حبوب «منع الحمل» للرجال تجتاز أول اختبار أمان بنجاح

كشفت الدراسة السريرية الأولى على حبوب منع الحمل الرجالية غير الهرمونية "YCT-529"، عن نتائج مبشرة.
وأظهرت الجرعات الفردية حتى 180 ملغ من المركب سلامة عالية وعدم ظهور آثار جانبية ذات أهمية سريرية لدى 16 رجلاً بصحة جيدة.
يأتي هذا التطور في وقت تُشكل حالات الحمل غير المخطط لها حوالي نصف حالات الحمل على مستوى العالم، وتعتمد وسائل منع الحمل الرجالية بشكل شبه كامل على الواقي الذكري، الذي تصل نسبة فشله إلى 13%، أو عمليات الاستئصال (الوعاء المنوي).
وشهدت محاولات سابقة لتطوير أدوية مماثلة توقفاً لعقود بسبب آثار جانبية غير مرغوبة مثل التفاعلات مع الكحول أو اضطرابات في مستويات البوتاسيوم.
في الدراسة التي نُشرت في مجلة "كومينيكيشن ميدسين"، أجرى الباحثون تجربة عشوائية مزدوجة التعمية محكمة بالدواء الوهمي لتقييم سلامة المركب، تحمله، ديناميكا الدواء، وفعاليته الاستكشافية.
شملت الدراسة 16 رجلاً خضعوا لعملية استئصال للوعاء المنوي، تتراوح أعمارهم بين 32 و59 عاماً، وتلقى 12 منهم جرعات من الدواء "YCT-529"، بينما حصل 4 منهم على دواء وهمي.
تمت مراقبة المشاركين من خلال تخطيط القلب المستمر، فحوصات دم متسلسلة، يوميات نفسية وجنسية، وتحاليل علامات الالتهاب لمدة تصل إلى 336 ساعة بعد تناول الجرعة.
ولم تُسجل أية أحداث جانبية خطيرة أو شديدة، وسجل مشارك واحد حالة اضطراب نظم قلبية مؤقتة وغير مصحوبة بأعراض بعد تناول جرعات 90 و180 ملغ، وتم استبعاد وجود أي خلل بنيوي بالقلب.
كما لم تُظهر تحاليل الكيمياء السريرية، الدم، التخثر، والبول أية تغيرات ذات أهمية، وتراوح متوسط زمن وصول الدواء إلى أقصى تركيز في الدم بين 4 إلى 10 ساعات، وبلغ متوسط نصف عمره بين 51 و76 ساعة، وأدت الوجبات إلى زيادة تركيز الدواء، لكن التفاوت في النتائج تحت حالة الطعام حد من تفسير هذه الزيادة.
وعند جرعة 180 ملغ، وصلت مستويات الدواء في الدم إلى تركيزات مشابهة لتلك المرتبطة بالعقم القابل للعكس في الدراسات على القرود.
كما ظلت مستويات الهرمونات الجنسية، مثل التستوستيرون وهرمون LH، ضمن المعدلات الطبيعية. ولم يلاحظ المشاركون أية تغييرات في الرغبة الجنسية، المزاج، أو الأداء الجنسي. وبقيت علامات الالتهاب مستقرة مع بعض الارتفاعات المؤقتة المتعلقة بالنظام الغذائي.
وأكد الباحثون أن الجرعات الفردية من الدواء " YCT-529 " أنتجت تركيزات دم معروفة بقدرتها على تثبيط إنتاج الحيوانات المنوية في النماذج الحيوانية، دون التأثير على التوازن الهرموني أو الحالة المزاجية أو نشاط القلب الكهربائي. ويعد هذا المركب بذلك قد اجتاز عتبة أمان هامة في تطوير وسائل منع الحمل الرجالية.
وحاليا، تُجرى دراسة متابعة لتقييم تأثيرات الجرعات المتكررة على مدى 28 و90 يوما.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzkg جزيرة ام اند امز