أزمة حزب ميركل.. صراع الأجنحة وشبح التصعيد
أزمة سياسية خانقة تبعثر أوراق الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم في ألمانيا، في سيناريو يفاقم من صراع الأجنحة داخل أحد أكبر أحزاب أوروبا.
ومنذ انسحاب المستشارة أنجيلا ميركل، أواخر 2018، من رئاسة الحزب (يمين وسط)، لم تنقطع أزماته، حيث استقالت رئيسته اللاحقة إنغريت كرامب كارنباور تحت وطأة الفشل المتكرر في الانتخابات المحلية بعدد من الولايات.
ومنذ استقالة كرامب كارنباور مطلع العام الجاري أيضاً، لم يستطع الحزب انتخاب خليفة لها حتى اليوم، بسبب تفشي فيروس كورونا وصعوبة عقد مؤتمره العام.
ونقلت مجلة "دير شبيجل" المحلية ذائعة الصيت، عن مصادر مطلعة قولها إن فريدرش ميرتس، القيادي بالحزب والمرشح المحافظ لرئاسته، ودائم الانتقاد لميركل وخط الحزب السياسي الحالي، هدد في اجتماع أزمة عقده الحزب الأحد الماضي، بالتصعيد في حال تأجيل الانتخابات.
ووفق بعض المصادر التي شاركت في الاجتماع، كان ميرتس غاضبا وهدد أكثر من مرة بالتصعيد داخل الحزب، ما يشعل صراع سلطة في أحد أهم أحزاب أوروبا.
ويتنافس ميرتس على رئاسة الحزب مع أرمين لاشيت، رئيس وزراء ولاية شمال الراين- ويستفاليا (غرب)، والنائب البارز وخبير الشؤون الخارجية نوربرت رونتجن.
والأحد الماضي، أعلن الحزب إلغاء مؤتمره العام الذي كان مقررا في 4 ديسمبر/ كانون أول المقبل، وكان من المنتظر أن يشهد انتخابات رئاسة الحزب، بسبب خروج وضع كورونا عن السيطرة في البلاد.
ولم يتوقف ميرتس عند التهديد في اجتماع مغلق، حيث خرج في مقابلات صحفية بالأيام الماضية، وقال إن بعض الأشخاص في قيادة الحزب "لا يريدونه رئيسا" ولذلك يؤجلون الانتخابات.
وأثار قرار إلغاء المؤتمر العام للحزب الديمقراطي المسيحي، وتأجيل الانتخابات حالة من الغضب في أوساط جناح ميرتس، حيث هاجمت القيادية البارزة، سوزان أيزنمان، الهيئة العليا للحزب وطالبتها بمراجعة قرار التأجيل بسرعة.
وقالت أيزنمان في تصريحات لـ"دير شبيجل"، إن "إلغاء مؤتمر الحزب دون تقديم بديل لا يظهر قيادة قوية ولا نظرة صائية"، مضيفة "نحن لن نستمر في الخلافات حتى الربيع".
وتابعت: "لذلك يجب مراجعة القرار (…) نحن بحاجة إلى قرار بشأن الرئاسة بحلول 16 يناير (كانون ثان المقبل) على أبعد تقدير؛ سواء كان المؤتمر رقميًا أو مختلطًا أو أيًا كان".
ويقترح البعض داخل الحزب عقد مؤتمر الحزب وانتخابات رئاسته عبر الإنترنت، لتفادي تفاقم الخلافات الداخلية وتطورها إلى ما هو أسوأ، قبل أقل من عام من الانتخابات البرلمانية المقررة في 26 سبتمبر/ أيلول 2021.
ويبدو موقف ميرتس مبررا، فالرجل يتصدر استطلاعات الرأي لرئاسة الحزب بـ45 % من الأصوات، مقابل 24 % لأرمين لاشيت، و13 % لنوربرت رونتجن، وهذا ما يجعل ميرتس يرى أن التأجيل الحالي لانتخابات الحزب يأتي بسبب تقدمه في استطلاعات الرأي حاليا.