سلطان الجابر: إطلاق استراتيجية إماراتية للصناعة لرفع مساهمتها في الناتج المحلي

أعلن الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها، عن إطلاق استراتيجية وطنية للصناعة تهدف لرفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي.
وأشار الدكتور سلطان أحمد الجابر، إلى أن الدورة الرابعة من مبادرة "اصنع في الإمارات" تشكل محطة استراتيجية لتعزيز الشراكات الصناعية وتوطين التكنولوجيا.
وقال الجابر، في كلمته خلال افتتاح فعاليات الدورة الرابعة من المبادرة: "أرحب بكم جميعاً، ويسعدني ويشرفني حضوركم لهذا الحدث الصناعي المهم. نجتمع اليوم في ظل تحولات اقتصادية وجيوسياسية متسارعة فتحت آفاقًا واسعة لفرص غير مسبوقة في مختلف القطاعات والمجالات".
وأضاف: "بفضل توجيهات القيادة، أرست الإمارات ركائز قوية لبناء قطاع صناعي مرن وفعّال، يسهم في تنويع الاقتصاد الوطني، وأثبت قدرته على التكيف مع المتغيرات العالمية المتسارعة".
الصناعة محرك للنمو المستدام وركيزة للتقدم
وشدّد الجابر على أن القطاع الصناعي يمثل محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي المستدام، حيث يخلق قيمة مضافة، ويرفع الإنتاجية، ويوفر فرص العمل، ويسهم في تطوير بنية تحتية متقدمة، إلى جانب بناء قاعدة إنتاجية قوية تُعزز الصادرات الوطنية وتدعم الناتج المحلي الإجمالي.
وأوضح أن الدول التي تملك قاعدة صناعية قوية تتمتع بقدرة أكبر على التقدم الاقتصادي، وتأمين مستقبل مزدهر، ودفع عجلة التنمية المجتمعية، مشيراً إلى أن "الاستثمار في التصنيع هو استثمار في الاقتصاد المتقدم، ويُحقق مردوداً مضاعفاً من خلال تنشيط القطاعات ذات العلاقة".
الإمارات تقود التحول نحو عصر صناعي جديد
وأشار سلطان الجابر إلى أن العالم يشهد ميلاد عصر صناعي جديد قائم على الأفكار المتقدمة والتكنولوجيا المتطورة، وتتسارع وتيرته بالابتكار والمرونة وسرعة الاستجابة، مضيفًا: "برؤية قيادتنا، فإن الابتكار والعزيمة هما أساس التقدم، ونعتمد على السرعة والإنتاجية كأسلوب عمل مستدام".
وأعلن الجابر أن الاستراتيجية الوطنية للصناعة تستهدف رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي، وتمكين سلاسل الإمداد، ودعم المنتجات الوطنية، وتسريع تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، أكد أن الإمارات لا تنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة فحسب، بل كقطاع اقتصادي متكامل، يتوقع أن تتجاوز إيراداته عالميًا 1.5 تريليون دولار بحلول عام 2040.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأمريكي، الذي أُعلن عن إنشائه خلال زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، ستكون الأكبر من نوعها خارج الولايات المتحدة.
دعم التكنولوجيا والتحول الرقمي في أكثر من 500 مصنع
أعلن الجابر عن إطلاق وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة "برنامج التحول التكنولوجي" و"مؤشر تبني التكنولوجيا المتقدمة"، اللذين ساهما في دعم أكثر من 500 مصنع بتمويلات بلغت 4.6 مليار درهم، ضمن جهود تمكين المصانع الوطنية من التحديث والابتكار.
التركيز على صناعات المستقبل
وسلّط الجابر الضوء على أولويات المرحلة المقبلة في التصنيع، والتي تشمل:
- تقنيات الطاقة المتجددة
- المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة (SMRs)
- الصناعات الفضائية
- أشباه الموصلات والشرائح الذكية
- بطاريات تخزين الطاقة
- المركبات والمعدات ذاتية القيادة
- معدات ومواد البناء
وأشار إلى أن الصادرات الصناعية للإمارات سجلت ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 68% خلال عام 2024 لتصل إلى 197 مليار درهم، مقارنة بـ 117 مليار درهم في عام 2021.
توسع في الشراكات الدولية وزيادة التجارة الخارجية
وأشاد بالدور الفاعل لوزارة الاقتصاد في دعم الصادرات، حيث ساهمت اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة في فتح أسواق جديدة، ورفع قيمة التجارة الخارجية لدولة الإمارات لتتجاوز 5 تريليونات درهم.
المحتوى الوطني وفرص العمل
وأكد الجابر أن برنامج المحتوى الوطني نجح في إعادة توجيه الإنفاق الصناعي إلى المنتجات والخدمات المحلية، وبلغت القيمة التراكمية للإنفاق المحلي 347 مليار درهم، وأسهم في خلق أكثر من 22 ألف فرصة عمل للمواطنين.
شراكة إقليمية لمشاريع بـ5 مليارات دولار
كما استعرض الجابر ثمار "الشراكة الصناعية التكاملية" التي تضم الإمارات والأردن والبحرين ومصر والمغرب وقطر وتركيا، موضحًا أنها حققت مشاريع إقليمية مشتركة بقيمة 5 مليارات دولار، بما يعزز تكامل سلاسل الإمداد ويخلق فرصاً تنموية مستدامة.
إطلاق مبادرات ومشاريع جديدة في نسخة 2025
وكشف الجابر عن حزمة مبادرات جديدة ضمن "اصنع في الإمارات" تشمل:
- رفع فرص المشتريات الصناعية إلى 168 مليار درهم خلال 10 سنوات، بزيادة 25 مليار درهم عن العام الماضي، لتوطين تصنيع أكثر من 4,800 منتج داخل الدولة.
- إطلاق "صندوق الإمارات للنمو" بقيمة مليار درهم ضمن مصرف الإمارات للتنمية، لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في مجالات التصنيع والصحة والأمن الغذائي والتكنولوجيا.
- توفير حلول تمويلية تتجاوز 40 مليار درهم خلال 5 سنوات عبر بنوك وطنية مثل بنك أبوظبي الأول، بنك المشرق، بنك الإمارات دبي الوطني، وغيرها.
- إتاحة أكثر من 1,200 فرصة عمل جديدة للمواطنين بالتعاون مع برنامج "نافس" ومعرض "مصنّعين".
- تخصيص جناح للحرف والصناعات التراثية ضمن "عام المجتمع"، بمشاركة 216 حرفيًا إماراتيًا، احتفاءً بالإرث الصناعي الوطني.
بنية تحتية عالمية ومزايا تنافسية
وأكد الجابر أن الإمارات تتمتع بموقع استراتيجي يربط الشرق بالغرب، وبنية تحتية متقدمة، ومدن صناعية متخصصة، وتشريعات مرنة، وأمن سيبراني متطور، وطاقة منخفضة التكلفة، وجودة حياة عالية، إلى جانب سمعة عالمية موثوقة.
ودعا إلى استثمار هذه المزايا، وبناء شراكات صناعية جديدة من خلال منصة "اصنع في الإمارات"، مشيرًا إلى أن الدولة تشكل وجهة مثالية للاستثمارات الصناعية طويلة الأجل.
كما حث الجهات الحكومية والخاصة على دعم المنتجات الوطنية، من خلال تفعيل برامج المحتوى الوطني، وتعزيز التنافسية والإنتاجية واستدامة سلاسل التوريد.
مشاركة واسعة ومبادرات نوعية
تستقطب الدورة الحالية من "اصنع في الإمارات" أكثر من 720 عارضًا على مساحة تفوق 68 ألف متر مربع، ويشارك فيها أكثر من 300 متحدث، مع طرح أكثر من 3,800 منتج وفرصة استثمارية في 12 قطاعًا حيويًا.
وتشمل فعاليات اليوم الأول تكريم الفائزين بجوائز "اصنع في الإمارات"، وجلسات رواد الصناعة والمبتكرين، بالإضافة إلى مناقشات حول سبل إيصال علامة "صُنع في الإمارات" إلى العالمية، وتطوير مراكز إقليمية متقدمة ضمن سلاسل الإمداد.