"ماريوبول وبوتشا".. محور اجتماع مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
يبحث مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جلسة استثنائية، الخميس، التقارير عن تجاوزات في أوكرانيا ولا سيما في ماريوبول وبوتشا.
ويعقد هذا الاجتماع "الخاص بتدهور أوضاع حقوق الإنسان في أوكرانيا، على خلفية العملية العسكرية الروسية"، بطلب من كييف التي تريد، حسب مسودة أولى لقرار، إجراء تحقيق في ما حدث في مناطق كييف وتشرنيهيف وخاركيف وسومي.
- أوكرانيا تتذوق طعم "النصر" في "المستطيل الأخضر"
- "بيدي لا بيد الروس".. أوكرانيا تدمر جسورا لإنقاذ لوهانسك
وهو أول اجتماع يخصص لتدهور وضع حقوق الإنسان في أوكرانيا منذ أن علقت الجمعية العامة للأمم المتحدة مطلع أبريل/نيسان عضوية موسكو في أعلى هيئة للمنظمة الدولية في مجال حقوق الإنسان.
واستبقت روسيا قرار تعليق عضويتها بالتخلي عن وضعها كعضو في مجلس حقوق الإنسان، لكنها يمكن أن تشارك في أعماله بصفة مراقب. وهي تملك إمكانية استخدام حقها في الرد كبلد معني. لكن موسكو قررت عدم المشاركة في الاجتماع.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن "الوفد الروسي لن يضفي، عبر مشاركته، الشرعية على هذا العرض السياسي الجديد الذي ينظم بشكل دورة استثنائية".
وأضافت: "للأسف يتم تجاهل حججنا وتوضيحاتنا حول الأهداف الحقيقية لهذه العملية العسكرية الخاصة والوضع الحقيقي على الأرض"، واصفة هذا الاجتماع بأنه "خطوة أخرى معادية لروسيا من قبل الغرب الجماعي".
وكانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه اتهمت الجيش الروسي في السابق بارتكاب أفعال "يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب" في أوكرانيا منذ العملية العسكرية في 24 فبراير/شباط، لكن روسيا نفتها.
ويدين مشروع القرار "العدد المقلق للضحايا المدنيين الذي تسبب به النزاع والهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية.
تحقيق خاص
ويطلب النص الذي قد يخضع لتعديلات، من لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا "إجراء تحقيق خاص وشامل ومستقل (...) في الأحداث التي وقعت في كييف وتشرنيهيف وخاركيف ومناطق سومي في أواخر فبراير/شباط ومارس/آذار 2022، بهدف محاسبة المسؤولين".
كما يطلب من باشليه تقديم تقرير حول الوضع الإنساني وحالة حقوق الإنسان في ماريوبول التي أصبحت الآن بأكملها تقريبا تحت سيطرة القوات الروسية، خلال الدورة الخمسين للمجلس المقرر عقدها من 13 يونيو/حزيران إلى 08 يوليو/تموز.
وتدعم نحو 50 دولة أوكرانيا التي تواصل معركتها الدبلوماسية في جنيف لعزل روسيا بمساعدة حلفائها الغربيين الرئيسيين، في خطوتها أمام المجلس.
وفي نهاية اجتماع عقد مطلع مارس/آذار بطلب من كييف أيضا، تبنى مجلس حقوق الإنسان بأغلبية ساحقة قرارا ينص على إنشاء لجنة تحقيق دولية مستقلة بسرعة.
ووثقت الأمم المتحدة مقتل عشرات المدنيين، لكن موسكو تنفي أي مسؤولية وتتحدث عن "فبركة".
"لائحة لا نهاية"
وأدانت أوكرانيا وحلفاؤها، الخميس، في الأمم المتحدة "لائحة لا نهاية لها من الاتهامات" خلال جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان قاطعتها موسكو.
وفي نهاية الاجتماع وبطلب من كييف، يفترض أن تصوت الدول الـ47 الأعضاء في المجلس على مشروع قرار يدعو إلى إجراء "تحقيق" من قبل لجنة الأمم المتحدة الدولية الخاصة بأوكرانيا في انتهاكات لحقوق الإنسان تنسب إلى قوات الاحتلال الروسية في مناطق كييف وتشرنيهيف وخاركيف وسومي في نهاية فبراير/شباط ومارس/آذار 2022 بهدف محاسبة المسؤولين".
أوكرانيا تواصل هجوما مضادا
يأتي هذا فيما قالت بريطانيا، إن القوات الأوكرانية تواصل هجوما مضادا إلى الشمال من خاركيف ثاني أكبر مدن البلاد وتستعيد عدة بلدات وقرى باتجاه الحدود الروسية.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة دورية على "تويتر" أن "التقارير تفيد بأن روسيا سحبت وحدات من المنطقة ومن المرجح أن تعيد القوات انتشارها بعد تعويض الخسائر التي لحقت بها على الضفة الشرقية لنهر سيفرسكي دونيتس".
وقالت أوكرانيا، الأربعاء إنها دفعت القوات الروسية في الشرق إلى التراجع لاستعادة قرية بيتومنيك الواقعة على الطريق السريع الرئيسي شمالي خاركيف في منتصف الطريق تقريبا نحو الحدود الروسية.
نقل مصابي الحرب لألمانيا
وذكرت مصادر بالجيش الألماني، أن رحلة إخلاء طبي جديدة انطلقت لنقل أوكرانيين من مصابي الحرب من بولندا إلى ألمانيا لأجل تلقي العلاج.
وأوضحت المصادر أن الطائرة الخاصة "إيه 310 ميد إيفاك" التابعة للسلاح الجوي الألماني انطلقت صباح الخميس، من كولونيا لهذا الغرض.
وأضافت المصادر أنه من المقرر أن تتوجه الطائرة بعد اصطحاب المصابين من بولندا، إلى مدينة فرانكفورت بغرب ألمانيا.
يذكر أنه تم نقل أطفال وبالغين مصابين إلى ألمانيا لتلقي العلاج على متن هذه الطائرة بصورة متكررة خلال الأسابيع الماضية، كي يمكن رعايتهم طبيا على نحو أفضل.
يشار إلى أن طائرة "إيه 310 ميد إيفاك" مزودة بوحدة عناية مركزة، وهي تابعة للسلاح الجوي الألماني. ويتم رعاية المصابين وعلاجهم على متنها وهي تنقلهم من مكان لآخر جوا على أيدي أطباء عسكريين.