لبنانيون يضربون كفا بكف: 10 ملايين ليرة لا تساوي 500 دولار
أكوام من المال ليس لها قيمة، هكذا أصبح حال اللبنانيين منذ صيف 2019 وسط انهيار اقتصادي صنفه البنك الدولي بين الأسوأ بالعالم منذ 1850.
وخسرت الليرة اللبنانية، اليوم الأربعاء، المزيد من قيمتها أمام الدولار بعد تحسن محدود الشهر الماضي إثر الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة بعد 13 شهراً من الفراغ السياسي بالبلاد.
وتتراوح تسعيرة صرف الدولار حاليا بين 20870 و20920 ليرة لكل دولار.
وبدأت الليرة اللبنانية تتراجع تدريجيا منذ 2019 أمام الدولار تزامناً مع أزمة سيولة حادة وتوقّف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار، فيما لا يزال سعر الصرف الرسمي مثبتاً على 1507 ليرات.
وفقدت الليرة اللبنانية نحو 90% من قيمتها خلال العامين الأخيرين الأمر الذي دفع بثلاثة أرباع السكان إلى صفوف الفقراء.
لبنانيون: نعيش أسوأ أزمة
يعمل أنطوان حداد، الذي يمتلك مطعما في هذه المهنة منذ أكثر من 35 عاما، لكنه يقول إن أمله في الاستمرار كاد يتبدد وسط أسوأ أزمة مالية يعيشها لبنان في العصر الحديث.
وبالنسبة لحداد فإن الفرق بين هذه الأزمة وما عاشه لبنان من أزمات من قبل بما فيها الحرب الأهلية (1975-1990) هو أنه لا نهاية تلوح في الأفق للأزمة الحالية.
قال حداد: "بالأول كان عندك أمل (في أن) بكرا بتخلص الحرب... بس هلق (الآن) ما في أمل".
وأضاف: بلهجة ساخرة مشيرا إلى رزم أوراق النقد المتزايدة التي يحتاجها اللبنانيون حتى لمشترياتهم الأساسية بعد انهيار العملة أن القائمين على شؤون الحكم في البلاد وعدوا المواطنين بالمال الوفير وأصبح لديهم بالفعل قدر كبير من أوراق النقد "لنلعب بها".
وتابع: "وعدونا (أصحاب السلطة) بشغلة كتير حلوة، وعدونا المصاري بأيدينا تلعب لعب، والمصاري بأيدينا عم تلعب لعب".
وذكرحداد، الذي يعمل مطعمه الصغير منذ 1984 إنه لا يستطيع شراء سوى عشرة في المئة من زيت الزيتون الذي يستخدمه بالمبلغ الذي كان يشتري به كل احتياجاته منه.
عمدت الحكومة، التي تواجه انتخابات في مارس/ آذار وهي تحاول التوصل إلى خطة إنقاذ يوافق عليها صندوق النقد الدولي، إلى زيادة بدل الانتقال إلى ثلاثة أمثاله للعاملين لتخفيف بعض الصعوبات لكن أغلب المرتبات، بل وحتى الحد الأدنى للأجور، لم تشهد أي تعديل.
ويشعر موسى يعقوب، الذي يملك حانة، بالذهول لكمية الأموال التي يحتاجها لإدارة نشاطه.
قال وهو يحصي حوالي عشرة ملايين ليرة، كانت قيمتها 6600 دولار قبل الأزمة وانهارت قيمتها الآن لأقل من 500 دولار بسعر الصرف في السوق، "لم أمسك من قبل في يدي بهذا المبلغ".
وأضاف أن هذا المبلغ كان يكفي من قبل لتشغيل الحانة لأشهر لكنه لا يسدد سوى فاتورتين فحسب الآن.
وغيّر صاحب متجر بقالة اسمه روني بو راشد الطريقة التي يحتفظ بها بأوراق النقد في درج النقود لأن الفئات الأصغر من أوراق النقد قلّ استعمالها ولم يعد للعملات المعدنية وجود تقريبا.
قال بو راشد إنه يتردد في تقدير حجم ما يحمله في جيوبه من مال عندما يهم بالخروج.
وأضاف: "أنا كزلمة.. عم أحتار شو بدي أحمل بجيبتي لما فل (أخرج). أوقات بحمل مليون، مليون وخمسمئة... بس أن مقصد الحديث ما بيعملوا شي (لا قيمة لهذه الأرقام)".
وربما تتجاوز قيمة فاتورة مطعم واحد الآن ما يحصل عليه بعض العاملين.
قال علي جابر الذي يعمل في القطاع الخاص: "بهيدا البلد إللي ما عنده مدخول وما عم يقدر يدبر حاله الله يعينه".
ويعصف انهيار مالي بالاقتصاد اللبناني منذ 2019، حيث فقدت العملة نحو 90% من قيمتها وانزلق أكثر من ثلاثة أرباع السكان إلى براثن الفقر.
ويشهد لبنان، واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر، ويواجه منذ أشهر صعوبات في توفير الكميات اللازمة من الوقود لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء.
aXA6IDE4LjIxOS4yNS4yMjYg جزيرة ام اند امز