فيديو يرصد معاناة المدنيين داخل مصنع آزوفستال الأوكراني
بعد مغادرة الصحفيين المستقلين الذين سجلوا حصار ماريوبول لوسائل الإعلام الغربية سعت كتيبة آزوف الأوكرانية لملء ذلك الفراغ.
ويظهر فيديو جديد نشرته كتيبة آزوف الأوكرانية، معاناة المدنيين المتحصنين في مصنع آزوفستال بمدينة ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا، المطلة على بحر آزوف، والذي يتحدثون عن قلة الطعام، وحاجتهم لمغادرة الأقبية المليئة بالرطوبة، حيث إن بعضهم لم ير الشمس منذ أكثر من شهر.
ومع انقطاع شبه تام لخدمات الهواتف الجوالة والكهرباء والإنترنت، تقدم مقاطع فيديو آزوف ما يمكن أن يكون بعض اللمحات الوحيدة عن الحياة في هذا المصنع.
وأوضح المتحدثون في الفيديو أنهم يواجهون نقصا شديدا في الإمدادات داخل مصنع الصلب.
وقال فاديم بويشينكو، رئيس بلدية ماريوبول في مؤتمر صحفي يوم الجمعة، معبرا عن النقص الشديد في الإمدادات "إنها ليست مسألة أيام، إنها مسألة ساعات. ماريوبول جحيم، وآزوفستال أسوأ من الجحيم".
وترى روسيا في السيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية عامل حسم لتحقيق هدفها المتمثل في تأمين جسر بري يربط شبه جزيرة القرم (جنوب) بإقليم دونباس (شرق)، الذي تسعى للسيطرة عليه.
وقال نائب قائد كتيبة آزوف المتمركزة في المصنع، النقيب سفياتوسلاف بالامار، للصحيفة: "نصور مقاطع الفيديو هذه للفت الانتباه إلى حقيقة وجودهم (المدنيين) في المصنع، وحتى لا يقول العدو إنه لا يوجد مدنيون هنا، ولتسليط الضوء على ضرورة إجلائهم".
ويظهر في الفيديو طفل يرتدي حفاضات مؤقتة مصنوعة من شريط وأكياس بلاستيكية، وهو نائم في غرفة رطبة ومتعفنة. كما تظهر سيدة تضغ ضمادة على رأسها مرتدية سترة كان يرتديها عمال مصنع الصلب، وهي ترتجف.
ويقول أطفال في الفيديو: "نريد العودة إلى المنزل، نريد أن نرى الشمس".
يُشار إلى أن كتيبة آزوف أصدرت منذ 18 أبريل/نيسان العديد من مقاطع الفيديو التي تركز على حياة المدنيين المحاصرين داخل المصنع، ويظهر معظمهم من النساء والأطفال.
قالت إحدى الأمهات وهي تحمل طفلها الصغير في مقطع فيديو نُشر في 24 أبريل/ نيسان، عندما كانت أوكرانيا تحتفل بعيد الفصح الأرثوذكسي: "أريد أن يساعدنا كل من يشاهد هذا الفيديو في إنشاء هذا الممر الآمن، لمساعدتنا على المغادرة بأمان على قيد الحياة من المدنيين والجنود".
ويتشبث المقاتلون الأوكرانيون بآخر معاقلهم في ماريوبول، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النصر في أكبر معارك الحرب إذ قال، الخميس الماضي، إن المدينة الساحلية "تحررت" بعد أسابيع من القصف المستمر.
وأمر بوتين قواته بمحاصرة المصنع الذي يتحصن به أوكرانيون رفضوا إنذارا سابقا بالاستسلام أو الموت.
وتم إنشاء كتيبة آزوف في مايو/أيار 2014، وسميت على البحر الذي تقع ماريوبول وميناؤها المدمر على سواحله، للدفاع عن المدينة عندما تعرضت لهجوم من قبل القوات الموالية لموسكو. في ذلك الوقت، كانت معروفة بأعضائها القوميين واليمينيين المتطرفين، الذين استخدمهم الكرملين لتبرير حملته العسكرية على أنها أهداف "مناهضة للفاشية".
ولا يزال الجدل يحيط بهذه المجموعة، وعلى الرغم من أنها لا تزال تضم بين عناصرها عددا من القوميين، يقول المحللون إن الوحدة، التي تسمى الآن فوج آزوف، تطورت منذ دمجها في القوات القتالية النظامية للجيش الأوكراني.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4xNzIg
جزيرة ام اند امز