الكبار كبار، يتحلون بالحكمة ويسيرون على نهج واضح، رباطهم قوي ومتين، يزدادون صلابة وعزيمة أمام المحن. والبيت واحد متوحد حقاً
في المحن تُختبر الأوطان ورجالها. الأرض تُزهر أبطالاً في كل بيت، يخرج الشبان ليلبوا النداء مبدلين مسار حياتهم. يتخلون عن يومياتهم العادية وهواياتهم، وحتى عن الرفاهية التي ينعمون بها، يتركون عائلاتهم ليصيروا جنوداً، على كتف كل منهم سلاح وعلى جباههم شموخ الكبار الأوفياء.
نتعلم دروساً من المحن أيضاً، ونتأمل «الكبار» حين يزدادون كبراً بتواضعهم وحبهم ووفائهم لبلدهم، وحين يكونون خير مثال يحتذى في الداخل والخارج. فقدت الإمارات أربعة من أبنائها في اليمن، بعد تعرض طائرتهم المروحية لخلل أدى إلى ارتطامها بالأرض، ما أدى إلى استشهادهم، وإصابة رفاق لهم خرجوا من الحادثة حاملين جراحهم بكل اعتزاز.
من هم الشهداء ومن هم الجرحى؟ من هم هؤلاء الجنود الذين تشاركوا المصير ووضعوا حياتهم على أكفهم من أجل بلدهم؟ هم من خيرة الرجال، وممن تعطرت سيرتهم بالطيب. من بين الذين كانوا في الطائرة سمو الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان الذي أصيب في الحادث، ونتمنى له ولرفاقه الشفاء التام.
وماذا يعني أن تجد بين أسماء المصابين في حادث أليم، في أرض المعركة دفاعاً عن الحق في اليمن، اسم أحد أبناء الأسر الحاكمة في الإمارات؟ يعني لنا وللعالم العربي الكثير. يعني أننا أمام حقيقة واضحة تكشف للجميع أن ما يقوله حكام الدولة وشيوخها يعملون به وليس مجرد كلام. ويعني أن «البيت متوحد» بحق، لا فرق فيه بين أبناء الإمارات، الكل متساو أمام الواجب والتضحية في سبيل خدمة الوطن.
أبناء الشيوخ يقفون على الجبهة مثلهم مثل كل إماراتي حمل سلاحه وترك عائلته وتخلى عن روتين أيامه وهواياته.. ليكون مثالاً يفتخر به بلده ويعتز به أهله. هم كثر في أرض المعركة، وهم «عيال زايد"
أبناء الشيوخ يقفون على الجبهة مثلهم مثل كل إماراتي حمل سلاحه وترك عائلته وتخلى عن روتين أيامه وهواياته.. ليكون مثالاً يفتخر به بلده ويعتز به أهله. هم كثر في أرض المعركة، وهم «عيال زايد» الذين يثبتون للجميع أنهم أوفياء وملتزمون بالمبادئ التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعلى خطى القادة والشيوخ يسيرون.
أمام الوطن يتساوى الجميع، لا وساطة ولا تمييز ولا تعال على واجب ومهمة رسمية. الكل ابن عزيز على قلب الإمارات، وكل البيوت والعائلات تزداد عزة وشموخاً وفخراً بأبنائها الجنود البواسل، سواء هؤلاء الحاملين السلاح على الجبهة، أو الشهداء الذين أدوا واجبهم وضحوا بأرواحهم، أو الجرحى الحاملين الألم في أبدانهم بصبر وعنفوان، والذين نتمنى لهم الشفاء العاجل.
الكبار كبار، يتحلون بالحكمة ويسيرون على نهج واضح، رباطهم قوي ومتين، يزدادون صلابة وعزيمة أمام المحن. والبيت واحد متوحد حقاً، وسيبقى محتضناً كل أبنائه في دار واحدة، هي دار العز والخير.
نقلا عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة