جاري والترز.. حارس أسرار رؤساء أمريكا يكشف كواليس البيت الأبيض
في قلب البيت الأبيض، وبين جدرانه التاريخية، عاش رجل رأى كل شيء ولم يفته أي حدث هام بدءا من اجتماعات قادة العالم إلى اللحظات الخاصة للعائلات الرئاسية.
وبحسب تقرير لمجلة "بوليتكو"، كان جاري والترز شاهدًا صامتًا على حياة أبرز رؤساء أمريكا، إذ إنه على مدار ما يقرب من أربعة عقود، أمّن والترز سير الحياة اليومية في البيت الأبيض، متابعًا كل تغيير صغير أو كبير، من هدم الجناح الشرقي إلى قصص الأشباح في غرفة لينكولن.
وفي كتابه الجديد «ذكريات البيت الأبيض 1970-2007»، يزيح والترز الستار عن الحياة الحقيقية داخل البيت الأبيض، موثقًا لحظات تاريخية وشخصية جعلت من هذا المبنى أكثر من مجرد رمز للسلطة، بل منزلًا نابضًا بالذكريات.
ويشير والترز إلى أن رئيس موظفي الإقامة هو الشخص الوحيد الذي يتحدث إلى الرئيس والسيدة الأولى بشكل يومي تقريبًا.
ويقول عن ذلك "كان ذلك أكثر ما استمتعت به، التعرف على الرؤساء والسيدات الأوليات وعائلاتهم على المستوى الشخصي".
آراؤه حول التغييرات الأخيرة في البيت الأبيض
وعلق والترز على تغييرات الرئيس دونالد ترامب، بما في ذلك تعديل حديقة الورود، وتجديد الحمام في الإقامة، وهدم الجناح الشرقي لبناء قاعة رقص جديدة، قائلاً: "اسم المبنى الأصلي هو منزل الرئيس، ومن هذا المنطلق أبدأ.. إنه منزل الرئيس، وقد انتُخب ليقيم فيه، وخلال العقود السابقة، حدثت تغييرات كثيرة في البيت الأبيض، مثل إضافة شرفة ترومان أو بناء المسبح في عهد روزفلت، الذي تحول الآن إلى قاعة للمؤتمرات الصحفية".
أما ملاعب التنس فقد كانت تقع في الأصل جنوب الجناح الغربي، ثم نُقلت إلى الجزء الجنوبي من حدائق البيت الأبيض، وخلال إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون أُضيف إليها مضمار للجري.
وأضاف والترز أن قاعات البيت الأبيض كانت محدودة القدرة الاستيعابية، ما اضطرهم غالبًا إلى إقامة خيام لتوسيع مساحة الفعاليات.
تأثير الإغلاق الحكومي على الموظفين
تحدث والترز عن الإغلاقات الحكومية، وقال: «عند حدوث الإغلاقات، نعدّ مسبقًا لتحديد من يجب أن يكون موجودًا من بين نحو 90 موظفًا في الإقامة التنفيذية. بالطبع، إذا كان الرئيس سيعيش هناك، يجب أن يكون الطهاة موجودون لطهي الوجبات، والبوابون لأداء مهامهم، والمهندسون لإدارة التدفئة وتكييف الهواء والصيانة.»
التعامل مع الرؤساء من مختلف الأحزاب
وعن سر المدة الطويلة التي عمل خلالها مع رؤساء من الحزبين، قال والترز: "كلهم كانوا رائعين معي ومع عائلتي.. السر في طول الخدمة هو عدم السعي للشهرة، فمسؤوليتي كانت إدارة موظفي الإقامة ورعاية الرئيس والسيدة الأولى في منزلهم".
أيام خاصة ومؤثرة
وتحدث والترز عن لحظات تاريخية عاشها، مثل أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، ومؤتمر توقيع معاهدة القوات النووية متوسطة المدى بين الرئيسين السابقين الأمريكي رونالد ريغان وميخائيل غورباتشوف، قائلاً: "كنت من القلائل في الغرفة، وكان لدينا مدفأة مشتعلة في غرفة الطعام الرسمية، واستطعت أن أشعر فعليًا بانحسار الحرب الباردة. كان ذلك مؤثرًا جدًا".
استقبال الرئيس والعائلة الجديدة
حول الأيام الأولى والأخيرة للعائلات الرئاسية في البيت الأبيض، قال: "الأيام الأولى تكون محددة بدقة، حيث يتم تجهيز المنزل للوافدين الجدد، وتنظيم الخزائن، وإعداد المأكولات المفضلة. وعادةً ما يلتقي الرئيس والسيدة الأولى وأبناؤهما مع موظفي الإقامة كآخر عمل لهم قبل مغادرتهم".
تأقلم العائلات مع المنزل
يشير والترز إلى أن الوقت الذي يستغرقه الرئيس وعائلته للشعور بأنهم في منزلهم يتضح من استمرار المحادثات عند دخولهم الغرف، مؤكّدًا قدرة الموظفين على التكيف مع العائلات القادمة.
غرف مسكونة بالأشباح؟
وعن غرفة لينكولن، قال والترز: "لدي العديد من القصص. كثير من الموظفين كانوا يؤكدون أنها مسكونة. أحدهم، بعد سنوات من العمل، طلب منه المكتب الفني نقل قطعة أثاث، وعند دخوله الغرفة ظن أنه سمع شيئًا، ووجد الكرسي الهزاز يتحرك، وهو متأكد أن الرئيس أبراهام لينكولن كان هناك".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE4IA== جزيرة ام اند امز