«المارينز» في خطر.. والسبب: الهواتف المحمولة

في عالم باتت فيه التكنولوجيا سلاحًا ذا حدين، تحول الهاتف المحمول من أداة اتصال إلى نقطة ضعف قاتلة في ساحات المعارك.
نقطة الضعف هذه، فطن إليها قائد مشاة البحرية الأمريكية، الجنرال إريك سميث، الذي أرسل مؤخرًا تحذيرًا صارخًا لقواته عبر مقطع فيديو يسلط الضوء على مخاطر استخدام الهواتف في الميدان.
الفيديو، الذي انتشر على نطاق واسع، يظهر جنديًا من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) نجا من نيران العدو وهو يبحث عن ملجأ في مبنى مهجور ظنًا منه أنه في مأمن، إلا أنه وقع ضحية خطأ بسيط: إرسال رسالة نصية يطلب فيها المساعدة، إلا أنها بدلا من أن تكون طوق النجاة، كشفَت موقعه، مما أدى إلى ضربة معادية أسفرت عن خسائر فادحة.
كيف ذلك؟
أرفق الجندي موقعه في الرسالة دون أن يدرك أنه تم اعتراضها، لذا عندما هرع زملاؤه من مشاة البحرية لمساعدته وقعت ضربة معادية، مما أسفر عن وفيات.
وحمل الفيديو رسالة مفادها أن «أعداءنا يراقبوننا دائمًا، وينتظرون استغلال أي خطأ وأن كل رسالة نصية، أو منشور، أو تفاعل قد يُعرّض وحدتك للخطر»، وفقا لما ذكره موقع «بيزنس إنسايدر» الأمريكي.
وبعدها تحول الفيديو للنقاش حول الصراع في أوكرانيا وكيفية استخدام الهواتف المحمولة كسلاح، وكيف أدى استخدام الجنود الروس للهواتف المحمولة إلى ضربة أوكرانية قاتلة.
ويشير الفيديو إلى ضربة مدمرة أودت بحياة العشرات من الجنود الروس في ماكيفكا نهاية عام 2022 وفي ذلك الوقت ألقت موسكو باللوم على استخدام الهاتف المحمول.
وقال الجنرال إريك سميث، في الفيديو: «إذا أمكن استشعارك، فقد تُستهدف.. وإذا أمكن استهدافك، فقد تُقتل».
ورغم أن جندي مشاة البحرية الذي ظهر في الفيديو يُشارك موقعه الدقيق، فإن إحداثيات الخريطة ليست ضرورية للجنود لتعريض أنفسهم أو رفاقهم للخطر؛ ففي بداية حرب أوكرانيا نشرت القوات الروسية مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي واتصل الجنود بأحبائهم في الوطن، وكلها بيانات استخدمتها أوكرانيا.
حظر روسي
ويمكن اعتراض المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والصور التي تتم مشاركتها مع الأصدقاء عبر خطوط غير محمية، والتنقيب فيها للحصول على بيانات تُظهر مكان التقاطها.
وفرضت روسيا حظرًا على استخدام الهواتف المحمولة عدة مرات، وفي عام 2028 اقترح مجلس النواب الروسي تشريعًا يعاقب الجنود على استخدام هواتفهم الشخصية في المعارك.
ولا يُعد استخدام الهاتف فقط هو مصدر الخطر بل -أيضًا- الانبعاثات غير المقصودة للإشارات، مثل رنين الهواتف من أبراج الاتصالات.
وفي 2024، أصدر سلاح مشاة البحرية أحدث سياساته الرسمية بشأن الهواتف المحمولة، وفقا لما ذكرته الكابتن ستيفاني باير، المتحدثة باسم مشاة البحرية لموقع "بيزنس إنسايدر".
وقالت باير: "الفيديو المنشور هو تذكير مستمر بأهمية سياسة الاستخدام في جميع المواقف"، وأضافت أن نشر الفيديو لم يكن مرتبطًا بأي أحداث جديدة محددة.
وسميث ليس أول قائد مشاة بحرية يُحذر من الهواتف المحمولة فقد أشار القائد السابق الجنرال ديفيد بيرغر إلى مثل هذه المخاوف في عام 2022.
aXA6IDMuMTYuNTEuMzMg جزيرة ام اند امز