الملاريا.. مرض مداري يهدد اليمنيين مع موسم الأمطار
المحافظات الساحلية، خصوصا الحديدة وعدن، تشكل بؤرة تفشي مرض الملاريا خلال السنوات الماضية، نظرا لاستيطان البعوض قرب المياه
في الوقت الذي يكافح فيه العالم وباء غامضا هو فيروس كورونا المستجد، لا تزال الأمراض المدارية وعلى رأسها الملاريا، تشكل تهديدا لحياة اليمنيين، خاصة مع بدء موسم الأمطار.
وتحتفي منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي للملاريا في 25 أبريل/نيسان كل عام، وفي خضم التأهب الكامل لمواجهة فيروس "كوفيد- 19" تتزايد المخاوف من إهمال مخاطر مرض الملاريا، خاصة في اليمن، التي تعرض نظامها الصحي لهزات كبيرة منذ الانقلاب الحوثي قبل 5 سنوات.
وتعرضت عدد من المدن اليمنية، خاصة عدن ومأرب وصنعاء لفيضانات غير مسبوقة خلال الأيام الماضية من شهر أبريل/نيسان الجاري، وهو ما أدى إلى انتشار الحُميات مجددا جراء تجمع مياه الأمطار في مستنقعات داخل الأحياء السكنية.
وتخشى المنظمات الدولية العاملة في اليمن من تفشي مرض الملاريا مجددا في المناطق اليمنية، خاصة المدن التي يستوطنها البعوض خلال فترة الصيف من كل عام.
واليومان الماضيان، كان التركيز الأكبر في المدن التي ضربتها الفيضانات خاصة عدن، ينصب على شفط المياه الراكدة من الشوارع والمناطق المأهولة خشية من انتشار محتمل للبعوض.
والملاريا مرض يسببه ميكروب "طفيلي"، ويمكن أن ينتشر إلى البشر من خلال لدغة بعوضة للشخص المصاب، ورغم أن أدويته متوفرة خلافا لفيروس كورونا الجديد، لكنه يتسبب بمضاعفات خطيرة إذا لم يتم تشخيصه ومعالجته على الفور وبشكل صحيح، ويمكن أن يهدد الحياة.
وتشكل المحافظات الساحلية، خصوصا الحديدة وعدن، بؤرة تفشي مرض الملاريا خلال السنوات الماضية، لاستيطان البعوض قرب المياه، ووفقاً لإحصائيات رسمية فقد سجل اليمن خلال العام الماضي أكثر من 200 ألف إصابة بالمرض، وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود الدولية أنها عالجت 13 ألفا منهم.
وقالت المنظمة، في بيان صحفي، إن علاج الأشخاص المصابين بالملاريا يضع عبئا كبيرا على نظام صحي مرهق بالفعل، ويهدد حياة العديد من اليمنيين، خاصة الأطفال والنساء الحوامل.
وذكرت المنظمة أن ملايين اليمنيين يعيشون في مناطق عالية الخطورة للإصابة بالملاريا بالمحافظات الساحلية، وفي بعض المناطق بالمحافظات الجنوبية، لافتة إلى أنه مع بدء موسم الأمطار يزداد خطر الإصابة بالملاريا.
وأضاف البيان: "في الوقت الذي تتأهب فيه البلاد حاليا لمواجهة انتشار محتمل لـ(كوفيد- 19) فإن النظام الصحي الآخر في حاجة إلى الاستمرار في العمل، وإلا يمكننا أن نتوقع زيادة في الوفيات بسبب أمراض أخرى مثل الملاريا".
ووفقا للبيان، فقد عالجت الفرق الصحية للمنظمة منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قرابة ألف و576 شخصا مصابا بالملاريا في محافظة الحديدة فقط، معظمهم في مستشفى الضحي الريفي المدعوم من أطباء بلا حدود.
وأشار البيان إلى أنه خلال العام الماضي عالجت منظمة أطباء بلا حدود 13 ألفا و93 حالة إصابة بالملاريا في محافظات الحديدة وحجة وإب وتعز وعمران.