مارسيليا تحتفي بـ"تنوع الفن الجزائري".. 32 عملا في "معرض افتراضي"
تستضيف مدينة مارسيليا الفرنسية معرضا فنياً يظهر التنوع لدى الفنانين الجزائريين في الوطن والمهجر منذ الاستقلال.
وكان من المقرر أن يُفتتح في مارسيليا، على الضفة المقابلة للبحر الأبيض المتوسط، معرض يشهد على "نضالات والتزامات متعددة من أجل التحرر في كل أشكال التعبير" لأعمال 29 فناناً جزائرياً ومن الشتات الجزائري.
وأٌطلق على المعرض عنوان "في انتظار عمر قتلاتو"، وهو عنوان كتاب للمحامية والكاتبة الجزائرية وسيلة تمزالي، وكان من المفترض أن يضم المعرض الذي أقيم قبلا في جاليري "والاتش آرت" في نيويورك 32 عملاً يعود أقدمها إلى عام 1965.
لكنّ جائحة كوفيد-19 والقيود الهادفة إلى احتوائها في فرنسا حرمت الجمهور الاطلاع حضورياً على الأعمال المعروضة في مجمّع "فريش دو لا بيل دو ميه" الفني والثقافي في مارسيليا، وهي مساحة واسعة تجمع بين أماكن العمل الفنية والثقافية، وقاعات الأداء والمعارض، على ما أوضحت مسؤولة عن التنظيم.
وذكّرت القيّمة على المعرض ناتاشا ماري لورنس بأن "لجزء مهم من حاضر مارسيليا وتاريخها ارتباطاً وثيقاً بالجزائر" .
لكنّ مركز الفن المعاصر"تريانجل استيريد" الذي يقف وراء هذا المعرض الفريد من نوعه في فرنسا وفّر بديلاً من الحدث الحضوري، إذا أتاح زيارة المعرض افتراضياً عبر موقعه الإلكتروني.
واعتبرت الفنانة الفرنسية هاليدا بوغريط، التي ولدت في مدينة لنس لوالدين جزائريين مهاجرين عام 1980، أن "مشاهدة عمل فني بالطريقة الرقمية لا تشبه إطلاقاُ (مشاهدته حضورياً)، ولكن لا بأس بأن نستخدم ما بقي لنا اليوم، وهي الوسائل الافتراضية، لنكون قادرين على تمكين أكبر عدد ممكن من الناس من أن يكتشفوا على الأقل هوية كل فنان، أو عملاً، أو مفهوماً".
ومع أنها ترددت لفترة من الوقت في المشاركة في معرض يتمحور على بلد معين، فهي في النهاية سعيدة بأن تكون إلى جانب "أفضل الفنانين الجزائريين" ضمن مجموعة تظهر التنوع والسعي إلى الحرية.
وشددت على أن "هذا المعرض لا يتناول القومية، بل على العكس، يتناول المنفى، والتحرر، والسياسة، والعواطف الشخصية والإنسانية، إنه أمر رائع، حيث تتلاشى ثمة حدود".
في "جثة الجماهير" صورت هاليدا بوغريط، بالحركة البطيئة، عائلات من منطقة سان دوني في ضاحية باريس، وهي تعانق بعضها بعضاً في تعبير عن الذاكرة العاطفية قبل الانفصال. وتُظهر المشاهد التي تم التقاطها في متحف يول إلويار للفنون والتاريخ في سان دوني، بالضوء الطبيعي، جمال الروابط الإنسانية، ولكن أيضاً هشاشتها.
أما لويزا باباري التي تعيش وتعمل بين الجزائر وباريس، فتقدم في المعرض عملاً يستحضر بطلة الاستقلال جميلة بوحيرد التي تعرضت للتعذيب وحُكم عليها بالإعدام ثم أفرج عنها في نهاية الاستعمار الفرنسي عام 1962.
وبعد غيابها عن الأضواء الاستقلال، شاركت الناشطة السابقة في مسيرات الحراك الأسبوعية، في لفتة شديدة الرمزية، ومنها أخيراً في مناسبة يوم المرأة العالمي.
aXA6IDE4LjExOS4xNjcuMTg5IA== جزيرة ام اند امز