زوكربيرغ وحلم «الذراع الإخبارية».. لماذا فشل مشروع «أسوشيتد برس»؟
أجرى مارك زوكربيرغ مناقشات منتظمة في عام 2017 وأوائل عام 2018 حول كيفية جعل الأخبار على فيسبوك أكثر جدارة بالثقة والموثوقية.
بدأت هذه المحادثات تتجمع إما حول شراء مؤسسة إخبارية كبيرة وموثوقة وإما تأسيس فيسبوك لمؤسسة خاصة بها.
ووفقا لتقرير "بيزنس إنسايدر"، ففي ذلك الوقت، كان فيسبوك، الذي لم يغير اسمه بعد إلى ميتا، لا يزال يعاني التسييس والتلاعب بالمنصة خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، والتي أسهمت في وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة، بعد أن رفض في البداية دور فيسبوك في السياسة وتأثيره على الناخبين، غيّر زوكربيرغ لهجته.
وفي مذكرة صدرت عام 2017، أوضح كيف يتم تحسين فيسبوك كمنصة ذات مسؤولية تجاه مستخدميها وصناعة الأخبار.
وكتب مارك زوكربيرغ: "إن إعطاء الناس صوتًا لا يكفي دون وجود أشخاص ملتزمين بالكشف عن معلومات جديدة وتحليلها وهناك المزيد الذي يجب القيام به لدعم صناعة الأخبار للتأكد من استدامة هذه الوظيفة الحيوية".
وكان هذا التوجه صادقاً، إذ وافق شخصياً على مشروع فيسبوك للصحافة، وقام فريق في الشركة بكتابة شيكات للمؤسسات الإخبارية الكبيرة والصغيرة وفقاً للعديد من الأشخاص المطلعين على المذكرة.
وقد درس زوكربيرغ خياراته "هل نبنيها أم نشتريها؟"، وفقا لشخص آخر مطلع على المحادثات.
وقال شخصان مطلعان على العملية إن من أبرز الأفكار كان الاستحواذ على وكالة "أسوشيتد برس"، إذ كان زوكربيرغ مهتماً بأن يكون لدى فيسبوك خدمة سلكية خاصة، لكن الفكرة فقدت قوتها عندما أصبح من الواضح أن الاستحواذ المباشر على الوكالة سيخضع للتدقيق التنظيمي.
وقال ثلاثة أشخاص مطلعين على المحادثات إن مناقشات بناء المحتوى دارت حول قيام فيسبوك بإنشاء منفذ إخباري خاص بها، وتم أيضًا استبعاد هذه الفكرة، ويرجع ذلك جزئيا إلى وجود مخاوف بشأن رد الفعل الشعبي تجاه مثل هذا الإطلاق.
وبعد فترة وجيزة من مناقشات البناء أو الشراء استبعدت الشركة الأمر برمته.
خفض ميزانية المحتوى الإخباري
وتحدث موقع "بيزنس إنسايدر" إلى عشرات من موظفي "ميتا" الحاليين والسابقين حول علاقة الشركة الضعيفة بشكل متزايد مع وسائل الإعلام، وقال شخصان مطلعان على الميزانية إنه في العام الماضي تم تخفيض ميزانية المحتوى الإخباري لشركة ميتا إلى نحو 100 مليون دولار بعد أن كانت ملياري دولار.
وقال موظف سابق رفيع المستوى في ميتا "إنه على الرغم من أهمية الصحافة فإنها ربما تكون الشيء الأقل إثارة للاهتمام في العالم بالنسبة لزوكربيرغ الآن".
ولقد مات مشروع صحافة فيسبوك فعليا، حيث إنه تم تسريح كل فرد تقريبا في فريق الأخبار بالشركة.
وقامت شركة ميتا بإزالة علامة تبويب الأخبار المخصصة لفيسبوك بالكامل في العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا، مما يعني أن محتوى الأخبار لم يعد يظهر عمدا، حتى لو كان المستخدم يبحث عنه وكانت علامة التبويب موجودة على صفحة فيسبوك الرئيسية.
أستراليا
وقرر زوكربيرغ أن علاقة فيسبوك بصناعة الأخبار أصبحت غير قابلة للاستمرار في نهاية عام 2019، حيث كان ذلك عندما أبلغ مسؤولو الحكومة الأسترالية شركتي فيسبوك وغوغل لأول مرة أن البلاد تتبع قانونا جديدا، وهو قانون مساومة وسائل الإعلام الإخبارية.
وسيتطلب الأمر من الشركتين التفاوض على صفقات الدفع مع ناشري الأخبار لمواصلة استضافة روابط لمحتواهم.
وقال شخص كان يعمل في شركة ميتا في ذلك الوقت وعلى علم بالوضع إنه كانت أستراليا وحدها سوف تكلف الشركة نحو 100 مليون دولار سنويا، وبافتراض أن الدول الأخرى ستحذو حذوها، وهو ما فعلته، سرعان ما ارتفعت التكلفة إلى عدة مليارات سنويا.
ومنذ إقرار القانون دفعت شركة ميتا نحو 100 مليون دولار سنويا مقابل المحتوى الإخباري في البلاد، وفقا لشخصين مطلعين على الصفقات التي أبرمتها الشركة مع الناشرين الأستراليين.
وقال موظف سابق "كان من الواضح أن هذا لا يساعد أعمال الشركة واستبعاد الأمر برمته كان قرارا تجاريا".
aXA6IDMuMTQxLjcuMTY1IA== جزيرة ام اند امز