ماريوبول مدينة أشباح.. أوضاع مرعبة تنذر باستمرار الصراع
قال وزير خارجية أوكرانيا ديميتري كولييا، اليوم الأحد، إن الأوضاع الآن في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية مرعبة ومفزعة.
وأضاف كولييا أن المدينة لم تعد موجودة لكنها لم تسقط، وإذا سقطت فإن هذا يعني عرقلة أي مفاوضات مع روسيا.
وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال، إن القوات المتبقية في مدينة ماريوبول ما زالت تقاتل وتواصل تحدي مطلب روسي بالاستسلام.
وأضاف شميهال أن المدينة لم تسقط بعد، مشيرًا إلى أن الجنود الأوكرانيين يواصلون السيطرة على بعض أجزاء المدينة.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، مساء السبت، بأنها عرضت على التشكيلات القتالية الأوكرانية المتبقية في ماريوبول الاستسلام مقابل الحفاظ على سلامتهم مهددة كل من سيواصل المقاومة في ماريوبول سيتم تدميره.
وجاء في بيان لرئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني الروسي، العقيد ميخائيل ميزينتسيف، أن المقاتلين الأوكرانيين القوميين والمرتزقة المتحصنين في مصنع "آزوفستال" للصلب بمارويوبول في وضع يائس، فهم يطلبون بإصرار من كييف السماح لهم الاستسلام، لكنهم يتلقون تهديدات بالإعدام في حال أقدموا على ذلك.
وعرضت القوات المسلحة الروسية على مقاتلي الكتائب القومية المتطرفة والمرتزقة الأجانب المحاصرين في ماريوبول وقف الأعمال العدائية وإلقاء أسلحتهم اعتبارا من الساعة السادسة صباحا من يوم الأحد بتوقيت موسكو ، مقابل ضمان الحفاظ على حياتهم.
الجائزة الكبرى
إذا سقطت ماريوبول ستكون الجائزة الكبرى لروسيا في الحرب حتى الآن. فالمدينة هي الميناء الرئيسي لمنطقة دونباس التي تتكون من إقليمين في جنوب شرق البلاد تطالب روسيا أوكرانيا بالتخلي عنهما بالكامل للانفصاليين.
وتعهد رينات أحمدوف الذي يملك مصنعي الصلب، وهو أغنى رجل في أوكرانيا، بإعادة بناء المدينة. وقال لرويترز "ماريوبول كانت وستظل مدينة أوكرانية".
وتقول أوكرانيا إنها أوقفت حتى الآن التقدم الروسي في أماكن أخرى في منطقتي دونباس ولوهانسك حيث لقي شخص على الأقل حتفه في قصف خلال الليل.
وفي بلدة ليسيتشانسك الواقعة على خط المواجهة والتابعة لمنطقة لوهانسك، فر مدنيون بحثا عن الأمان من القذائف القادمة في ظل تصاعد كثيف للدخان من متاجر متفحمة وسيارات محترقة.
وصارت لأوكرانيا اليد العليا في المرحلة المبكرة من حرب توقع كثير من الخبراء العسكريين في الغرب أن تخسرها بسرعة. فقد نشرت واستخدمت بنجاح وحدات متحركة مسلحة بصواريخ مضادة للدبابات قدمها الغرب ضد قوافل المدرعات الروسية.
لكن بوتين يبدو مصرا على كسب المزيد من أرض دونباس، ليعلن النصر في الحرب التي تسببت في تعرض روسيا لمزيد من العقوبات الغربية وحرمانها من الكثير من الحلفاء.
وقالت قيادة الجيش الأوكراني في شرق البلاد، حيث تقول كييف إنها تتوقع هجوما كبيرا، في منشور على "فيسبوك" إنها صدت 10 هجمات يوم السبت ودمرت 15 دبابة و24 عربة مدرعة أخرى وثلاثة أنظمة مدفعية. ولم يتسن لرويترز التحقق من ذلك بشكل مستقل.
وقال زيلينسكي لصحفيين أوكرانيين إن على العالم الاستعداد "بعدة طرق" لاحتمال استخدام روسيا أسلحة نووية. ولم يقدم أدلة على هذا التأكيد.
والشهر الماضي قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا لن تلجأ إلى الأسلحة النووية إلا في حالة وجود "تهديد لوجود" البلاد، وليس نتيجة للصراع في أوكرانيا.
وقال أحد مستشاري زيلينسكي إن البلاد بحاجة إلى إمداد أسرع بالأسلحة من شركائها في الاتحاد الأوروبي. وأضاف ميخائيلو بودولياك في تغريدة على تويتر "أوكرانيا بحاجة إلى أسلحة. ليس في غضون شهر (بل) الآن".
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أنظمتها المضادة للطائرات في منطقة أوديسا أسقطت طائرة نقل أوكرانية كانت تنقل أسلحة قدمتها حكومات غربية، دون أن تقدم أي دليل. ولم يصدر تعقيب حتى الآن من كييف.
وقال زيلينسكي إن عددا يتراوح بين 2500 و3000 جندي أوكراني قُتلوا حتى الآن مقابل ما يصل إلى 20 ألف جندي روسي.
ولم تقدم موسكو أي بيانات جديدة عن ضحاياها منذ 25 مارس/ آذار عندما أعلنت أن 1351 من جنودها قُتلوا. وتشير التقديرات الغربية للخسائر الروسية إلى أنها أضعاف ذلك.
وتقول أوكرانيا إن من المستحيل إحصاء القتلى المدنيين، مضيفة أن التقديرات تشير إلى مقتل ما لا يقل عن 20 ألفا في ماريوبول وحدها.
وإجمالا نزح نحو ربع السكان عن ديارهم وتُقدر نسبة من غادروا البلاد إلى الخارج بعشرة في المئة من السكان.