كيف صنعت نبوءة الجدة سيليا أسطورة ليونيل ميسي؟
نبوءة جدة ليونيل ميسي نجم وأسطورة برشلونة كانت أحد الأسباب البارزة في تحويله لأفضل لاعبي كرة القدم في العالم.. كيف؟
"قالت جدتي للمدرب دعه يلعب، لكنه رد: كيف أجعله يلعب، وهو صغير للغاية، لا يقدر على اللعب؟".. هكذا روى الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد برشلونة الإسباني وأسطورته الحية قصة أول مطالبة بأن يشارك في مباراة لكرة القدم.
وجاءت تلك المطالية من سيليا جدة ميسي، حينما اصطحبته إلى مباراة لأحد الفرق المحلية في مدينة روزاريو المحلية بالأرجنتين.
33 عاماً مرت على ميلاد النجم الأرجنتيني، الذي تربى تحت رعاية جدته سيليا ووالده جورجي، وكيل أعماله الحالي، ومدير مصنع الصلب السابق، ذى الجذور الإسبانية، والوالدة الإيطالية الأصل سيليا كويتشيني التي كانت تعمل منظفة.
بداية رحلة اللاعب مع كرة القدم كانت عندما لاحظت الجدة سيليا أن حفيدها لديه مواهب كروية حقيقية اكتشفتها فيه، فقررت أن تأخذه معها للنادي المحلي الذي يلعب فيه جميع أبناء العائلة.
رحلة أولى
في إحدى المرات أخذت سيليا حفيدها الجميل البالغ من العمر 4 سنوات إلى النادي، وعن هذا روى ليو في تصريحات سابقة نشرها موقع "سبورت بايبل" الشهير: "كنت صغيراً للغاية وكنا نذهب إلى ناد في الجوار، كانت العائلة بأكملها تلعب هناك، أخي وأبناء عمي، كل واحد يلعب في فريق حسب عمره".
وأسهب: "كنت أحد أصغر اللاعبين، ولم يكن هناك فريق لفئتي العمرية، لكن غاب أحدهم فطلبت جدتي من المدرب أن ألعب بدلاً منه بقولها: (دعه يلعب)، لكنه رد: (كيف أجعله يلعب، وهو صغير للغاية، لا يقدر على اللعب؟)".
لكن رغم ذلك لم تتوقف الجدة الحنون، ولم تتراجع عن طلبها، حيث قال ميسي: "أصرت جدتي على أن ألعب، وكان الجميع يحبها في النادي، وظلت تطالب المدرب بأن ألعب حتى وافق".
ورد ميسي الدين للجدة فسجل ثنائية في المباراة، علماً بأن هذه القصة لا يدري ميسي مدى صدقها لأن الجدة هي التي سردتها له، حيث أوضح قائلا: "لا أتذكر كثيراً، كنت صغيراً للغاية، لكن هذه القصة ظلت جدتي ترويها لي".
نبوءة الجدة
وأكد ليونيل ميسي أن جدته كانت أول من أخبره بأنه سيصبح يوماً ما أفضل لاعب كرة قدم في العالم، وهي النبوءة التي تحققت فيما بعد.
لكن الفارق أن ميسي لم يصبح فقط أفضل لاعبي العالم، لكنه بات أطول من بقي على هذا العرش، ولدى كثيرين بات هو الأفضل في التاريخ.
وأقنعت الجدة والد ميسي بأن يحضر له أول قميص رياضي وأول حذاء كرة قدم من أجل بدء رحلته بشكل جيد مع الساحرة المستديرة.
أسوأ فريق بالمدينة
في كتاب ميشيل بارت عن قصة حياة ليو، والذي عنونه "البرغوث.. قصة حياة ليو المذهلة" يروي أن: "ميسي أعرب عن غضبه لعدم لعب كرة القدم، لكن جدته اقترحت أن يلعب لأسوأ فريق في المدينة جراندولي".
وعن هذا فسرت الجدة وجهة نظرها بالقول: "سيكون من الجيد لك أن تلعب مع فريق يؤدي بشكل سيئ، فالفريق البائس يحتاج للاعب عظيم.. أليس كذلك؟".
وأكملت الجدة إقناعها لليو: "هم في حاجة إليك، ولا يعرفون كم أنت جيد، لذلك عليك أن تظهر لهم إمكانياتك".
قصة "البرغوث"
لقب البرغوث الذي يطلق على ليو هو أمر متعلق بجدته رغم أنها ليست أول من أطلق عليه هذا اللقب لكنها أول من أخبرت به.
عندما قامت سيليا بإقناع المدرب أباريسيو بأن يمنح الفرصة للفتى الصغير الحجم، وجد المدرب أن أمامه لاعبا موهوبا فاق كل التوقعات، بما يمتلكه من إمكانيات فردية.
وعن مهاراته تحدث لجدته بإنبهار قائلاً: "هل رأيت؟ لم يتمكنوا من مصافحته، هو مثل البرغوث، لا يمكنك أن تتخلصي منه".
سر الاحتفال الخالد
توفيت جدة ليو في عام 1998 وهو لم يكمل عامه الـ11، وقد أثر رحيلها عليه بشكل كبير من الصعيد النفسي.
لكن ليو بقي يتذكرها كلما يسجل هدفاً فيرفع إصبعه للسماء وكأنه يناجيها، وهو الاحتفال الشهير للاعب الذي لا يزال يمارسه حتى الآن.
وبعد أشهر من وفاة الجدة اكتشف الأب أن الطفل الصغير يحتاج 900 دولار أمريكي شهرياً كعلاج من مرض نقص هرمونات النمو، حتى إن نادي ريفر بليت الأرجنتيني رفض ضمه لهذا السبب، وقت كان يلعب في نيولز أولد بويز المحلي.
لكن يبدو أن روح الجدة كانت ترعى ليو من السماء، فنجحت إدارة برشلونة الإسباني في التعاقد مع اللاعب وتكفلت برعاية حالته الصحية حتى بات الأفضل في العالم الآن.