إنريكي ومانشيني .. من مأساة وسنوات الفشل إلى المجد
تمثل النسخة الحالية من كأس أمم أوروبا "يورو 2021" قصة استثنائية لثنائي تدريبي أظهر إمكانيات فنية ضخمة في الفترة الأخيرة.
ولعل أبرز الأسماء التي ظهرت بشكل مميز في يورو 2020، هي لويس إنريكي مدرب إسبانيا ونظيره روبيرتو مانشيني المدير الفني لمنتخب إيطاليا.
إنريكي ومانشيني أعادا إسبانيا وإيطاليا للساحة، بعدما خفتت أضواء المنتخبين خلال السنوات الأخيرة، إما بالخروج المبكر من البطولات الكبرى أو عدم التأهل من الأساس مثلما حدث للطليان في كأس العالم 2018.
لويس إنريكي.. العودة من مأساة
إنريكي المدرب الذي قاد برشلونة لآخر لقب دوري أبطال أوروبا في تاريخ البلاوجرانا عام 2015، عانى خلال السنوات التالية من أزمات عديدة.
على الصعيد الفني خرج مع برشلونة بشكل مهين في دوري أبطال أوروبا 2017 بثلاثية دون رد أمام يوفنتوس، مما جعله يترك منصبه في كامب نو.
بشهادة مانشيني.. منتخب إيطاليا خالف التوقعات في يورو 2020
بعدها تولى إنريكي تدريب الماتادور عام 2018، لكنه ترك المنصب في مارس/ أذار 2019، للاعتناء بنجلته المريضة تشانا، التي عانت من سرطان عظام قب أن تفارق الحياة في غضون أشهر قليلة.
الغريب أن إنريكي لم يكن منتظراً أن يقود إسبانيا في اليورو، حيث تولى مساعده روبيرتو مورينو المسؤولية بشكل مؤقت بعقد حتى نهاية المنافسات، لكن الاتحاد الإسباني لكرة القدم نجح في استعادة لويس وسط استياء مورينو في نوفمبر/ تشرين ثان 2019.
إنريكي ورغم عدم امتلاك أسماء لامعة، كالتي كانت موجودة في جيل 2008-2012 التاريخي، نجح أن يفرض فكره الفني بمجموعة من النجوم الشابة مع اعتماده على طريقة التمريرات القصيرة للبارسا والاستحواذ.
وحقق لويس انتصارات مذهلة مع إسبانيا، قبل اليورو، أبرزها سحق ألمانيا 6-0 وكرواتيا وصيف العالم بنفس النتيجة.
في اليورو لم تكن إسبانيا من المرشحين حيث كان ينتظرها أبطال العالم فرنسا في ربع النهائي، قبل خروج الأخير على يد سويسرا.
ورغم البداية السلبية لكتيبة إنريكي، نجح الفريق في تحقيق فوزين ساحقين على سلوفاكيا 5-0 وكرواتيا 5-3 لتؤتي السياسة الهجومية للمدرب إنريكي ثمارها بشكل كبير.
وحتى أمام الطليان في نصف النهائي، لولا عدم وجود مهاجم كفء لكانت إسبانيا هي خصم إنجلترا يوم الأحد المقبل في نهائي يورو 2020 بدلا من إيطاليا.
روبيرتو مانشيني
مانشيني هو بطل هيمنة إنتر ميلان على الدوري الإيطالي خلال الفترة من 2005 إلى 2008 قبل الإطاحة به، واستقدام البرتغالي جوزيه مورينيو، وحقق بعدها لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع مانشستر سيتي.
وحتى على صعيد الفرق الأقل جماهيرية، حقق مانشيني كأسي إيطاليا وتركيا مع فيورنتينا وجالاتا سراي تواليا.
ولكن حدث تراجع لمانشيني بين عامي 2014 و2018 في تجربتي إنتر الثانية وزينيت سانت بطرسبرج الروسي، فلم يتوج بأي لقب وتراجعت أسهمه كمدرب من الفئة الأولى.
لكن تراجع الطليان وفشلهم في التأهل لنهائيات كأس العالم 2018، منح قبلة الحياة في مسيرة مانشيني التدريبية، خاصة أن أنجح المدربين الطليان من أمثال أنطونيو كونتي وماسيمليانو أليجري يفضلون قيادة الأندية.
ونجح مانشيني في أن يخلق منتخبا عاشقا والكرة الهجومية، للفوز على عكس العقلية المعروفة عن الطليان بالتقدم في البطولات بالسيناريوهات الصعبة.
وصل مانشيني مع المنتخب الإيطالي لرقم قياسي بعدم الخسارة في 33 مباراة على بعد مباراتين فقط من الرقم القياسي للبرازيل وإسبانيا (35).
اعتزال جيانلويجي بوفون منح الفرصة لمانشيني لخلق منتخب جديد حول نجمي الدفاع جيورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي، مع منح الفرص للشباب من أمثال نيكولو باريلا وفيدريكو كييزا وغيرهم.
aXA6IDEzLjU4LjIwMS4yNDAg جزيرة ام اند امز