أزمة غير متوقعة.. برنامج «MaPrimeRénov» يترنح مع بداية صيف ساخن في فرنسا

مع بداية صيف 2025، يجد آلاف الفرنسيين أنفسهم في مأزق غير متوقع بسبب برنامج "MaPrimeRénov"، الذي كان أحد أعمدة خطة التحول البيئي الحكومية، أصبح مهددًا بالتوقف المؤقت بعد استنزاف ما يفوق 80% من ميزانيته السنوية.
في وقت يشتد فيه الطلب على دعم الترميم الطاقي، تتقلص المساعدات وتتزايد الشكوك، فما الذي يحدث خلف الكواليس؟
ميزانية تبلغ 2.3 مليار يورو
بعد أن بلغت ميزانية برنامج MaPrimeRénov نحو 3,29 مليار يورو في عام 2024، تم تخفيض المخصصات إلى 2,3 مليار يورو في عام 2025 في إطار جهود تقليص الإنفاق العام. هذا التخفيض المالي ترك أثرًا مباشرًا على وتيرة معالجة الملفات ونوعية المساعدات المقدمة، بحسب صحيفة "كابيتال" الفرنسية.
وبحسب عدة مصادر حكومية تم نقلها مطلع يونيو/حزيران، فقد تم بالفعل الالتزام بما يزيد عن 80% من هذه الميزانية، مما يُنذر بتعليق مؤقت للبرنامج بدءًا من 1 يوليو/تموز. ورغم أن الحكومة لم تؤكد رسميًا بعد هذا التعليق، إلا أن المنصات الإدارية بدأت تحذر من تأخيرات في دراسة الملفات واستحالة تمويل ملفات جديدة قريبًا.
من جانبه، قال مارك بورجيه، باحث في الاقتصاد العام في مركز الدراسات "OFCE" التابع لمعهد العلوم السياسية في باريس، لـ"العين الإخبارية" : إن "برنامج MaPrimeRénov يعكس التوتر بين الحاجة إلى تسريع التحول البيئي وضغوط ضبط المالية العامة.
وأوضح أن هذه التخفيضات المفاجئة تهدد ثقة الأسر والمستثمرين على حد سواء. ما نحتاجه ليس فقط دعمًا ماليًا، بل رؤية مستقرة تسمح بتخطيط بعيد المدى للأعمال الطاقية".
تخفيضات
وأشار إلى أن هذا التقليص في الميزانية أدى إلى خفض فعلي في قيمة المساعدات الممنوحة، لا سيما لبعض فئات الأشغال مثل معدات التدفئة بالخشب التي تضررت بشدة.
ومن أبرز التغييرات المطبقة منذ بداية العام، والتي يُتوقع استمرارها أو حتى تشديدها خلال الصيف – ما يلي: تخفيض المساعدات في برنامج "MaPrimeRénov’ par geste"، الذي يتيح تنفيذ أشغال جزئية دون الحاجة إلى ترميم شامل، ومراجعة الشروط المرتبطة ببعض المعدات الأساسية للطاقة.
شروط الأهلية
رغم أن مسار "par geste" مفتوح حتى نهاية 2025، إلا أن بعض التعديلات طرأت:
لم تعد المساكن المصنفة F أو G تحظى بالأولوية تلقائيًا، مع أن شهادة الأداء الطاقي (DPE) لا تزال اختيارية حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2025، لكن المساعدات الممنوحة لهذه الفئات باتت أقل.
المسار المرافق للترميمات الشاملة ما زال مشجعًا من خلال منح مرتفعة، لكنه يفرض وجود مشرف تقني (AMO)، ما قد يبطئ إعداد الملف.
لم تتغير سقوف الموارد للأسر، لكن تم تعديل جداول المساعدات في بعض الحالات دون إعلان واضح.
ضغط متزايد
أمام هذا الوضع المتقلب، دقّ المهنيون في قطاع البناء ناقوس الخطر. العديد من الشركات سجّلت إلغاء مشاريع أو تأخير توقيع العقود، خاصة من قبل الأفراد الذين كانوا يعوّلون على مساعدات أكبر.
بالنسبة للأسر، الوضع يثير الحيرة: البعض تلقّى إشعارات بالموافقة دون تحديد موعد الصرف، في حين توقّف التعامل مع ملفات أخرى بسبب نفاد الميزانية.
لمن يخطط للقيام بأعمال ترميم خلال الأشهر المقبلة، إليك بعض النصائح العملية: قدّم طلبك فورًا: حتى إن لم يُعالَج قبل الصيف، المهم أن يُسجّل في النظام، وتحقق من الجداول الجديدة، خاصة ما يتعلق بالتدفئة. يُفضل استخدام المحاكي الإلكتروني على maprimerenov.gouv.fr.
ولا تلتزم ماليًا قبل الموافقة الرسمية من ANAH: فبدونها، هناك خطر حقيقي بعدم استرداد الأموال، وعليك أن تحضّر خطة بديلة، خاصة لأصحاب الدخل المتوسط، إذ بدأت بعض البنوك ترفض منح قروض اعتمادًا على مساعدات غير مؤكدة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzcg جزيرة ام اند امز