قبل ساعات من الجولة الثانية.. الأمن الرهان الأكبر للوبان
مرشحة اليمين المتشدد دائمة الهجوم على سياسة حكومة فرانسوا هولاند وتعتبرها مهدت للإرهاب بفتح الباب أمام المهاجرين
قبل 48 ساعة من انطلاق الجولة الثانية للانتخابات الفرنسية أحبطت أجهزة الأمن الفرنسية هجوماً إرهابياً قرب قاعدة إيفرو العسكرية شمال باريس، حيث تم اعتقال جندي سابق يخضع للمراقبة بشبهة التطرف.
ويأتي ذلك ليعيد توتير الأجواء الأمنية في فرنسا قبل الانتخابات التي يتنافس فيها الوسطي إيمانويل ماكرون الأوفر حظاً وفق استطلاعات الرأي وزعيمة اليمين المتشدد مارين لوبان.
فمن جديد حضر الإرهاب قبل الجولة الثانية، كما فعل قبل الجولة الأولى، حيث أعلنت السلطات الفرنسية حينها إلقاء القبض على شخصين كانا "يخططان لهجوم إرهابي".
وألقت الحوادث الإرهابية الأخيرة في فرنسا بظلالها بشكل واضح على الانتخابات الفرنسية، وبالأخص التي حدثت قبل الجولة الأولى، مما أدى صعود مرشحة اليمين المتشدد إلى الجولة الثانية.
اليمين المتشدد الذي اعتمد في خطابه على محاربة الإرهاب ورفع شعار الإسلاموفوبيا، استغل بشكل واضح الأحداث الإرهابية في جميع خطاباته من أجل استماله الناخبين.
فقبل 3 أيام من الجولة الأولى، قتل شرطي في الشانزليزيه في قلب باريس وتبنى تنظيم داعش الإرهابي الهجوم.
واستغلت لوبان، هجوم الشانزليزيه، واعتبرت أن الهجوم دليل على صحة رؤيتها، لافتة إلى أن مثل هذه الهجمة الإرهابية ما كانت لتقع لو أنها تحكم البلاد.
وأظهر استطلاع للرأي قبل يومين من الانتخابات أن الناخبين الفرنسيين من بين الأكثر استقطابا في دول الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي ساعد لوبان مرشحة اليمين المتشدد في الصعود إلى الجولة الثانية أمام مرشح الوسط إيمانويل ماكرون.
وفي هذا رأى الدكتور سعيد اللاوندى، المتخصص في الشؤون الفرنسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريحات إعلامية، أن الأحداث الإرهابية التي استهدفت الشانزليزيه أدت لزيادة عدد الأصوات التي حصلت عليها لوبان.
وأضاف أن من هذه الاعتداءات أو الإعلان عن إحباطها يؤثر بشكل واسع في توجيه القاعدة الانتخابية لليمين المتشدد وزيادتها، بخلاف أنه يجعل من لم يحسم أمره في الذهاب إلى الانتخابات، التصويت لصالح اليمين، ونتيجة الحالة التي تعيشها فرنسا منذ عامين والتهديدات يصب في مصلحة لوبان، كما حدث في الجولة الأولى.
وفي رأيي وسيم الأحمر، المختص بالشئون الفرنسية في إذاعة فرانس 24، فإن التهديد الإرهابي في فرنسا ليس بجديد ولكن خطورة هذه التهديدات تكمن في توقيتها، مؤكدا أن مسألة تأثير تلك العملية على نوايا التصويت مطروحة بقوة، بسبب ارتفاع نسبة الفرنسيين المترديين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، وتقترب بنسبة 35% من القوة التصويتية،
غير أن آراء أخرى تشير إلى أن التدابير الشديدة التي تتوعد بها لوبان ربما لا تؤدي للأمان الكامل الذي تعد به الفرنسيين، لأن الحركات الإرهابية ستتحفز أكثر لمحاربتها.