وزير خارجية البحرين بـ"حوار المنامة": الصراعات خطر على المنطقة
أكد الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير خارجية البحرين، أن الصراعات الخارجية والمنافسة بين الدول الأجنبية ساهمت إلى حد كبير في تشكيل الشرق الأوسط الحديث.
وقال وزير الخارجية البحريني، لدى مشاركته في الجلسة الحوارية الثانية لمؤتمر حوار المنامة، إن تلك الصراعات ساهمت في زيادة التحديات والأزمات التي تعيشها المنطقة، ونظرا للأهمية الجيواستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط فإنه من المرجح أن يستمر تركيز القوى الخارجية وتدخلها المباشر في شؤون المنطقة في المستقبل المنظور.
وحذر من أن الخلافات بين دول المنطقة يمكن أن تكون بحد ذاتها حافزا للدول الأجنبية للانخراط في قضايا المنطقة لتعزيز مصالحها الخاصة، عبر الدعم المباشر للأطراف المختلفة في الخلافات أو النزاعات الإقليمية.
وقال وزير الخارجية خلال الجلسة التي جاءت تحت عنوان "تأثير النزاعات خارج المنطقة على الوضع الأمني في الشرق الأوسط"، إن هذا المؤتمر يأتي وسط الاضطرابات العالمية المستمرة، وهو فرصة للمشاركين للتأكيد، كما فعل الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان لمملكة البحرين، على الدور المحوري للحوار السلمي في منع النزاعات وحلها، مشيرا إلى أن قداسة البابا وصف البحرين بأنها " نقطة التقاء للإثراء المتبادل بين الشعوب " .
وأضاف، أن منطقة الشرق الأوسط تتأثر بشكل فريد بالعوامل الخارجية التي تنعكس على الشؤون الداخلية للدول وعلى المنطقة بشكل عام، مشيرا إلى الآثار الجانبية للصراع في أوكرانيا وتأثيراته على أسعار وإمدادات الغذاء والطاقة في العالم.
وتابع، أن القوى الخارجية مستمرة في استخدام القضايا الإقليمية كبديل لمنافساتها الخاصة على نطاق أوسع من خلال الدعم المباشر للأطراف المختلفة في الخلافات أو النزاعات الإقليمية، مشيرا إلى إمكانية رؤية جهود متواصلة من قبل قوى خارج المنطقة لإشراك دول الشرق الأوسط، بشكل مباشر أو غير مباشر في صراعات خارجية.
وحذر وزير الخارجية من أن ترك تأثير هذه الصراعات الدائرة خارج المنطقة دون موقف حازم يمكن أن يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار الإقليمي، وقد يتسبب في نشوء بيئة مواتية للتهديدات الناشئة مثل الإرهاب والتعصب والتطرف، بما لها من تداعيات على دول المنطقة والجوار الإقليمي.
قيم الحوار والتعايش
وأوضح أن للقوى الخارجية دورا مهما في تعزيز أمن الشرق الأوسط، من خلال الاستمرار في الضغط من أجل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا لمبدأ حل الدولتين، أو من خلال دعم اتفاق مبادئ إبراهيم، تماما كما يوجد مجال أمام دول المنطقة للعب دور مبدئي وبناء في المساعدة على مواجهة التحديات الدولية.
ودعا وزير الخارجية دول المنطقة إلى التعامل مع هذا التحدي من خلال التركيز على ثلاثة مرتكزات أساسية تتمثل في الاتساق والتماسك والاتصال، الأمر الذي يتطلب الالتزام بمبادئ القانون الدولي وحل النزاعات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، وتعزيز التعاون الأمني لضمان مصالح دول المنطقة، وبناء شراكات مع الدول ذات التفكير المماثل في المنطقة وخارجها لتعزيز الأمن الإقليمي ومواجهة التحديات الأمنية.
وشدد على أن الدبلوماسية هي الطريقة الوحيدة لتحقيق أهدافنا بشكل مستدام، وأن دول المنطقة والدول الأخرى، يجب أن تدرك الحاجة للتوصل إلى حلول سلمية وسياسية لجميع القضايا والنزاعات الإقليمية.
وقال وزير الخارجية إن على دول المنطقة أن تعمل بلا كلل لمنع الصراعات قبل اندلاعها، ولإنهاء الحروب القائمة في أسرع وقت ممكن، وهذا هو الموقف الواضح والمتسق لمملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، سواء بشأن روسيا وأوكرانيا، أو أرمينيا وأذربيجان، أو في اليمن، أو أي صراع آخر، مؤكدا سعادته على مركزية وضرورة الحل السياسي والسلمي لكافة الصراعات الإقليمية.
وأضاف أن قيم الحوار والتعايش والاحترام المتبادل والتعاون عززت باستمرار السياسات الخارجية لمملكة البحرين، لأن المملكة تعتقد أن هذا النهج البناء هو أفضل سبيل لضمان السلام والأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم بأسره.
وفي الختام، شدد وزير الخارجية على أن بعض التحديات التي تفرضها الصراعات والمنافسات خارج المنطقة على منطقة الشرق الأوسط، تتطلب العمل معا على الصعيدين الإقليمي والدولي للتخفيف من آثارها، وهو ما أكده جلالة الملك المعظم خلال زيارة بابا الفاتيكان للمملكة ، حيث شدد جلالته على أهمية الشراكات الدولية الفعالة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتجنب التصعيد والمواجهة وإعادة توجيه الجهود الدولية نحو معالجة هذه التحديات.
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg
جزيرة ام اند امز