افتتاح متحف ملوي المصري بعد 3 سنوات على نهبه
في رسالة واضحة للعالم أجمع أن مصر ستظل شامخة لمواجهة الإرهاب ولن ينجح أحد في النيل من حضارتها، افتتح وزير الآثار المصري متحف ملوي
في رسالة واضحة للعالم أجمع أن مصر ستظل شامخة لمواجهة الإرهاب ولن ينجح أحد في النيل من تاريخها وحضارتها، افتتح خالد العناني وزير الآثار المصري متحف ملوي بمحافظة المنيا، بعد مرور 3 سنوات على تدمير واجهات المتحف وسرقته في أعقاب فض اعتصامي رابعة والنهضة في أغسطس 2013.
وسرقت 1050 قطعة أثرية من إجمالي 1080 قطعة أثرية كانت بالمتحف في أكبر عملية نهب متحفي حدثت في مصر.
وأوضح العناني أن إعادة افتتاح المتحف تأتي بعد الانتهاء من مشروع إعادة تأهيله والذي استغرق نحو 3 أعوام كان فيها أحد أهم التحديات التي واجهتها وزارة الآثار، ليبقى شاهدا على أن مصر لم ولن تستسلم لأية محاولات إرهابية من شأنها النيل من تراث مصر الثقافي والحضاري.
كما أوضح أن هذه الخطوة تأتي في إطار اهتمام الوزارة بافتتاح المتاحف الإقليمية لتقوم بدورها التثقيفي والتوعوي، ويأتي على رأسها متحف ملوي نظرًا للأهمية التاريخية ليس لمدينة ملوي فحسب بل لمحافظة المنيا عامة. ولفت إلى أنه تم تعديل سيناريو العرض داخل المتحف حيث تضم فاترينات العرض بالمتحف الآن عدد 944 قطعة أثرية منها 441 قطعة قديمة وعدد 503 قطع جديدة من مخازن البهنسا والأشمونين ومخازن المنيا.
من جانبها قالت إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف بالوزارة أن مشروع ترميم وإعادة تأهيل المتحف بدأ فور انتهاء اللجنة الأثرية والعلمية التي شكلتها وزارة الآثار في 2013 لحصر تلفيات المتحف عقب تدمير المتحف وسرقة محتوياته في أعقاب فض اعتصامي رابعة والنهضة في أغسطس 2013 بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.
وأضافت صلاح أنه تم تغيير سيناريو العرض الخاص بالمتحف ليسرد تفاصيل الحياة اليومية لأهالي المنيا وعادتهم وتقاليدهم وحرفهم وصناعاتهم الموروثة، بالإضافة إلى تخصيص ورش لإحياء الحرف التراثية داخل المتحف لتعليم النسيج والسجاد لكي تخدم أهالي المنطقة المحيطة به. وأشارت إلى أنه تم الاتفاق مع أحد المصانع المتخصصة للمساعدة في عمليات التعليم والتسويق أيضا لهذه المنتجات.
ولفتت إلى أنه قد تم تغيير سيناريو العرض داخل المتحف ليبدأ بتمثال للأسرة وهي عامود المجتمع، يبلغ إجمالي القطع الجاهزة للعرض بالمتحف 944 قطعة.
أما عن مشروع الترميم فأوضح المهندس وعدالله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات بالوزارة أن إجمالي تكلفة المشروع بلغت نحو 11 مليون جنيه مصري بتمويل من وزارة الآثار ومحافظة المنيا والحكومة الإيطالية في إطار برنامج مبادل الديون المصري الإيطالي، وأن أعمال الترميم شملت ترميم المتحف من الداخل والخارج وتغيير منظومتي الإضاءة والتأمين بالإضافة إلى تغيير فتارين العرض المتحفي.
وتعد منطقة ملوي إحدى المناطق الأثرية الهامة في مصر، حيث كانت هذه المنطقة مسرحًا للحضارات الفرعونية والإغريقية والرومانية حيث منطقتي الأشمونيين وتونا الجبل وتل العمارنة وآثار مصر الوسطى بالإضافة إلى العديد من الآثار القبطية.
تأسس المتحف عام 1963 وهو عبارة عن مبنى مكون من طابقين على مساحة 1900 متر مربع، ويحتوى على 4 صالات عرض. أما أهم الاثار التي كانت معروضة في المتحف قبل تدميره فعبارة عن مجموعة المومياوات لقردة ولطيور أبى منجل وهما رمزي الإله "جحوتي" سيد "الأشمونين"، وكذلك توابيت حجرية وخشبية وفخارية للقرد وللطائر "أبو منجل"، كما يضم المتحف مجموعة من التوابيت الآدمية خشبية وحجرية، ومجموعة من الأقنعة من العصرين اليوناني والروماني، ومجموعة من الأواني الكانوبية، وبرديات بالخط الديموطيقي.
هذا بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الأواني الفخارية من عصور مختلفة، وتماثيل لأفراد من عصور مختلفة أيضًا، وعملات يونانية ورومانية، ونصوص يونانية على لوحاتٍ حجريةٍ وعلى كتانٍ، وبعض أدوات الزينة، وأدوات الحياة اليومية.