مخدرات ورصاص وموت.. 5 مشاهد درامية في قصة مارادونا
تحمل الحياة الشخصية لبعض نجوم كرة القدم العديد من المشاهد الدرامية والقصص التي يصعب تصديقها لو تنبأ بها أحد قبل وقوعها بسنوات.
وينطبق هذا المثال بشكل كبير على الأسطورة الأرجنتينية الراحل دييجو أرماندو مارادونا، سواء في حياته وعلى مدار مسيرته الكروية المذهلة، أو فيما يخص علاقاته الشخصية في الزواج أو اللعب، وصولا إلى مشهد النهاية.
وحتى بعد الوفاة، رفضت قصة موت مارادونا أن تكون قصة اعتيادية لشخص توفي بسبب المرض، بعدما صاحبت موته العديد من القصص الخاصة بالتقصير الطبي في مراعاته، وسط مجموعة تحقيقات لا تزال تجري لإيجاد سبب الوفاة المباشر.
المشهد الأول.. الفقر
عانى مارادونا مثله مثل كثير من أطفال أمريكا الجنوبية من ظروف اجتماعية صعبة، وكانت أمه دالما سالفادورا فرانكو أو "دونا توتا" هي صاحبة الفضل الكبير عليه في مسيرته.
ويروي دييجو مشهداً يلخص حالة الفقر التي كان يعاني منها هو وعائلته ليدلل على حب أمه له ولإخوته قائلا: "حين كنت في الثالثة عشرة من عمري أيقنت أن أمي لا تعاني من أي آلام في المعدة، كانت دوماً تقول لنا إن لديها آلام في المعدة تجعلها غير قادرة على تناول الطعام".
ويواصل: "كانت تريدنا أن نأكل، ففي كل مرة كان يوضع الطعام كانت تتحجج بآلام المعدة، يا لها من كذبة، كانت تقول هذا لأنه لم يكن هناك طعام كافٍ، وهذا ما جعلني أحب هذه السيدة العجوز كثيراً".
المشهد الثاني.. المخدرات
بدأت علاقة دييجو بالمخدرات في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، أي مع انطلاق مسيرته الاحترافية خارج أوروبا، حيث أقر بأنه بدأ يتناول المخدرات بعد انتقاله لصفوف برشلونة الإسباني عام 1982.
دييجو اعترف بنفسه بتعاطي المخدرات منذ عام 1982، وبرر أسباب قيامه بذلك بالقول: "كانت كافية لي للبقاء على قيد الحياة، لقد كنت مدمناً للمخدرات وسأظل دوماً هكذا في نظر الجميع، لأنه لا أحد يتسامح مع المدمنين".
وظل مارادونا مدمنا للمخدرات منذ بداية فترته في برشلونة، ولأكثر من عقدين من الزمان، وتحديداً حتى عام 2004، حيث تماثل للشفاء منها.
وبدأت توابع هذا الإدمان تظهر على دييجو في نهاية عام 1990، حيث زاد وزنه إلى 130 كيلوجراما، وعانى في نهاية مسيرته من سمنة زائدة.
ومن بين توابع المخدرات أيضا، حضور دييجو متأخراً عن تدريبات فرقه، بل وغيابه عنها في بعض الأوقات بشكل نهائي، مما تسبب خلال إحدى المرات في تغريمه 70 ألف دولار أمريكي من فريق نابولي الإيطالي مطلع التسعينيات.
وبعد ثبوت تهمة تعاطيه المخدرات وتحديدا مادة الكوكايين في عام 1991، عوقب مارادونا بالإيقاف 15 شهراً، وهو ما ترتب عليه قيام نابولي بفسخ عقده.
نهاية دييجو الدولية كانت مؤلمة للغاية بسبب المنشطات أيضاً، حيث تم استبعاده من المشاركة في كأس العالم 1994 بعد رسوبه في الاختبار مما أنهى مسيرته الدولية المبهرة التي شهدت قيادته منتخب الأرجنتين لتحقيق كأس العالم 1986 ووصافة مونديال 1990.
المشهد الثالث.. الزواج والانفصال
تزوج مارادونا أكثر من مرة، وكان طبيعياً لشخص هوائي مثله أن ينفصل كثيراً، قبل أن يتزوج في نهاية حياته فتاة تصغره بـ29 عاماً، ولدت في عام 1989 بعد تتويجه بطلاً لكأس العالم مع الأرجنتين بـ3 سنوات.
الزيجة الأولى لمارادونا كانت من كلوديا فيلافاني، وهو الزواج الذي استمر 15 عاماً من 1989 إلى 2004، ونتج عنه ابنتاه دالما نيريا وجيانينا دينورو، التي تزوجت من سيرجيو أجويرو مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي فيما بعد ثم انفصلت عنه.
أما الزيجة الثانية فاستمرت لـ4 سنوات، من 2014 إلى 2018، وكان سبب الانفصال رغبة دييجو في الانتقال إلى المكسيك، وهو ما واجه رغبتها في البقاء بالأرجنتين.
المشهد الرابع.. الرصاص
في عام 1994 وقبل شهور من انطلاق كأس العالم في أمريكا، كان مارادونا يئن من التداخلات والمتابعات المستمرة من الصحافة لحياته الشخصية.
ويروي الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، مدرب باريس سان جيرمان الحالي، ولاعب نيولز أولد بويز السابق، في فترة تواجد مارادونا بالفريق، قصة اتهام الأسطورة بإطلاق النيران على أحد الصحفيين.
وأوضح بوكيتينو أنه كان ينام في نفس غرفة دييجو في تلك الليلة، لكنه استيقظ في الصباح فلم يجده، ثم انتشر خبر أن دييجو أطلق رصاصا من بندقية "رش" على أحد الصحفيين من خلف سيارته، وحكم عليه بعدها بالسجن عامين و10 أشهر، لكن مع إيقاف التنفيذ، في مشهد درامي جديد.
المشهد الخامس.. ما بعد الموت
الأزمات الشخصية لمارادونا تواصلت بعد وفاته فيما يخص أسباب الوفاة والمتسببين فيها.
وقد خضع للتحقيق 7 من الفريق الطبي الذي كان يتابع دييجو، وهم الطبيب النفسي كارلوس دياز، الذي عالجه في آخر شهرين قبل الوفاة، والجراح ليوبولدو لوكي، والأطباء النفسيون أوجستينا كوزاكوف وكارلوس دياز ونانسي فورليني، والممرضتان داهيانا جيزيلا وريكاردو ألميرون، حيث وجهت إليهم تهم الإهمال الطبي.
بينما اتهمت زوجته الأولى فيلافاني محاميه ماتياس مورلا بأنه حاول اختطاف دييجو ومنع بناته من التواصل معه، فيما رد المحامي بأن عائلته لم تكن حريصة على التواصل معه ولم تكن تسأل عنه إلا من أجل المصلحة المالية.
aXA6IDE4LjIxNy4yNTIuMTk0IA== جزيرة ام اند امز