بالصور.. ثعابين خضراء وسوداء تهاجم كينيا والأطباء غير مدربين
دراسة حديثة شملت أكثر من 100 عيادة في مقاطعة بجنوب كينيا أظهرت أن 90% من الطواقم الطبية العاملة غير مدرّبة على لدغات الأفاعي
يعيش الكينيون كابوسا يهدد حياتهم مع كل خطوة يخطونها، في ساعات الليل أو النهار، لا سيما أن تلك الدولة الواقعة في شرقي قارة أفريقيا، تضم بعضا من أكثر الثعابين فتكا في العالم، ومن أبرزها المامباس الخضراء والسوداء.
وتلدغ الثعابين نحو 5.4 مليون شخص في أنحاء العالم كل عام، منهم ما يصل إلى 2.7 مليون حالة تسمم، عندما تنقل الثعابين السم عبر أنيابها.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يموت عدد يتراوح بين 81 ألف شخص و130 ألفا سنويا، بينما يعاني نحو 400 ألف ناجٍ من إعاقات دائمة وآثار ضارة.
وفي 21 فبراير/شباط، كشفت مجموعة أنشأها جهاز الصحة العامة التابع للأمم المتحدة عن استراتيجية لخفض عدد الوفيات الناجمة عن لدغات الثعابين إلى النصف بحلول عام 2030.
وقد يتسبب سم الأفعى في إحداث شلل لدى الضحية يمنعه من التنفس ونزف قد يكون مميتا وفشل كلوي دائم وتلف الأنسجة التي يمكن أن تسبب إعاقة دائمة وفقدان أحد أطرافه.
ومعظم ضحايا لدغات الأفاعي يعيشون في المناطق المدارية وتلك الأكثر فقرا في العالم والأطفال هم الأكثر تضررا بسبب صغر حجم أجسامهم.
ويقول رويان تايلور، مدير مركز بيو كين للثعابين السامة في واتامو على الساحل الكيني، إنه يمكن تجنب مصير ضحايا، من خلال وضع حواجز بسيطة مثل الناموسيات حول الأسرّة يمكنها صد الزواحف وكذلك تسهيل وصول الطواقم الطبية المدربة والمضادات الحيوية الخاصة التي قد تنقذ الآلاف من الأرواح.
وأظهرت دراسة حديثة شملت أكثر من 100 عيادة في مقاطعة كيليفي في جنوب كينيا أن 90% من الطواقم الطبية العاملة فيها غير مدرّبة على لدغات الأفاعي.
وتلقى المركز اتصالا من أحد الأشخاص يفيد بأنه رأى أفعى، وعلى الفور ذهب طاقم إلى المكان ووجد المتصل إيمانويل (23 عاما) ينتظر الفريق وفي يده خنجر، وبعد لحظات قبض تايلور وزملاؤه على الأفعى ووضعوها في علبة خاصة، وقال تايلور: "كانت هذه الأفعى مخبأة جيدا تحت أوراق الشجر المتساقطة على الأقل لن تلدغ أحدا هنا".
ويقول جاكسون تشيبكوي، والد فتاتين تعرضتا للدغات ثعابين: "كان من الصعب معرفة ما حدث لأن الأطفال كانوا يبكون من الألم"، وأضاف: "رأينا بقعتي دم على معصم ابنتي، وهكذا استطعنا أن نستنتج أنهما تعرضتا للعض من ثعبان".
ولا تملك المدينة التي يعيش بها تشيبكوي عيادة خاصة بها، وقد كافح الأب المحموم للعثور على دراجة نارية للأجرة لنقل الفتاتين إلى أقرب مدينة وهي ماريجات الواقعة على مسافة 30 كيلومترا من بلدتهم.
وبعدما وصلوا أخيرا إلى المكان بعد رحلة استمرت 5 ساعات، فوجئوا بعدم وجود مصل مضاد للسموم في العيادة، فاضطروا للقيام برحلة أخرى وهذه المرة إلى كابارنت الواقعة على مسافة 40 كيلومترا من ماريجات ليجدوا ألا مخزون مصل فيها.
وأخيرا، نقلت الابنة إلى مستشفى في مدينة إلدوريت التي تبعد 90 كيلومترا، حيث تلقت علاجا لشهرين وهي تعاني من ضرر دائم لأنها ستحتاج إلى كرسي متحرك وعائلتها لا تملك القدرة المادية لشراء واحد.
وتطلق الأفاعي الملتقطة في الحدائق بعيدا عن القرى والمدن المأهولة، ويستخرج سم بعضها للاستخدام في إنتاج مضادات السموم.
aXA6IDMuMTIuMTQ2LjEwMCA=
جزيرة ام اند امز