مالي تحت ضربات الإرهاب.. هجوم دام على معسكر للجيش بتمبكتو

شهدت مدينة تمبكتو، الإثنين، هجومًا وصفته مصادر عسكرية ومحلية بـ«الإرهابي»، استهدف معسكرًا للجيش المالي وسط المدينة.
وأسفر الهجوم عن مقتل 30 عسكريا على الأقل، وفق ما أفادت مصادر أمنية ومسؤول محلي.
- مالي.. هل تنتهي آمال التنمية بـ«تصدير» الإرهاب؟
- «ثكنات مخترقة».. كيف أصبح جيش نيجيريا بوابة تسليح الإرهابيين؟
ووفق شهود عيان، وصل المهاجمون بسيارة مفخخة انفجرت قرب المعسكر، تبعها إطلاق نار كثيف سُمع من أرجاء مختلفة، لا سيما قرب المطار، فيما صدرت أوامر لموظفي الأمم المتحدة بالاحتماء والابتعاد عن النوافذ.
وقال مصدر أمني في باماكو "وحداتنا على الأرض أبلغت عن مقتل 30 شخصا من صفوفنا.. رجالنا قاتلوا حتى النهاية".
المسلحون يتمددون
بالتوازي مع أحداث تمبكتو، أعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن هجوم جديد في منطقة بوليكسي وسط البلاد، حيث تمكنت من السيطرة الكاملة على ثكنة عسكرية، بحسب ما نقلته إذاعة «إر إف إي» الفرنسية.
ورغم تأكيد الجيش المالي أنه «رد بقوة» وأطلق طلعات جوية مكثفة نجحت في «تحييد عدد من المسلحين»، فإن مصادر محلية أكدت سقوط الثكنة دون مقاومة تذكر، مع استيلاء المهاجمين على أسلحة وأسر جنود، وسط انقطاع طويل للاتصالات.
كما استُخدمت عبوات ناسفة متطورة في هجمات أخرى بجنوب البلاد، بحسب ما أوردته مصادر عسكرية، دون إعلان رسمي عن حجم الخسائر.
تحذيرات من «تصدير الأزمة»
بينما تتسع رقعة الهجمات الإرهابية في مالي، يجد الجيش المالي نفسه في مواجهة غير متكافئة مع جماعات متطرفة تزداد جرأة وفاعلية في ضرباتها، مستفيدة من الانسحاب التدريجي للقوات الدولية ومن تفكك الأطر الإقليمية المشتركة، ما ينذر بانهيار أمني لا يقتصر على الداخل المالي، بل يهدد استقرار منطقة الساحل برمتها.
يرى خبراء أن تصاعد الهجمات في مالي بات يتجاوز طبيعته المحلية، وينذر بتصدير الأزمة إلى الدول المجاورة.
الباحث الفرنسي بيير دوفور قال لـ«العين الإخبارية» إن ما يحدث في بوليكسي مثال على فقدان الجيش السيطرة على الميدان، موضحًا أن «انسحاب مالي من مجموعة G5 ساهم في تفكك الجبهة الإقليمية لمكافحة الإرهاب».
وأضاف: «الجماعات الإرهابية باتت أكثر ثقة بعد انكفاء القوات الأجنبية كقوة برخان الفرنسية، فيما يغيب أي بديل تنسيقي فعّال».
وأكد أن الهجوم في بوليكسي «رسالة تتجاوز الداخل، وتهدد دول الجوار مثل بوركينا فاسو والنيجر، حيث تنشط الفروع الإقليمية لنفس الجماعات».
أزمة أمنية تنموية
في السياق ذاته، قال الباحث المالي بوبكر ديالو إن «الجذور الحقيقية للأزمة ليست فقط أمنية، بل تنموية بالأساس»، مشيرًا إلى أن مناطق مثل موبتي وبوليكسي تعاني من غياب شبه تام لمؤسسات الدولة وتردي الخدمات، مما يدفع الشباب إلى أحضان الجماعات المتطرفة.
وأوضح أن «فقدان الثقة بين السكان والسلطة المركزية، وتفاقم التوترات العرقية، يسهلان تسلل التنظيمات الإرهابية إلى المجتمعات الريفية، حيث تقدم نفسها كبديل شرعي».