هل تسدد الأسواق فاتورة انهيار البنوك؟.. تقلبات عنيفة
تسبب زلزال انهيار بعض البنوك الأمريكية في اضطرابات بأسواق العالم طالت النفط والذهب والدولار الذي التقط الأنفاس أخيرا.
وتحولت أسعار النفط للانخفاض اليوم الثلاثاء مع مواصلة الاضطرابات التي تعصف بالقطاع المصرفي منذ أكثر من أسبوع تأثيرها على معنويات السوق.
سعر خام برنت اليوم
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم مايو أيار 71 سنتا أو واحدا بالمئة إلى 73.08 دولار للبرميل بحلول الساعة 0514 بتوقيت جرينتش. كما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 74سنتا أو 1.1 بالمئة إلى 66.90 دولار للبرميل.
وفي الجلسة السابقة، انخفض كل من برنت وغرب تكساس الوسيط بنحو ثلاثة دولارات للبرميل قبل أن يغلقا على ارتفاع.
ينتهي عقد الخام الأمريكي لشهر أبريل نيسان اليوم الثلاثاء، ومايو أيار هو العقد الأكثر نشاطا لذلك الخام.
وقال مسؤولون من مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إنه من غير المرجح أن تراجع المجموعة السقف المفروض على سعر النفط الروسي والبالغ 60 دولارا مثلما هو مخطط. وقال المسؤولون إن المفوضية الأوروبية أبلغت سفراء دول الاتحاد الأوروبي في مطلع الأسبوع بعدم وجود رغبة ملحة بين المجموعة لإجراء مراجعة فورية.
ومن المقرر أن تعقد أوبك+، التي تضم أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم وحلفاء بينهم روسيا، اجتماعاً في الثالث من أبريل نيسان. واتفقت المجموعة في أكتوبر تشرين الأول على خفض أهداف إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً حتى نهاية 2023.
أسعار الذهب ترتفع
ارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء مع ترقب المستثمرين لاجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) وسط تزايد التوقعات بأن يبطئ وتيرة تشديد سياسته النقدية في ضوء اضطراب القطاع المصرفي.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 1982.29 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0546 بتوقيت جرينتش. وقفزت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.1 بالمئة إلى 1984.30 دولار.
وتشير أداة فيدووتش التابعة لسي.إم.إي إلى أن الأسواق تتوقع بنسبة 26.9 بالمئة أن الاحتياطي الاتحادي سيتمسك بموقفه في نهاية اجتماعه المقرر يومي 21 و22 مارس آذار ويرفع الفائدة 50 نقطة أساس فيما تتوقع بنسبة 73.1 بالمئة أنه سيرفعها 25 نقطة أساس.
يعتبر الذهب ملاذا آمنا في أوقات عدم اليقين المالي كما أن أسعار الفائدة المنخفضة تجعل السبائك التي لا تدر عائدا أكثر جاذبية إذ أنها تقلل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بها.
ووسط معاملات متقلبة أمس الاثنين، انخفضت أسعار الذهب واحدا بالمئة في البداية لكنها عكست مسارها لتقفز إلى أعلى مستوياتها منذ مارس آذار 2022 إلى 2009.59 دولار بعدما استوعب المستثمرون تأثير الإجراءات التي اتخذتها عدة بنوك مركزية لاحتواء أزمة مصرفية وتحقيق الاستقرار في الأسواق المالية العالمية.
ووافق بنك (يو.بي.إس) على شراء منافسه كريدي سويس يوم الأحد مقابل 3.23 مليار دولار في صفقة اندماج صاغتها السلطات السويسرية مما أدى إلى بيع أسهم البنوك.
وقال محللون في (إيه.إن.زد) في مذكرة "على الرغم من أن الجهات التنظيمية المصرفية هرعت لتعزيز ثقة السوق، فإن الخلفية الكلية الضبابية لا تزال تغري بشراء (الذهب)".
وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 22.57 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين 0.2 بالمئة إلى 986.53 دولار وصعد البلاديوم 0.2 بالمئة إلى 1417.54 دولار.
الدولار يلتقط الأنفاس
استقر الدولار في الأسواق الآسيوية اليوم الثلاثاء لكنه كافح للابتعاد عن أدنى مستوياته في خمسة أسابيع مع اعتقاد المتعاملين أن الضغوط المصرفية ستمنع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) من رفع أسعار الفائدة بمقدار كبير أو ربما لا يرفعها على الإطلاق خلال اجتماعه هذا الأسبوع.
وارتفعت العملة الأمريكية نحو 0.1 بالمئة إلى 1.0712 دولار لليورو وتقدمت أكثر قليلا على الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي. واستقرت عند 131.24 ين، أي أعلى قليلا من أدنى مستوى في خمسة أسابيع البالغ 130.55.
قال جون فيليس محلل العملات الأجنبية والمحلل الاستراتيجي لشؤون الاقتصاد الكلي للأمريكتين لدى بي.إن.واي ميلون "كان التقلب في أسعار الفائدة وأسواق الأصول بصفة عامة استثنائيا في الآونة الأخيرة".
وقال "ألقى ذلك بظلاله على الصورة بالنسبة لاجتماع (الاحتياطي الاتحادي في) مارس وما بعده. كان من بين تأثيراته إعادة تقدير كبيرة ... فيما يتعلق بتوقعات أسعار الفائدة المستقبلية" حيث كان منت المتوقع أن تبلغ الذروة عند 5.5 بالمئة قبل أسابيع قليلة فحسب مقابل حوالي 4.8 بالمئة الآن.
وتشير أداة فيدووتش التابعة لسي.إم.إي إلى أن الأسواق تتوقع بنسبة 25 بالمئة أن يتمسك الاحتياطي الاتحادي بموقفه عند إعلان قراره بشأن السياسة النقدية غدا الأربعاء بينما من المتوقع بنسبة 75 بالمئة أن يرفعها 25 نقطة أساس.
والمعنويات هشة حيث يكافح المستثمرون ضغوط البنوك التي تفاقمت من مجرد ضعف في بنوك أمريكية إقليمية إلى تعثر أحد البنوك العالمية في غضون أيام.
وقال ألفين تان رئيس استراتيجية آسيا للعملات في آر.بي.سي كابيتال ماركتس "ما زالت الأسواق متوترة لكن سرعة استجابة صانعي السياسات للمخاطر المتزايدة بالقطاع المصرفي تبعث على التفاؤل".
وتراجع الجنيه الإسترليني 0.1 بالمئة إلى 1.2260 دولار. وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.06 بالمئة إلى 103.40.
وأدت موافقة صندوق النقد الدولي على تمويل لسريلانكا إلى ارتفاع الروبية السريلانكية المتعثرة حوالي سبعة بالمئة أمام الدولار.