ماريو زاغالو.. «ابن العرب» الذي سطر تاريخ الكرة العالمية
فقدت الكرة العالمية (السبت) أحد أساطيرها على مر التاريخ، وهو البرازيلي ماريو زاغالو نجم منتخب البرازيل السابق كلاعب ومدرب والمتوج 3 مرات بكأس العالم.
وكان زاغالو اتجه إلى التدريب مبكرا عام 1966 عقب اعتزاله كرة القدم بعد مسيرة حافلة، ليكتب تاريخا جديدا بعدها أهله ليتم اختياره كتاسع أفضل مدرب في تاريخ كرة القدم، مقدما أداء وصف بالأفضل على مر العصور مع منتخب بلاده البرازيل..
وخلال مسيرة تدريبية استمرت على مدار 40 عاماً (من 1966 إلى 2006) حقق زاغالو العديد من الإنجازات كمدير فني، أبرزها كان تتويجه في عام 1970 بكأس العالم، بعد فوزه بالبطولة كلاعب في نسختي 1958 و1962.
وكتب زاغالو صفحة ناصعة بالإنجازات في تاريخ كرة القدم على مدار مشواره كلاعب في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، ثم من الستينيات إلى مطلع الألفية الثالثة كمدير فني.
لكن البداية مع زاغالو الذي رحل عن عمر يتجاوز الـ92 عاماً كانت كلاعب كرة قدم ناجح، فاز بكأس العالم 1958 و1962، واختير ضمن فريق المونديال في المرة الثانية، وتواجد في قاعة المشاهير بتاريخ المنتخب البرازيلي.
وكان زاغالو آخر المتبقين من جيل منتخب البرازيل المتوج بكأس العالم 1958 التي أقيمت في السويد وكانت الأولى في تاريخ راقصي السامبا.
ماريو زاغالو.. ابن العرب
لا يعرف الكثيرون أن ماريو زاغالو له أصول عربية، وبالتحديد لبنانية، بحسب تقرير نشرته مجلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في عام 2015.
وربما يؤيد ذلك الأمر اتجاه أسطورة البرازيل إلى أرض العرب في وقت مميز من مسيرته التدريبية، عندما تولى تدريب منتخب الكويت في الفترة من 1976 إلى 1978، بعد 6 أعوام من الفوز بالمونديال مع راقصي السامبا، ليقوده للفوز بكأس الخليج في أول أعوامه معه.
بعدها عاد زاغالو للبرازيل في رحلة قصيرة مع بوتافوغو، قبل أن يعود مجددا إلى أرض العرب مع الهلال السعودي عام 1979، ويتوج معه بالدوري السعودي، ثم يعود إلى بلاده عبر فاسكو دا جاما في 1980، وبعدها بنحو عام وبالتحديد في 1981 عاد إلى المملكة مرة أخرى لتولي تدريب المنتخب السعودي والذي ظل معه حتى عام 1984.
وعاد ماريو زاغالو إلى البرازيل مرة أخرى بعد انتهاء مشواره مع الأخضر السعودي، وخاض عدة تجارب مع عدة فرق، قبل أن يحن إلى أرض العرب من جديد في عام 1989 ليتولى تدريب المنتخب الإماراتي لنحو عام، حيث حقق إنجازا جديدا بقيادة الأبيض إلى كأس العالم عام 1990 للمرة الوحيد في تاريخه.
مسيرة زاغالو
ولد زاغالو ببلدية أتلايا في 9 أغسطس/ آب 1931، وكان من ضمن العمال على ملعب ماراكانا حين خسرت عليه البرازيل لقب كأس العالم 1950 ضد أوروغواي 1-2 وقت كان في التاسعة عشرة من عمره، ضمن جنود القوات المسلحة البرازيلية.
وبدأت رحلة زاغالو الاحترافية مع المستديرة في 1948 مع فريق أمريكا البرازيلي، ومنه لفلامنغو وبوتافوغو ومعهما حقق العديد من الألقاب وشق طريقه للمنتخب الوطني.
رحلة البروفيسور
أطلقت العديد من الألقاب على بطل كأس العالم 1970 كمدرب أبرزها البروفيسور بسبب وعيه التكتيكي وإمكانياته العالية وحضوره الطاغي في غرف خلع الملابس، ولُقب كذلك بالذئب العجوز في نهاية مسيرته وذلك لكبر سنه.
حين حقق زاغالو لقب كأس العالم 1970 مع البرازيل كمدرب كان الأول في التاريخ الذي يحقق هذا الإنجاز لاعباً ومدرباً، وهو إنجاز لم يصل إليه بعد ذلك إلا الألماني فرانز بيكنباور والفرنسي ديديه ديشامب.
زاغالو هو ثاني أصغر مدرب يتوج بالمونديال في 1970 بعمر 38 عاماً، ولم يسبقه إلا أول بطل، ألبرتو سوبيكي، بقميص أوروغواي في عام 1930 عن عمر 31 عاماً.
خلال مرحلة التصفيات فازت البرازيل بكل مبارياتها ضد منافسيها من أبناء قارة أمريكا الجنوبية في إنجاز تاريخي استكمل بعدها في البطولة نفسها.
وعلى مدار مشوار البطولة فازت بكل مبارياتها متفوقة على إنجلترا حامل اللقب وأوروغواي البطلة الأولى وإيطاليا بطلة أوروبا بفوز ساحق 4-1، لتكون قد فازت بكل مبارياتها في المسابقة.
ولم يكن إنجاز برازيل زاغالو هو فقط أنها الوحيدة في التاريخ التي فازت بكل المباريات بالتصفيات والبطولة، لكن الطريقة السهلة لحسم المباريات بهيمنة وأهداف غزيرة وأداءات مقنعة كانت سمة مميزة لهذا الفريق.
ماريو زاغالو.. إنجازات فردية
اختير منتخب البرازيل 1970 سنة 2007 كأفضل منتخب كرة قدم في التاريخ في استفتاء مجلة "ورلد سوكر" الأمريكية الشهيرة.
وجاء هذا الاختيار للسيليساو بما امتلكه من نجوم من أمثال جيرزينيو وبيليه وغيرسون وتوستاو وريفيلينو، وكلهم كانوا يرتدون الرقم 10 في أنديتهم.
زاغالو توج كذلك مع البرازيل بكوبا أمريكا وكأس القارات في عام 1997، وعلى الأراضي الخليجية نجح في التتويج بالدوري السعودي مع الهلال في 1979 وبكأس الخليج مع الكويت قبلها في 1976.
واختارته "ورلد سوكر" في 2013 كتاسع أفضل مدرب في التاريخ، ونصبه الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء كأفضل مدرب في العالم سنة 1997.
يذكر أن ماريو زاغالو هو أكثر الأشخاص تتويجاً بكأس العالم وذلك بـ5 مرات، منها مرتان كلاعب وواحدة كمدير فني وأخرى كمنسق في عام 1994، والأخيرة كمستشار في 2002 مع البرازيل أيضا، كما أنه يعد أكثر شخص خاض نهائي كأس العالم بـ6 مرات، حيث خسر نسخة 1998 كمدير فني لراقصي السامبا أمام فرنسا.