معرض بمدينة لوكارنو في سويسرا يضم مجسمات ومخططات أصلية للمعماري ماريو بوتا مصمم متحف الفن الحديث بأمريكا ويستمر حتى أغسطس 2018
تحتضن مدينة لوكارنو السويسرية حاليا معرضا مميزا يحمل اسم "فضاء مقدس Spazio Sacro" يحتفي بتصميمات المعماري الكبير ماريو بوتا، أحد أشهر المهندسين المعماريين في العالم، والذي ذاع صيته بتصميم وتشييد عديد من المباني في جميع أنحاء العالم، بدءا من البيوت الفارهة وحتى البنوك والمتاحف ودور العبادة.
يستمر المعرض حتى يوم 12 أغسطس 2018، وهو يركز بشكل خاص على تصميماته لدور العبادة عبر مجسمات لأعماله ونماذج التصميمات والمخططات والرسوم التوضيحية الأصلية في جناح فسيح بمبنى "Pinacoteca Rusca" بمدينة لوكارنو، والذي بُني في الباحة الخارجية خصيصا لهذه المناسبة.
وتعد هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يتم فيها عرض اثنين وعشرين (22) عملاً معمارياً، منها الكنائس والمساجد والكُنُس، التي شيّدها ماريو بوتا في بلدان مختلفة حول العالم من بينها سويسرا وإيطاليا وفرنسا وأوكرانيا وكوريا الجنوبية والصين. وتماز أعمال بوتا بالحداثية وخلق تناغم ما بين المباني والفضاء المحيط بها، وقد تأثر تأثرا شديدا بالمعماريين كارلو سكاربا الإيطالي ولويس كان الأمريكي.
تقع معظم مباني بوتا في سويسرا، لكنها تلقى اهتماما دوليا، خاصة مع فوزه بعديد من المسابقات الدولية، لعل أهمها فوزه بتصميم مبنى متحف الفن الحديث بسان فرانسيسكو بأمريكا عام 1984. يعمل بوتا على تصميم مسجد جديد في عمان.
وفي حديث له عن المعرض، يقول إنه حينما عرضت عليه فكرة المعرض فكر في الشيء الأقرب إلى قلبه ألا وهو تصاميم دور العبادة، وقال بوتا في حديثه لموقع "سويس أنفو": "أماكن العبادة لها وقع في الذاكرة الجماعية". وتابع "لدي انطباع، أنني من خلال صروح العبادة سبرت أغوار وآفاق فن العمارة، إذ من شأن الجاذبية والأبعاد والضوء التي تصنع الأجواء، ومن ثم معادلة النِّسب، والحركة الإيقاعية للأجسام البناءة، أن تساعد المعماري على إعادة اكتشاف الأسباب الأولية للهندسة المعمارية، والتي هي في الأصل ذات طبيعة مقدسة، أضف إلى ذلك أن صروح العبادة هي بمثابة الرمز في مواجهة استشراء الابتذال للهندسة المعمارية في عالم اليوم".
ولد مارو بوتا في أول أبريل 1943 في مِيندريزيو، الواقعة في كانتون تيتشينو، درس في مدينة لوغانو، وبعدها التحق بالمدرسة الثانوية للفنون في ميلانو، ومن ثم واصل دراسته في المعهد الجامعي للهندسة المعمارية في البندقية (فينيتسيا)، حيث تخرج في عام 1969، وقد أتاحت له إقامته في المدينة الإيطالية الشهيرة فرصة الالتقاء بلو كوربوزييه ولويس كان والعمل لحسابهما.
في عام 1970، افتتح مكتبه الخاص في لوغانو، وفي عام 1976، عُيّن أستاذا زائرا في المعهد التقني الفيدرالي العالي في لوزان. في بداية عمله في تيتشينو اشتغل في مجال المنازل الأسرية، ثم ما لبث أن توسّع ليشمل أنواعا أخرى عديدة من المباني كالمدارس والبنوك والمباني الإدارية والمكتبات والمتاحف ودور العبادة. ومن بين أهم أعماله: متحف سان فرانسيسكو للفن الحديث (أمريكا)، وكاتدرائية القيامة في إيفري (فرنسا)، ومتحف جان تينغلي في بازل. حصل على عديد من الجوائز وشهادات التقدير الدولية، ومن بينها جائزة شيكاغو للهندسة المعمارية في عام 1986.