عرض باليه يعيد ماري أنطوانيت إلى أوبرا فرساي
جوانب شخصية ماري أنطوانيت المتعددة تقدم في 14 لوحة راقصة، أراد من خلالها المصمم رسم صورة المرأة أكثر منها الملكة
شهدت أوبرا فرساي الملكي قبل قرنين الاحتفال بزواج ملك فرنسا لويس السادس عشر وأرشيدوقة النمسا ماري أنطوانيت، ومؤخرا استقبل المسرح نفسه عرض باليه حول آخر ملكات فرنسا.
وتُقدم العروض من الجمعة إلى الأحد، فرقة مالاندان باليه بياريتس، وينطلق العرض من على مأدبة العشاء احتفالاً بالزواج.
يقول تييري مالاندان، مدير الفرقة ومصمم عرض "ماري أنطوانيت": "المأدبة كانت أول شيء ينفذ فعلاً في هذا المسرح"، مؤكدا أن تحويل قصة هذه الشخصية التاريخية الساحرة المعقدة إلى عرض راقص لم يكن سهلاً أبداً.
ويوضح مالاندان: "لقد رفضت المهمة في البداية، لأن الأمر بدا لي صعباً جداً، وشخصية ماري أنطوانيت لا تحظى بشعبية عندنا".
ويقول مصمم الرقص البالغ 59 عاماً: "قد تصلح شخصية ماري أنطوانيت لرواية أو فيلم، لكنها ليست بالضرورة شخصية لعرض راقص"، مشيراً إلى أنه استوحى تفاصيل من مرجع "سيرة ملكة فرنسا الأخيرة" للكاتب ستيفان زفيج.
وقد كانت لهذه الشخصية الملقبة بـ"النمساوية" حياة أخرى من خلال شاشة السينما في "ماري أنطوانيت" للمخرج فان دايك، من بطولة نورما شيرير عام 1938، فضلاً عن فيلم صوفيا كوبولا مع كيرستن دانست عام 2006، مروراً بفيلم جان دولانوا مع ميشال مورجان في عام 1956.
وقرر تييري مالاندان في نهاية المطاف الالتفاف على صعوبات تحويل الجوانب السياسية إلى رقص، خاصة أن تقديم عرض باليه عن أشهر ملكة فرنسية في فرساي يشكل عرضاً لا يُرفض.
ويوضح مالاندان، مدير مركز تصميم الرقص الطوني في بياريتس: "يضاف إلى ذلك أن ثمة اهتمام كبير خارج فرنسا، ولدينا الكثير من الجولات إلى الخارج".
ووصل الجمعة 20 أمريكياً خصيصاً لحضور العرض، حسب ما أكد مالاندان.
شخصية متعددة الجوانب
وتُقدم جوانب شخصية ماري أنطوانيت المتعددة في 14 لوحة راقصة، أراد من خلالها المصمم رسم صورة المرأة أكثر منها الملكة صاحبة المصير المأساوي، فلدينا المرأة الطائشة مع جلسائها والأم مع طفلها الأول وعاشقة الموسيقى التي تحضر عروض الأوبرا بانتظام.
وتتطرق اللوحة الراقصة الأخيرة إلى الثورة الفرنسية مع صخب الحشود الغاضبة الزاحفة إلى قصر فرساي الذي يمتزج بموسيقى القصر.
خطوات الرقص مستوحاة من الرقص الباروكي، الذي كان مهيمنا في القرن الـ18، أما الموسيقى فلهايدن، الذي كانت ماري أنطوانيت معجبة كثيراً بأعماله، ولا سيما السيمفونية رقم 85، التي سميت في نهاية المطاف "الملكة".
ويتضمن العرض مقطوعة من جلوك، الذي كان أستاذ ماري أنطوانيت للموسيقى في فيينا.
ويذكر تييري مالاندان من خلال هذا العرض أن الرقص في عهد النظام القديم ارتقى إلى مصاف الفن المطلق، ويقول: "كان على الرجال أن يتقنوا 3 أشياء ركوب الخيل والمبارزة بالسيف والرقص".
ويحتفل في عام 2019 بالذكرى الـ350 لتأسيس دار أوبرا باريس، الذي كان في الأساس الأكاديمية الملكية للموسيقى، التي أسسها لويس الرابع عشر عام 1669.
وقبل سنوات قليلة على ذلك، كانت الأكاديمية الملكية للرقص وضعت قواعد الرقص الكلاسيكي، ولذا لا تزال تعابير رقص الباليه الكلاسيكي بالفرنسية.
ويؤكد مالاندان "كما الأكاديمية الفرنسية التي تجتمع سنوياً لاعتماد كلمات جديدة استمر الرقص الكلاسيكي بالتطور منذ لويس الرابع عشر".
ويختم قائلاً "من المهم المحافظة عليه كما نحافظ على لغتنا".
aXA6IDMuMTQ1LjE4MC4xNTIg جزيرة ام اند امز