"عصفور جزين".. سفير لبنان إلى الزعماء والقادة (صور)
انفردت "جزين اللبنانية" بصناعة أصبحت تراثا محليا، وهي صناعة السيوف والخناجر وأدوات الطعام التي تتميز بمقابض على شكل عصفور.
ويعود تاريخ هذه الصناعة إلى قرون ماضية وبالتحديد إلى سنة 1770.
آل الحداد في جزين هم أوائل من بدأوا هذه الصناعة، وتوارثوها عبر الأجيال، وطوروها إلى أن وصلت إلى شكلها الحالي اليوم.
ونالت منتجاتهم كما قالت جمانة الحداد لـ"العين الإخبارية" إعجاب رؤساء العالم الذين اقتنوا أطقماً مميزة لأدوات الطعام الجزينية التي تجعل من المائدة لوحة فنية.
وشرحت: "عند زيارة رؤساء وزعماء العالم كان يتم إهداؤهم طاقماً من صناعتنا، منهم شارل ديجول، وجاك شيراك، وبابا روما السابق، كذلك هناك طاقم معروض في المتحف الروسي، وعندما يسافر الرؤساء والمسؤولون اللبنانيون إلى الخارج يختارون هذه الأدوات لإهدائها، كونها تعتبر من أفخم الهدايا التي تقدم إلى الشخصيات العامة، كما أنها أصبحت رمزاً وطنياً".
وعما يميز هذه الصناعة أجابت: "مقابضها، في السابق كانت مصنوعة من قرون الجاموس التي تطعم بالمعادن كالفضة والنحاس، أما اليوم فنصنعها من بودرة زجاج الطائرات الممزوجة بالخشب والقطن".
وعن قصة شكل العصفور الذي تتكون منه مقابض الأدوات المنزلية الجزينية، شرحت: "خلال الحرب العالمية الأولى التي شهدت مجاعة، أحد أجداد آل الحداد شاهد خلال سيره في الحقل بحثاً عن الطعام طائراً ينقر بصدره لإطعام أبنائه، تأثر بما رآه، عندها قرر أن يصنع قبضة الأدوات على هيئة طائر، توارثنا ذلك حتى يومنا هذا".
علّم آل الحداد المهنة إلى مئات العمال، وعن ذلك تقول جمانة: "هناك من كان يقشر القرون، وآخرون يحفرون المقبض، والبقية تطعم الأدوات بالمعادن، وفي بدايات القرن الماضي بدأنا الانتقال من صناعة الخناجر والسيوف إلى أدوات الطعام"، وفيما إن كانت هذا الصناعة يدوية، أجابت: "تقريباً، المعدات المستخدمة بدائية جدا وهي التي سبق أن طورها سمير الحداد".
لكن في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به لبنان تعاني هذه الصناعة كما باقي الصناعات والقطاعات، فلفتت جمانة الى أن "العائق الكبير هو صعوبة استيراد المواد الأولية كونها بالدولار".
وعن الأسعار أوضحت جمانة: "تختلف بحسب الأطقم، إلا أنها بالتأكيد تناسب جميع الطبقات، إذ بالإمكان شراء مجموعة مؤلفة من مئة قطعة وأكثر، مصنوعة من العاج أو مطعّمة بالذهب أو الأحجار الكريمة، كما يمكن شراء بعض القطع أو مجموعة صغيرة".