عالم مصري يكشف لـ«العين الإخبارية» احتمالية وجود مياه على المريخ
رجح عالم مصري بارز أنه في حالة وجود رابط بين المريخ الأرض، وأن كلا الكوكبين كانا بهما مياه عذبة في بداية تكوينهما، فهذا يعني احتمالية وجود مياه على كوكب المريخ.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية" كشف العالم المصري الدكتور حامد جمال الدين أنه وفريقه البحثي تمكنوا من اكتشاف وجود الكربون بنسب قليلة جدا منذ 3.5 مليار سنة، وأن هناك تزايدا ملحوظا في نسبة الكربون في كوكب الأرض حتى وصلت اليوم إلى نسب كبيرة جدا.
وأوضح جمال الدين وهو أستاذ علوم الأرض بجامعة خليفة بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن التغيرات المناخية تعتمد اعتمادًا كليًا على التغير في حالة الهيدروجين والميثان، والتي بدأت مع بداية تكون الكرة الأرضية نفسها.
- مفاجأة «فاو» بشأن الإنتاج السمكي.. قفزة نحو «التحول الأزرق»
- المجموعة العربية تفك «عقدة تمويل المناخ» بمصادر وحلول مبتكرة
واعتمدت الدراسة البحثية للعالم المصري وفريقه ومجموعة كبيرة من الباحثين في جامعات عالمية وجاءت تحت عنوان "البلورات القديمة تسهم في اكتشاف أقدم مياه عذبة على سطح الارض منذ 4 مليارات سنة"، واستغرقت أكثر من 24 شهرا على تحليل أكثر من 14 ألف عينة من الصخور.
الاكتشاف، بحسب حديث جمال الدين لـ"العين الإخبارية" عبارة عن نقطتين في غاية الأهمية، الأولى اكتشاف أول دليل على وجود مياه عذبة على كوكب الأرض عمرها أكثر من 4 مليارات سنة.
أما الثانية فهي اكتشاف أول يابسة أرضية فوق سطح البحر، بعد أن كان من المتعارف عليه لدى أغلب علماء الطبيعة أن الحياة بدأت على الأرض منذ 3.5 مليار سنة، دون أدلة علمية مؤكدة، حتى توصلت هذه الدراسة إلى هذا الاكتشاف، ومن هنا تأكدنا أن الأرض كانت صالحة ومهيأة للحياة قبل 4 مليارات سنة من الآن.
وحول الفائدة من هذين الاكتشافين يقول الدكتور جمال الدين إنها تمثل خطوة عظيمة باتجاه دراسة كوكب الأرض، بل ودراسة الكواكب الأخرى أيضًا.
وأشار إلى أن الكثير من الأبحاث المنشورة عن كوكب المريخ تقول إنه يحتوي على آثار لوجود مياه عذبة في بداية تكوينه ككوكب ضمن المجموعة الشمسية، ما يعني أنه في حالة وجود رابط بين المريخ الأرض، وأن كلا الكوكبين كانا بهما مياه عذبة في بداية تكوينهما، فهذا يعني احتمالية وجود مياه على كوكب المريخ، وهنا سيمكن تطبيق هذه الدراسة على كوكب المريخ أو أي كوكب آخر يُحتمل فيه حياة لكائنات وحيدة الخلية على أرضها.
وكشف العالم المصري أن الدراسة البحثية اعتمدت في فحص العمر ونظائر الأكسجين على بلورات صغيرة من معدن الزركون، الذي يعد من المعادن المهمة في دراسة الحياة الأولية أو دراسة بداية تكوين الأرض، لأن الزركون من المعادن ذات الصلابة القوية جدًا، ولا يتغير مع مرور الزمن، كما أنه يحتوي على عناصر اليورانيوم والمكونات التي نستخدمها كنظائر في تحديد عمر الصخور، والأهم أنه يحتوي على الأكسجين، وهي النقطة الأساسية لأن الأكسجين هو العنصر الرئيسي في تكوين المياه.
ولفت إلى أنه "عندما بدأنا في قياس حساب نظائر الأكسجين الموجودة الزركون، وجدنا أنها تحتوي على كمية كبيرة من أكسجين 16 تعود إلى 4 مليارات سنة، ما يعني أنها تحتوي على مياه عذبة".
ولكن من أين أتت المياه العذبة منذ 4 مليارات سنة؟ ويجيب الدكتور حامد جمال الدين بأن مصدرها هو الأمطار بالطبع، ولكنها كانت في حاجة إلى يابسة لتتجمع وتكون بحيرة، ثم بدأ في التفاعل مع تلك اليابسة وصخورها، وليبدأ في تكون زيركون جديد حامل لأكسجين 16.
وعن إمكانية ربط وتطبيق نتائج الدراسة على التغيرات المناخية، قال جمال الدين إن التغيرات المناخية تعتمد اعتمادًا كليًا على التغير في الهيدروجين والميثان وكانت موجودة مع بداية تكوين الكرة الأرضية، ولكننا اكتشفنا وجود الكربون بنسب قليلة ولكن بعد 3.5 مليار سنة، ثم نسبة الكربون في كوكب الأرض تزداد حتى وصلت اليوم إلى نسب كبيرة جدا.
والأهم بحسب العالم المصري أن المرحلة الثانية من الدراسة سيتم تخصيصها للبحث عن كائنات وحيدة الخلية والخواص الكيميائية التي تهيئ وجود الحياة، مثل الكربون والمنجنيز والفسفور والهيدروجين، في صخور رسوبية بمناطق مثل غرينلاند في القارة الشمالية لمحاولة الإجابة عن السؤال الأهم، هل تلك العناصر كانت موجودة بالفعل بوفرة، وبدرجة تجعلها قادرة على إتاحة الفرصة لتكوين "Amino acid" و"RNA" والتي تُعد الاساس لتكوين الكائنات وحيدة الخلية.
aXA6IDMuMTM1LjIwMC4xMjEg جزيرة ام اند امز