"القاعدة".. ورقة الحوثي للتغطية على جرائمه بمأرب
كشف الإرهاب الحوثي عن آخر أوراقه لـ"شرعنة" عملياته العسكرية شرقي اليمن، بزعم وجود "تنظيم القاعدة" الإرهابي في مأرب.
ففي وقت لا يزال تنظيم القاعدة الإرهابي يتخذ البيضاء (وسط) مسرحا محصنا تحت أنظار ودعم المليشيا الانقلابية التي تسيطر على المحافظة، نشر ما يسمى "جهاز المخابرات الحوثية" عبر آلته الإعلامية الواسعة تقريرا ملونا يزعم تقديم خارطة الانتشار والهيكل الهرمي لقيادات تنظيم القاعدة فيما أسماه "ولاية مأرب".
ويحاول الحوثيون دفع تهمة تورطهم في التعاون وتقديم تسهيلات لوجستية لقيادات القاعدة في مناطق سيطرتهم خصوصا معقل التنظيم الإرهابي بمحافظة البيضاء، بترويج معلومات سوداء عن نجاح مزعوم لاستخباراتها بالوصول إلى بيانات وبنية "القاعدة" التنظيمية.
وفي أحد الأدلة التي تفضح تنسيق الحوثيين والقاعدة، فقد جاء تقرير المليشيا بعيد أيام من تسريب حساب مجهول على "تويتر" بيانا مطولا من 5 صفحات منسوب للتنظيم الإرهابي في جزيرة العرب، ويدّعي مواجهة "الهجوم الحوثي على مأرب".
واعتبر خبراء أمنيون وعسكريون إعلان مليشيا الحوثي الانقلابية التوصل لمعلومات استخباراتية عن شبكات القاعدة، مساعي مكشوفة تستهدف مغازلة واشنطن وابتزازها بورقة الإرهاب، للحصول على امتيازات أكبر.
وقال الخبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن التقرير المزعوم التي أصدرته مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا لا يعدو عن كونه تهما ملفقة للجيش اليمني، وبحق قبائل مأرب تحديدا التي قدمت خلال السنوات الماضية نموذجا فريدا من المقاومة في الحرب على القاعدة ومطاردة أوكاره.
وربط الخبراء بين مغازلة الحوثيين واشنطن، وقرارها شطب اسم الجماعة من قوائم الإرهاب، وبعد أيام من الكشف عن لقاءات أجرتها قيادات حوثية مع مسؤولين أمريكيين كبار، ناقش أحد مواضيعه تداعيات هجوم مأرب.
لفت الأنظار
واعتبر مسؤول أمني يمني، فضل عدم الكشف عن هويته، حديث مليشيا الحوثي عن تسجيلها اختراقا أمنيا داخل هيكل القاعدة التنظيمي، رسالة لواشنطن باستعداد القيادات الحوثية تقديم تنظيم "القاعدة" الإرهابي كقربان مقابل صفقة لم تحددها صراحة في رسائلها الإعلامية وتقريرها المزعوم.
وأكد المسؤول الأمني اليمني في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن نشر المليشيا الحوثية على وسائل إعلامها ما أسموه "تقرير تفصيلي للقاعدة في ولاية مأرب"، يستهدف لفت انتباه دوائر المخابرات الدولية وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة جو بايدن.
ولم يستبعد المسؤول اليمني امتلاك مليشيا الحوثي معلومات جاهزة عن خلايا القاعدة في محافظة البيضاء الواقعة تحت سيطرتها للمقايضة مع أجهزة المخابرات، التي تراقب تحركات التنظيم الإرهابي في اليمن تحديدا.
وأشار إلى أن مزاعم القيادات الحوثية عن قدرتها اختراق القاعدة وحصولها عن تفاصيل يعد بمثابة إعلان واشنطن عن جاهزيتها للعمل كذراع مليشياوية ضد "القاعدة"، كمحاكاة لنموذج مجالس "الصحوات" في العراق، والتي عملت كقوات محلية لصالح الأمريكان في حرب التنظيم الإرهابي.
لكن تحديد الحوثيين محافظة مأرب كمعقل لخلايا "القاعدة" تعد "ورقة مفضوحة لشرعنة هجومه على المحافظة"، وحسب المسؤول الأمني فقد سبق وأطلقت المليشيا ذات الورقة حين أعلنت حربها ضد معقل السلفيين في دماج بمحافظة صعدة قبل اجتياح صنعاء.
ورقة مفضوحة
وتسعى مليشيا الحوثي إلى إقناع المجتمع الدولي أن هجومها على مأرب جاء بهدف محاربة تنظيم القاعدة، وهي محاولات مكررة لم تعد مقبولة في الأوساط الدولية، لا سميا من قبل الدول المهتمة بملف الإرهاب في اليمن.
وحسب الخبير العسكري اليمني العميد فيصل الشعوري فإن إشهار المليشيا ورقة الإرهاب وتحريض أجهزة المخابرات الدولية ضد أبناء مأرب بزعم تغول عناصر القاعدة في مناطقهم، يكشف جانبا من حجم الصفعة المؤلمة والموجعة التي تلقتها على يد قبائل مأرب دون الوصول إلى الهدف الرئيسي المتمثل بالثروة النفطية والغازية.
واعتبر الخبير اليمني في تصريحات لـ"العين الإخبارية" محاولة مليشيا الحوثي ابتزاز أمريكا بورقة الإرهاب ترنو لانتزاع مواقف من الجانب الأمريكي، لإعاقة ترتيبات التحالف العربي والمكونات الوطنية العسكرية لتغيير معادلة القوة على الأرض.
ومن المتوقع أن تدفع مليشيا الحوثي بخلايها لتنفيذ عمليات إرهابية داخل مأرب والتنسيق مع تنظيم القاعدة لتبنيها أو لصقها بالتنظيم الإرهابي، لإقناع الدوائر الأمنية العالمية بحقيقة مزاعمها.
وبحسب الشعوري فقد ارتكبت مليشيا الحوثي سلسلة تفجيرات طالت مساجد ومقرات أمنية وتجمعات عبر عمليات إرهابية بسيارات مفخخة وانتحارية في صنعاء كغطاء لاجتياح العاصمة.
aXA6IDMuMTQ1LjgxLjI1MiA= جزيرة ام اند امز