الذهب والأسهم والنفط.. خسائر ومكاسب الأسواق تحت رحمة كورونا
قفزة بالأسهم الأوروبية بدعم تأثير نتائج الشركات الذي تفوق على تراجع النفط.. لكن الذهب لا يزال يتذبذب بضغوط الفيروس.
تباين أداء الأسواق اليوم الثلاثاء وسط تخفيف عدد من الدول للقيود المتعلقة بفيروس كورونا، حيث دعمت نتائج الشركات صعود الأسهم الأوروبية، وفي المقابل تراجع الذهب مع تقلص المخاوف، وعلى العكس يشهد النفط انهيارا غير مسبوق بفعل المخزونات التاريخية.
وتطرح فرنسا وإسبانيا الثلاثاء خططهما للخروج التدريجي من العزل المفروض لاحتواء فيروس كورونا المستجد، على غرار دول أوروبية أخرى، تحت ضغط الشعب الذي ضاق ذرعا بالحجر لكنه لا يزال تحت تهديد تجدد انتشار الوباء.
- أسهم أوروبا ترتفع
وحومت الأسهم الأوروبية بالقرب من أعلى مستوى في أسبوعين الثلاثاء بعدما تفوق تأثير نتائج أعمال قوية من شركات تشمل نوفارتس ويو.بي.إس على تراجع أسعار النفط وسهم ووايركارد.
وبحلول الساعة 07:22 بتوقيت جرينتش، ارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1% بعدما أغلق عند أعلى مستوى منذ منتصف أبريل/نيسان الجاري أمس الإثنين؛ إذ تعتزم العديد من البلدان تخفيف إجراءات العزل العام المفروضة لمكافحة تفشي فيروس كورونا.
وانخفض مؤشر قطاع النفط والغاز الأوروبي 0.6%، حيث هوت أسعار النفط في ظل مخاوف من تناقص قدرات تخزين الخام في أنحاء العالم.
وتراجع سهم بي.بي ومقرها لندن 1.8%، حيث تتوقع الشركة انخفاض هوامش التكرير في الربع الثاني فيما هوت أرباح الربع الأول بمقدار الثلثين بسبب تضرر الطلب على النفط بفعل أزمة فيروس كورونا.
وسجل سهم شركة وايركارد الألمانية للخدمات المالية أكبر انخفاض، حيث هوى بنسبة 21.3% بعدما نشرت الشركة نتائج تحقيق أجرته شركة كيه.بي.إم.جي للتدقيق.
وتلقى القطاع المصرفي الأوروبي المتعثر بعض الدعم من سهم يو.بي.إس الذي زاد 4.3% بعدما سجل البنك 40% زيادة في أرباح الربع بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار الماضيين.
وارتفع سهم نوفارتس 1% بعدما أكدت الشركة على أهدافها لعام 2020، حيث دفعت جائحة كورونا المرضى لتخزين أدويتهم مقدما.
- الذهب يتراجع 1%
بينما انخفض الذهب قرابة 1% الثلاثاء؛ إذ تعزز الإقبال على المخاطرة بفضل تخفيف بعض الدول للقيود المتعلقة بفيروس كورونا، على الرغم من أن المخاوف والآمال بشأن مزيد من التحفيز أبقت المعدن الأصفر قرب مستوى 1700 دولار.
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.7% إلى 1702 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 07:01 بتوقيت جرينتش، بعد أن نزل 1.4% خلال الجلسة. وتراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.4% إلى 1716.20 دولار للأوقية.
وأعلنت بعض الدول، ومن بينها إيطاليا ونيوزيلندا، عن تخفيف إجراءات العزل العام وبدا أن مزيدا من المناطق في الولايات المتحدة تتأهب لاستئناف الأنشطة.
لكن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قال إن من الخطر جدا تخفيف إجراءات العزل العام الصارمة خوفا من موجة ثانية مميتة من التفشي.
وأدى إغلاق الشركات لأن يتقدم عدد قياسي يبلغ 26.5 مليون أمريكي بطلبات للحصول على إعانة البطالة منذ منتصف مارس/آذار، ومن المرجح أن يدفع ذلك معدل البطالة إلى 16% أو أعلى من ذلك في التقرير القادم.
وارتفعت معظم الأسهم الآسيوية بينما تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في تعاملات متقلبة مع انخفاض أسعار النفط مما فاق في أثره التفاؤل بشأن إعادة فتح اقتصادات بعينها.
ومقابل منافسين رئيسيين ارتفع الدولار، ما يزيد تكلفة الذهب على المستثمرين حائزي العملات الأخرى.
ومن المتوقع أن يعقد مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) والبنك المركزي الأوروبي اجتماعيهما بشأن السياسات هذا الأسبوع، عقب اجتماع بنك اليابان المركزي الذي مدد التحفيز النقدي أمس الإثنين وتعهد بشراء قيمة لم يحددها من السندات لإبقاء تكاليف الاقتراض منخفضة.
ويميل الذهب للاستفادة من إجراءات التحفيز واسعة النطاق؛ إذ إنه يعد في العادة تحوطا في مواجهة التضخم وعدم استقرار العملة.
- تراجع كبير لسعر الخام الأمريكي
كما تراجع سعر برميل الخام الأمريكي في شكل كبير الثلاثاء غداة خسارته نسبة 25%، في ظل مناخ سيء لقطاع الذهب الأسود، وبتأثير بدء صندوق استثماري قابل للتداول في البورصة ببيع عقوده النفطية القصيرة الأجل.
وقرابة الساعة 9:30 بتوقيت جرينتش، تراجع سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم يونيو/حزيران المقبل إلى 11,59 دولار، بعد بلوغه المستوى الأدنى عند 10,07 دولار قبل ساعة أي بما يساوي تراجعاً أكثر من 21%.
في المقابل، ارتفع سعر برميل برنت بحر الشمال تسليم يونيو/حزيران المقبل بنسبة 2,40% إلى 20,34 دولار.
وأوضح آل ستانتون من مؤسسة "إر بي سي" في مذكرة أن "سعر النفط الأمريكي يواصل الانخفاض بسبب المخاوف المتعلقة بالتخزين والطلب، لكن أيضاً بتأثير من المضاربة".
وأشار المحلل إلى "تغيير جذري في استراتيجية" لاعب مالي أساسي هو "صندوق نفط الولايات المتحدة" الذي اختار بيع كل عقوده الآجلة لشهر يونيو/حزيران المقبل من خام غرب تكساس الوسيط.
وقال محلّلون إنّ قرار الصندوق التخلّص من هذه العقود القصيرة الأمد والاستعاضة عنها بعقود طويلة الأمد، شكل ضغطا على عقود الذهب الأسود تسليم يونيو/حزيران المقبل.
واعتبر المحلل نيل ويلسون من "ماركتس دوت كوم" أن "الأسعار، التي تدهورت الإثنين، واصلت تراجعها في جلسة التداولات في الأسواق الآسيوية، بعدما أكد صندوق نفط الولايات المتحدة تخليه عن عقود حزيران/يونيو، أي نحو 20% من أصوله".
ويواجه سوق النفط معضلة تتمثل بانخفاض كبير في الطلب بسبب وباء كوفيد-19 مقابل تباطؤ في العرض.
وتمتلئ المخازن بالذهب الأسود بشكل سريع ما يثير مخاوف من تشبع كامل للاحتياطات في الأجل القصير.
وبدون حلّ لهذا الفائض من الذهب الأسود "لا شيء سيمنع خام غرب تكساس الوسيط من الاقتراب مجدداً من الصفر" وفق ويلسون.
وللمرة الأولى في التاريخ، أغلق برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم مايو/أيار يوم الإثنين الماضي عند -37,63 دولار.
aXA6IDMuMTMzLjExNy4xMTMg
جزيرة ام اند امز