بالصور.. صخور "مليحة" زخارف بصرية نحتتها الطبيعة
منطقة "مليحة" إحدى أبرز المناطق السياحية البيئية في الشارقة، تضيف إلى المخزون الجمالي والأثريّ الفريد لدولة الإمارات العربية المتحدة
عمّقت "مليحة" جمالية المشاهد الطبيعية التي تتمتّع بها إمارة الشارقة، فهي كنز يعلن عن نفسه بين أحضان الطبيعة، يعكس عراقة التاريخ، وأصالة الماضي، وحداثة الحاضر، بما يضيف إلى المخزون الجمالي والأثريّ الفريد لدولة الإمارات العربية المتحدة.
والناظر إلى المقومات الطبيعية الزاخرة في منطقة مليحة -إحدى أبرز المناطق السياحية البيئية في الإمارة- يلتفت إلى مساحة شاسعة من اللوحات البصرية الخلّابة، التي تدل على زخارف نحتتها الطبيعة بتعاقب السنين، ومن هذه الدلائل صخرة الأحفور التي تعتبر مرآة للتفرّد الطبيعي في المنطقة، ورمزاً جمالياً مبهراً، يشير إلى عمقِ تاريخٍ ممتدٍّ منذ 120 ألف سنة من عمر الإنسان.
هذه الصخرة واحدة من أجمل الصخور في مليحة وأكثرها تميزاً؛ حيث تروي قصة مليحة على مر الزمان لاحتوائها على أحافير ودلالات خلّفها التاريخ على أن المكان كان يوماً ما محاطاً بالمياه المالحة قبل أن يتحوّل لصحراء شاسعة؛ فمن قمّة الصخرة تشاهد الرمال المترامية الأطراف، وتلحظ الآثار، والدروب، التي سار عليها الإنسان القديم، كما تعكس أشعّة الشمس، بريقاً ذهبياً يحفّز محبي التصوير الفوتوغرافي على اقتناص أجمل اللقطات، ويمنح عشّاق المغامرات فرصة لن تتكرر في خوض غِمار رحلة استكشافية خلّابة.
أما "صخرة الجمل" الجميلة، كأسطورة نحتتها الطبيعة بالماء، تطلّ بصلابة وشموخ، وتحيط بها الكثبان الرملية الحمراء، لتخلق بذلك لوحةً فنية ساحرة وسط الصحراء تأسر الناظرين إليها، فهي صخرة عملاقة شكّلتها عوامل النحتّ والتعرية، وصقلتها يد الريح، حتى باتت تشبه "الجمل"، تشير بجماليتها الفريدة وشموخها المبهر إلى أن المنطقة كانت مغمورة بالمياه منذ آلاف السنوات، فتلاشت لتتحول المنطقة إلى صحراء مذهلة.
وما يزيد روعتها تربّعها على سلسلة من الكثبان الذهبية، ما يمنح الزوّار متعة إضافية في السير على رمالها، واكتشاف وعورة الدروب التي سار عليها القدماء، في رحلة فريدة لا تضاهى، بأحضان طبيعة هائلة التنوّعات البصرية، صنعها الزمن ليكون زوار مليحة جزءا من طبيعتها الساحرة، بإمكانهم الاطلاع على مختلف الباقات والتجارب المثيرة التي تقدمها مليحة للسياحة البيئية والأثرية، على الموقع الإلكتروني: discovermleiha.ae.
يشار إلى أن "مليحة للسياحة البيئية والأثرية" هي إحدى الوجهات السياحية الرائدة التابعة لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، حيث تم افتتاح المرحلة الأولى منها في يناير 2016، لتعكس بذلك رغبة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تسليط الضوء على المواقع الأثرية القديمة في إمارة الشارقة، والتي تم الكشف عنها بعد سنوات من البحث والتنقيب من قبل إدارة الآثار في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، بهدف حماية الآثار والبيئة والحياة البرية في منطقة مليحة.
ويعد مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، ثمرة للتعاون المشترك بين هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ودائرة التخطيط والمساحة بالشارقة، وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية، وإدارة الآثار في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وهو وجهة سياحية فريدة نظراً للجمال الطبيعي الذي تحظى به المنطقة، ولتنوع الحياة البرية النادرة فيها والاكتشافات الأثرية التي تجعلها جديرة بترشيحها لتكون موقعا للتراث العالمي من قبل اليونسكو، يعكس التراث الأثري والثقافي الغني للمنطقة الذي يعود للألفية الثالثة قبل الميلاد، ويسهم في حماية الحيوانات البرية النادرة كالطهر العربي، وغزال الريم، وغزال الدماني، والنعام.
أما هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، فهي هيئة حكومية مستقلة تُسهّل الشراكات وتربط المستثمرين مع الفرص المناسبة. وتسعى شروق إلى تعزيز الشارقة كوجهة استثمارية وتجارية وسياحية تلتزم بتحسين نوعية حياة المواطنين والمقيمين على حد سواء، كما تسعى لتعزيز بيئة تنمو فيها الأعمال والأفكار وتزدهر. وتسعى شروق جاهدة منذ تأسيسها في عام 2009 لتشجيع الاستثمار في الشارقة من خلال اعتماد أفضل المعايير الدولية في تقديم الخدمات التي تساعد على جذب المستثمرين من المنطقة ومن جميع أرجاء العالم.
aXA6IDMuMTQyLjQzLjI0NCA=
جزيرة ام اند امز