الحرب من الأعلى.. أوكرانيا تشعل معارك الربيع بالمسيرات
من جديد تتلقى روسيا ضربات بطائرات هجومية مسيرة وكأنها إنذار بانطلاق معارك الربيع المنتظرة لكن حتى اللحظة دون تحرك للجنود أو المدرعات.
وكالة تاس للأنباء نقلا عن خدمات الطوارئ الروسية أكدت الخميس أن حريقا شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب البلاد بعد هجوم بطائرة مسيرة.
والحادث الذي وقع في مصفاة إلسكاي قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود ليس الأول هذا الأسبوع، فقبل ساعات استهدف طيران مسير الكرملين واتهمت موسكو كييف بالوقوف خلفه.
خريطة المعارك
هجوم الخميس هو واحد ضمن سلسلة ضربات تعرضت له الأراضي الروسية ما يعكس نقطتين رئيسيتين، أولهما أنه في الداخل الروسي وثانيهما أن السلاح الأوكراني حتى الآن -إذا ثبت التورط الأوكراني- سيكون الطيران المسير.
وفي الأيام الأخيرة، تعرضت روسيا وشبه جزيرة القرم لسلسلة هجمات لم تعلن كييف مسؤوليتها عنها، فخلال أربعة أيام أدى انفجار عبوّتين ناسفتين إلى إخراج قطاري شحن عن مسارهما قرب الحدود الأوكرانية.
ليس هذا فحسب بل تسبّب هجوم بطائرة مسيّرة في اندلاع حريق هائل في مستودع للنفط في القرم أيضا.
محاولات أوكرانية بدت بوضوح تستهدف نقل الصراع خارج الديار وربما استباق روسي لهجوم كييف الربيعي، خاصة بعد إعلان الكرملين إحباط هجوم بمسيرتين، زعم أنه كان يستهدف الرئيس فلاديمير بوتين.
وهجوم الكرملين أطلق الكثير من التكهنات حول دور أوكرانيا في تلك الأحداث، وما إذا كان يمكن اعتبارها الرصاصة الأولى للهجوم الربيعي الذي تنوي شنه على القوات الروسية.
إلا أن تحليلات أخرى، ذهبت إلى أن روسيا تحاول إلصاق تلك الهجمات لأوكرانيا، أملا في انتزاع شرعية لهجماتها المتتالية على كييف، وأي خطوة قد تتخذها لحسم الحرب التي بلغت من العمر 14 شهرا، دون حسم أو مبادرة سلام.
والأربعاء أعلنت روسيا أنها أسقطت طائرتين مسيّرتين استهدفتا الكرملين فيما وصفته بمحاولة "إرهابية" لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين، قائلة في بيان: "استهدفت مسيّرتان الكرملين... تم تعطيل الجهازين".
ووصفت موسكو العملية بأنها "عمل إرهابي ومحاولة اغتيال رئيس روسيا الاتحادية".
وفيما قالت إن الهجوم جرى ليل الثلاثاء الأربعاء، أكدت أن حُطام المسيّرتين سقط داخل الكرملين لكن لم يصب أحد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة ديمتري بيسكوف إن بوتين كان يعمل في مقر إقامته قرب موسكو الأربعاء، مؤكدا أنه سيشارك في استعراض يوم النصر في الحرب العالمية الثانية في الساحة الحمراء الأسبوع المقبل كما هو مقرر.
وأعلن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين حظر تحليق الطائرات المسيّرة غير المصرح بها في أجواء العاصمة الروسية، قائلا إن تحليق المسيّرات محظور ما لم يتم الحصول على تصريح خاص من "السلطات الحكومية".
هجوم مضاد
لكن في المقابل، وفي مؤشرات إلى تكثيف الاستعدادات لهجوم أوكراني مضاد، أعلنت مدينة خيرسون الواقعة على خط المواجهة في جنوب أوكرانيا فرض حظر تجول.
وقال رئيس الإدارة العسكرية الأوكرانية في خيرسون أولكسندر بروكودين على تليغرام: "اعتبارا من الخامس من مايو/أيار الجاري، سيفرض حظر تجول في خيرسون اعتبارا من الساعة 20,00 وسيستمر حتى الساعة 06,00 صباحا في الثامن من الشهر نفسه بالتوقيت المحلي".
وأضاف: "خلال هذه الساعات الـ58.. سيمنع التنقل في شوارع المدينة. كما سيمنع الخروج من خيرسون والدخول إليها".
بوكودين برّر "هذه القيود المؤقتة" بـ"ضرورة" تمكّن "قوات الأمن من القيام بعملها" بدون إعطاء مزيد من التفاصيل.
صحيفة ديلي ميل قالت بدورها إن الغضب الروسي يأتي رغم محاولة القوات الخاصة لبوتين "اغتيال الرئيس الأوكراني زيلينسكي في الأيام الأولى من العملية العسكرية".
ونقلت الصحيفة عن رئيس قوات "فاغنر" الروسية إن "الهجوم المضاد الأوكراني قد بدأ، كان هناك أعلى نشاط للطيران الأوكراني".
ولطالما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في تقاريرها اليومية عن تدميرها مسيرات أوكرانية في مناطق مختلفة وتصفها بـ"التخريبية".
مسيرات أوكرانية
وسبق أن تحدثت بي بي سي عن تزويد الولايات المتحدة القوات الأوكرانية بمسيرات من طراز سويتش بليد كاميكازي بلغ عددها 700 طائرة مسيرة.
وبحسب خبراء عسكريين فقد استخدمت كييف بالفعل طائرات كاميكازي بدون طيار من نوع ما في الخريف الماضي لمهاجمة قاعدة عسكرية روسية في غرب شبه جزيرة القرم، وقاعدة جوية بالقرب من سيفاستوبول، وسفن في ميناء سيفاستوبول.
أما روسيا فسبق وأكدت استخدام أوكرانيا أيضا طائرات كاميكازي المسيرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي في ثلاث هجمات منفصلة على قاعدتين جويتين في ساراتوف وريازان، وكلاهما على بعد مئات الأميال داخل الأراضي الروسية.
من ناحية أخرى تحدثت تقارير عن أن الطائرة العسكرية الرئيسية في أوكرانيا هي بيرقدار TB2 تركية الصنع.
وهذه المسيرة بحجم طائرة صغيرة، وفيها كاميرات ويمكن تسليحها بقنابل موجهة بالليزر.
aXA6IDMuMTQzLjIxNC4yMjYg جزيرة ام اند امز