محلل سياسي مالي: على فرنسا تغيير استراتيجيتها في أفريقيا
اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة باماكو، محمد إغ إسماعيل، أن جولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أفريقيا تمثل لحظة حاسمة لفرنسا.
وقال الخبير السياسي المالي في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "الهدف من هذه الزيارة هو إعادة إطلاق العلاقات السياسية والاقتصادية مع القارة".
وأكد أن "اختيار بدء الزيارة من الكاميرون الشريك الاستراتيجي لفرنسا والقوة الاقتصادية لوسط أفريقيا، يقول الكثير. وينطبق الشيء نفسه أيضًا على اختيار غينيا بيساو، الرئيس المستقبلي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا".
وأجرى الرئيس الفرنسي، جولة أفريقية بين 25 و٢٨ يوليو/تموز، زار خلالها الكاميرون وبنين وغينيا بيساو.
وفقًا لمحمد إغ إسماعيل، يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه المحاولة الأولى كافية لتوطيد علاقات القوة الاستعمارية السابقة مع الأفارقة.
أما الملف المشتعل لمحاربة الإرهاب في أفريقيا، فسيحتاج إلى مزيد من إعلانات النوايا، لأن الفشل الفرنسي في منطقة الساحل لا يشجع الدول الساحلية مثل بنين على الثقة الكافية في القدرات الفرنسية في هذا المجال.
لكن مع ذلك، يمكن للاستخبارات الفرنسية أن تكون مفيدة في هذه الحرب غير المتكافئة، وفق الخبير المالي.
وأشار الخبير السياسي المالي إلى أن "فرنسا مجبرة أيضًا على المساهمة بشكل أكبر في هذا الكفاح لحماية مصالحها الخاصة ومراقبة أمنها".
وشدد محمد إغ إسماعيل على أن "إعادة الانتشار هذه تهدف بوضوح إلى حماية المصالح الفرنسية في المنطقة، لكن يجب على فرنسا تغيير استراتيجيتها القائمة على الجانب العسكري في الوقت الحالي".
وتابع "إذا لم تغير فرنسا استراتيجيتها، فسوف تفشل أيضًا في النيجر ".
وأضاف الخبير السياسي المالي أن "الخيار الصحيح لمحاربة الإرهاب هو معالجة الأسباب الرئيسية للظاهرة في آن واحد؛ مثل التخلف وسوء الإدارة وتعزيز القدرات العسكرية للدول الأفريقية".