طيف المشاغب مارادونا أجبر برشلونة على ضم الطفل ميسي
كيف أسهم الأسطورة الأرجنتينية دييجو مارادونا بشكل غير مباشر في تعاقد إدارة برشلونة مع مواطنه ليونيل ميسي وهو طفل؟.. تعرف على القصة
رغم أن دييجو أرماندو مارادونا، أسطورة الكرة الأرجنتينية، لم يمثل فريق برشلونة الإسباني إلا في 58 لقاء على مدار موسمين من 1982 إلى 1984، ولم تكن مسيرته معه موفقة، فإنه كان ملهما بطريقة غير مباشرة للإدارة الكتالونية لضم واحد من أهم النجوم في تاريخ كرة القدم، وهو مواطنه ليونيل ميسي.
العلاقة بين ميسي ومارادونا لم تبدأ بالمقارنات بين الأسطورتين والسؤال الجدلي عن صاحب الأفضلية، لكنها بدأت منذ تسعينات القرن الماضي مع بداية ظهور الطفل ميسي ومداعبته للساحرة المستديرة.
لكن السؤال الآن.. كيف أثر مارادونا بشكل غير مباشر في انتقال ميسي إلى برشلونة، والذي رحل عنه هو شخصيا بشكل غير لائق؟
نيولز أولد بويز
نيولز أولد بويز هو ناد أرجنتيني مغمور، لكنه ضم بين جنباته الأسطورتين ميسي ومارادونا، وهي حقيقة مغمورة مثلها مثل الفريق.
في نهاية مسيرته الكروية عاد مارادونا للدوري الأرجنتيني بعدما ترك فريق إشبيلية الإسباني في 1993، لينضم لنيولز أول بويز، الذي بقي فيه لعام واحد قبل أن يعود لفريقه القديم بوكا جونيورز الأرجنتيني.
وعلى مدار 5 مباريات لعبها في موسم 1993-1994 لم يسجل اللاعب أي هدف ليبقى بويز هو الفريق الوحيد الذي لم يسجل له دييجو خلال تمثيله له.
على الجانب الآخر، مثل ميسي الفريق نفسه في مرحلة الناشئين والشباب خلال الفترة من 1994 إلى 2000، عندما انضم لناشئي برشلونة لبدء رحلة لم تنته مع البلوجرانا.
دور مارادونا
تعاقدت إدارة نادي برشلونة في صيف عام 2000 مع ميسي، الطفل البالغ من العمر 13 عاماً، قادما من أولد بويز، بناء على توصية كشاف النادي تشارلي ريكساش.
وبدأت القصة حينما حضر المدير الرياضي للبارسا وقتها إلى الأرجنتين فأخبروه بأن هناك لاعبا يمتلك إمكانيات دييجو مارادونا الأسطورية.
وبالفعل لم يفوت مسؤول البارسا الفرصة، فقدم عرضاً لضم اللاعب، ووعد بدفع فواتير علاجه من مرض نقص الهرمونات، قبل أن يتجاوز ليو الفحص الطبي في كامب نو ويصبح منذ ذلك الحين لاعباً في البارسا، حتى تصعيده للفريق الأول في 2003.
وكان مارادونا انضم لبرشلونة قادماً من بوكا جونيورز في صيف عام 1982 مقابل 5 ملايين جنيه إسترليني، وهو رقم قياسي وقتها، ولعب منه خلال مسيرته 58 مباراة بجميع البطولات سجل فيها 38 هدفاً، وتوج معه بثلاثية كأس ملك إسبانيا وكأس الدوري والسوبر المحلي عام 1983.
لكن اللاعب رحل بعد عامين فقط عن جنبات ملعب كامب نو لينضم لنابولي الإيطالي، بسبب أحداث لقاء أتلتيك بلباو في نهائي كأس الملك في 1984 والذي خسره البارسا بهدف نظيف، وشهد دخول مارادونا في مشاجرات دامية، لتقرر الإدارة الكتالونية إبعاده عن النادي.
ورغم مشاغبات مارادونا ورحيله بتلك الطريقة فإن مجرد تشبيه ميسي به كان كافيا لدى إدارة برشلونة من أجل الرهان على الطفل المعجزة، ومحاولة استنساخ تجربه مواطنه المشاغب معه لكن بطريقة معدلة.
العلاقة الوحيدة
أما علاقة ليو ومارادونا فوصلت إلى ذروتها في الفترة الفنية الوحيدة التي جمعت بينهما حين لعب ميسي تحت قيادة دييجو في الفترة من 2008 إلى 2010، حيث كان الأخير مدرباً لمنتخب الأرجنتين.
وقاد مارادونا التانجو في 24 مباراة حقق فيها الفريق 18 انتصارا وخسر 6 مرات ولم يتعادل مطلقاً، وكان أبرز إنجازاته التأهل لربع نهائي كأس العالم 2010، لكن الخسارة 0-4 ضد ألمانيا في ربع النهائي أنهت العلاقة بين الأسطورتين على الصعيد الفني للأبد.