"بائع الحليب" الحاصة على جائزة مان بوكر.. تجسيد للقهر في بلفاست القديمة
آنا بيرنز تعد أول كاتبة من أيرلندا الشمالية تفوز بجائزة "مان بوكر" طوال تاريخها عبر 50 عاما، وذلك في أعقاب اتهامات للجائزة بالعنصرية
فازت آنا بيرنز بجائزة "مان بوكر" الدولية للرواية 2018 عن روايتها "بائع الحليب" أو Milk man، لتتوج كأول كاتبة من أيرلندا الشمالية تفوز بالجائزة طوال تاريخها الممتد عبر 50 عاما.
وجاء فوزها بعد حالة كبيرة من الجدل حول "انتقائية" الجائزة وحصرها على البريطانيين الرجال، واتهامات بتحيز لجان التحكيم ضد النساء، لذا جاء خبر فوز بيرنز بالجائزة مفاجئا على نحو غير متوقع، ما دعا أديبات العالم إلى تهنئة بيرنز عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تتناول الرواية قصة علاقة فتاة صغيرة مع رجل كبير متزوج، وتجري الأحداث في مدينة في أيرلندا الشمالية في مجتمع قريب من مرحلة الاضطرابات التي شهدتها بلفاست، واختارت الكاتبة أن تجعلها مدينة مجهولة الاسم.
وقالت الكاتبة الفائزة، خلال مؤتمر صحفي، الثلاثاء، عقد في العاصمة البريطانية لندن، إنها "تفاجأت بالجائزة"، فيما قال المحكمون عن الرواية إنها "رائعة"، وألقوا الضوء على أسلوب بيرنز المتفرد، واصفين صوتها الروائي بـ"صوت مميز ومتماسك باستمرار من البطل، وهو شخص مضحك ومرن وماهر وبليغ".
وشهدت القائمة القصيرة منافسة قوية بين 6 روائيين؛ 4 سيدات ورجلان، كان من بينهم ديزي جونسون، 27 عاما، وهي أصغر مرشحة في تاريخ جائزة "مان بوكر". وتختار لجنة تحكيم الجائزة الأدبية التي تأسست عام 1969 "أفضل رواية أصلية مكتوبة باللغة الإنجليزية ومنشورة في المملكة المتحدة".
وضمت القائمة القصيرة للجائزة هذا العام كتاباً من المملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة.
وتسلمت بيرنز (56 عاما) المولودة في بلفاست الجائزة من كاميلا دوقة كورنوول زوجة الأمير تشارلز، بالإضافة إلى 50 ألف جنيه إسترليني (65900 دولار)، وفي حديثها بعد فوزها، قالت آنا بيرنز لـ"بي بي سي"، التي بثت حفل إعلان الفائز على الهواء مباشرة أمام الملايين حول العالم: "الكتاب لا يحقق المطلوب من خلال الأسماء فقط".
وأضافت: "أعتقد أن الأمر له علاقة بالعمل، هناك افتقار إلى الأمان في أن تكون صريحا في الكتاب، وتعلن من أنت، ولكن في الحقيقة، إذا ذكرت الأسماء فقد فقدت قوتها، وفقدت أيضا الجو العام".
وعن تأثير تجربتها الحقيقية على كتاباتها، قالت: "نشأت في بلفاست، وكان لها تأثير كبير على الكتابة، حيث كتبت عن مجتمع بأكمله تأثر بالعنف والحياة تحت ضغط شديد".
من جانبه، قال الفيلسوف والروائي كوامي أنتوني أبياه، الذي ترأس لجنة تحكيم الجائزة في بيان: "لم يقرأ أحد منّا شيئا كهذا من قبل. إن صوت آنا بيرنز المميز يتحدى الشكل والتفكير التقليديين بنثر مدهش وطاغٍ".
واستطرد: "إنها قصة عن الوحشية والاعتداء الجنسي والمقاومة مطعمة بدعابة لاذعة، إن الرواية التي تدور أحداثها في مجتمع منقسم على نفسه تستكشف الأشكال الخفية التي يمكن أن يتخذها القهر في الحياة اليومية".
وأضاف: "لقد كُتبت بهذا الصوت المذهل لهذه المرأة التي تعيش في مجتمع منقسم".
والرواية الفائزة "رجل الحليب" هي الرابعة للكاتبة، التي ولدت في بلفاست في عام 1962. نشرت بيرنز عملها الأول "نو بونز"، عام 2001، ثم الثاني "ليتل كونستركشنز" بعد 6 سنوات، أما عملها الثالث فكان "موستلي هيرو"، ونُشر عام 2014.
وتعمدت الكاتبة عدم إطلاق أسماء على شخصياتها في الرواية، حتى من تقوم بالسرد فيها تشير إلى نفسها بأنها "الأخت الوسطى".
aXA6IDMuMTUuMTIuOTUg جزيرة ام اند امز