخراَ بقيمة 1.5 مليار دولار في G42.
وسيساعد منتدى "اصنع في الإمارات" القطاع الصناعي على استكشاف الموجة الجديدة للقيمة التي تقدر بتريليونات الدولارات والتي يوفرها الذكاء الاصطناعي من خلال معالجة التحديات والفرص.
ويوفر منتدى "اصنع في الإمارات" فرصة للمستثمرين لاكتشاف المبادرات التي تدعم اعتماد التكنولوجيا، بما في ذلك مؤشر التحول التكنولوجي الصناعي، الذي طور خرائط طريق تكنولوجية لأكثر من 150 شركة، والتي خصصت 600 مليون درهم لتبني واعتماد التكنولوجيا.
ويشهد المنتدى عقد جلسات حوارية تناقش الرؤية الصناعية لدولة الإمارات (مشروع 300 مليار ورسم خارطة النمو المستقبلي)، والنهوض بثورة الذكاء الاصطناعي لتنفيذ نماذج حوسبة جديدة في البيئات الصناعية الحقيقية، بالإضافة إلى المحتوى الوطني الموجّه نحو المستقبل والمواءمة مع اتفاقيات الشراء والقدرة التنافسية لدفع عجلة الابتكار، والأساليب التعاونية لتعزيز التصنيع، وطموحات دولة الإمارات في استقطاب استثمارات النمو في مجال الفضاء، واستكشاف فرص التكنولوجيا الخضراء في القطاع الصناعي، ونمو التصنيع المستدام.
كما يتضمن توزيع جوائز "اصنع في الإمارات" لتكريم الشركات الصناعية والأفراد الأكثر مساهمة وتأثيراً في الابتكار والنمو الصناعي المستدام وعقد حلقة شبابية بعنوان "إلهام الشباب للمشاركة في الصناعة .. جلسة لإلهام الشباب الإماراتي للمشاركة في الصناعة".
منصة فريدة في الإمارات والمنطقة
ويعد المنتدى منصة صناعية فريدة ومن أبرز الفعاليات الصناعية في دولة الإمارات والمنطقة، باعتباره حدث سنوي مثالي لتسليط الضوء على التقدم الذي يحققه القطاع في تنمية وتطوير الصناعات المتقدمة، وتوظيف الطاقة النظيفة، وتعزيز التصنيع الغذائي والدوائي، وجذب الاستثمارات التكنولوجية، وتعزيز التحول الرقمي، وكذلك التخطيط لمستقبل القطاع الصناعي، واستكشاف فرص النمو والتوسع، وعقد الشراكات والاستثمارات، وتبادل الخبرات والحلول الممكنة لنمو وتنافسية الشركات الصناعية، وكذلك الاستفادة من الفرص الاستثمارية والقوة الشرائية المحلية، واستعراض المزايا والممكنات التي تقدمها الوزارة وشركائها الاستراتيجيين تحت مظلة الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.
ويساعد المنتدى، دولة الإمارات على تعزيز مكانتها كوجهة عالمية جاذبة للاستثمار، في ظل جهودها الرامية إلى تعزيز التصنيع المحلي وزيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي والاقتصاد الوطني، حيث وفر المنتدى عدداً من الفرص الشرائية المهمة، إلى جانب 5 آلاف فرصة عمل لمواطني دولة الإمارات.
وبينما تركز الدورة الثالثة من المنتدى على خلق أثر اقتصادي واجتماعي، والتعريف بدور الذكاء الاصطناعي في تحول ودعم القطاع الصناعي، واستقطاب رأس المال، من خلال تقديم المزيد من فرص الاستثمار والحوافز والممكنات للمجتمع الصناعي العالمي، تهيئ الدورة الثالثة من المنتدى الفرصة أمام الشركات، للانضمام إلى هذا القطاع الحيوي الذي حقق قيمة يبلغ حجمها 197 مليار درهم في العام الماضي، مع ارتفاع صادراته بنسبة نمو تقدر بنحو 17% منذ العام 2021.
وخلال هذه الدورة من منتدى "اصنع في الإمارات"، تدعو دولة الإمارات كافة دول العالم إلى الاستثمار بها والمساهمة بتعزيز الابتكار والنمو والاستفادة من البيئة الاقتصادية الجاذبة في الدولة.
وعلى هامش النسخة الثالثة من المنتدى، سيتم الإعلان عن شراكات جديدة بمليارات الدراهم، وسيتعرف المشاركون على أبرز النتائج الاقتصادية والتنموية والاجتماعية للمبادرات التي تم الإعلان عنها في الدورتين الأولى والثانية من المنتدى، استكمالاً للفرص الاستثمارية التي تم عقدها خلال الدورتين السابقتين.
وكانت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة قد أطلقت مبادرة "اصنع في الإمارات" بهدف دعم جهود تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة "مشروع 300 مليار، حيث تعد المبادرة دعوة مفتوحة للصناعيين والمستثمرين والمبتكرين ورواد الأعمال لاكتشاف فرص الاستثمار في دولة الإمارات، إضافة إلى الحوافز والممكّنات التي تقدمها، كما تعمل المبادرة من أجل تعزيز تنافسية القطاع الصناعي الوطني، وتساهم في نموه وتطويره، إلى جانب تكريس دولة الإمارات كمركز مركز عالمي للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والابتكار.