سياسة
ماراثون رياضي "تطبيعي" في غزة يفضح تناقضات حماس
6 هيئات فلسطينية عدته خيانة واضحة ومحاولة متعمدة للتنكر لحقوق الشعب وتضحياته.
أثارت فعالية رياضية تطبيعية شارك فيها عشرات الشباب من غزة بترخيص من القوى الأمنية التابعة لحركة حماس جدلا وتنديدا واسعين.
وأظهرت الفعالية تناقضات حماس التي تستعطف العالم بحربها ضد إسرائيل فيما في الخفاء تنظم فعاليات مشتركة واتصالات سرية مع الاحتلال تحت ما يسمى تحالف من أجل السلام في الشرق الأوسط وهو ما اعتبرته قوى فلسطينية "خيانة واضحة وصريحة لدماء وتضحيات الشعب".
وأدانت 6 هيئات فلسطينية، في بيان، مشاركة بعض الشباب من غزة برعاية ما يُسمى بـ"اللجنة الشبابية" في ما وصفتها "جريمة تطبيعية" جديدة فاضحة يركبون ويركضون معاً بالتنسيق مع شركاء إسرائيليين يطلقون على أنفسهم اسم تحالف من أجل السلام في الشرق الأوسط على الطرف الآخر من السلك الشائك.
ونظم الجمعة الماضية ماراثون دراجات هوائية بمشاركة عشرات الشباب والفتيات الذين ارتدوا قمصانا زرقاء انطلق قرب بحر غزة، بالتزامن مع فعالية مماثلة لإسرائيليين يرتدون الملابس نفسها في التجمعات الإسرائيلية الملاصقة لغلاف غزة.
ووفق بيان الهيئات الفلسطينية الذي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه؛ فإن المشاركين من الطرفين عقدوا عدة لقاءات عبر "الفيديو كونفرنس" بين غزة ومستوطنة "بئيري" (شرق القطاع).
تطبيع فج
ووصف البيان ما تقوم به اللجنة الشبابية من جمع بين شباب فلسطينيين وإسرائيليين بأنه "خيانة واضحة وصريحة لدماء وتضحيات شعبنا وما هو إلا محاولة متعمدة وواضحة للتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، ومحاولة كارثية لتجميل الاحتلال وتبرير نظام الأبارتهايد (الفصل العنصري) والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي".
واعتبرت المشاركة في النشاط المذكور تطبيعا فجا وفق التعريف المجمع عليه وطنيا.
وأكدت الهيئات الفلسطينية الستة رفضها كل أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك محاولة تبرير جرائم الأبرتهايد الإسرائيلي وتلميع صورته وخلق فعاليات مشتركة تعمل على الجمع والمساواة بين الضحية والجلاد في مكان يعطي حقوقاً للمجرمين ويتنكر لحقوق الضحايا.
ودعت كل أفراد الشعب الفلسطيني أن يحذروا من الانجراف بقصد أبو بدون قصد عبر تيار الخداع إلى دوامة "السلام" الزائف، حيث لا اعتراف بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني والتي كفلتها الشرعية الدولية.
ووقع على البيان سكرتاريا الأطر الطلابية الفلسطينية وشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، وحملة طلاب فلسطين للمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل واللجنة التنسيقية لحملات المقاطعة، ومجموعة "لسنا أرقاما".
الجهة المنظمة
من جهته، نفى عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة وعضو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية، عبدالسلام هنية، علاقة الاتحادات بالماراثون.
وقال هنية، في بيان: "من خلال المعلومات الأولية نؤكد أن الجهة المنظمة هي لجنة الشباب في التجمع الفلسطيني للشخصيات المستقلة، وبناءً على ذلك حصلت على الموافقة لإقامة ماراثون لألعاب الدراجات للأطفال من الجهات الشرطية في قطاع غزة".
وأكد أن الأسرة الرياضية بجميع طواقمها ومؤسساتها الرسمية ترفض رفضاً مطلقاً وقاطعاً التطبيع الرياضي وغير الرياضي.
انتقادات وتهرب من المسؤولية
وأثارت الفعالية ردود فعل منددة وواسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتقاد لسماح وزارة الداخلية التي تديرها حركة حماس بتنظيم الفعالية.
وأمام الانتقادات الواسعة، حاولت وزارة الداخلية في حماس التهرب من المسؤولية بإعلان عدم معرفتها بحقيقة الفعالية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، إياد البزم، في تصريح صحفي: إن "لجنة الشباب في تجمع الشخصيات المستقلة بغزة" تقدمت بطلبٍ إلى الجهات المختصة لتسهيل إقامة نشاط رياضي الجمعة الماضي، ضمن أنشطة اللجنة وبرامجها الصيفية، وقد تم لهم ذلك شأنهم كشأن عشرات الأنشطة التي تُقام يومياً في غزة".
وأشار إلى أن منظمي النشاط لم يشيروا إلى أي علاقة له بجهات أخرى، أو تزامنه مع نشاط مماثل لدى الاحتلال.
وأضاف: "بعد انتهاء النشاط، تفاجأنا بأنه كان مُشتركاً مع نشاطٍ آخر لدى الاحتلال، في سياقٍ تطبيعي"، معلنا أن الوزارة بدأت باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق الجهة المشرفة على النشاط الرياضي في غزة.