مارتن لوثر كينج.. 50 عاما على اغتيال "محرر أمة"
مارتن لوثر كينج يرحل عن العالم بعدما ناضل كثيرا في سبيل الحرية وحقوق الإنسان، رافضا العنف بكل أنواعه مترفعا عن التورط في صراع السود
50 عاما مضت على اغتيال مارتن لوثر كينج، الزعيم ذي الأطول الأفريقية، الذي عُرف عنه محاربته التمييز العنصري ضد ذوي البشرة السمراء، ومُنح جائزة "نوبل" في سن صغيرة، وصُنف كأصغر من حصلوا على الجائزة الدولية.
فارق مارتن لوثر كينج الدنيا وعمره ٣٩ ربيعا،
بعدما أسس زعامة المسيحية الجنوبية، وناضل كثيرا في سبيل الحرية وحقوق الإنسان، رافضا العنف بكل أنواعه، مترفعا عن التورط في صراع السود، من خلال صبره ولطفه وحكمته وتحفظه، بل سعى كثيرا لإنهائه والدعوة لإحلال السلام، ليصبح خير مثال لرفاقه ومحبيه.
وُلد لوثر كينج 15 يناير/كانون الثاني 1929، في مدينة أتلانتا الأمريكية، التي كانت تعج وقتها بأبشع مظاهر التفرقة العنصرية، تفوق في دراسته وحصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة بوسطن، ثم انتقل مع زوجته إلى مدينة مونتجمري بولاية ألاباما عام 1954، وكُلّف بخدمة الكنيسة المعمدانية، ونجح وقتها في الحصول على درجة الدكتوراه في علم اللاهوت عام 1955؛ ليبدأ رحلة النضال.
البداية الحقيقة لنضال الزعيم ذي الأطول الأفريقية كانت في ديسمبر/كانون الأول 1955، عندما ساهم في تنظيم أول احتجاج مهم لحركة الحقوق المدنية للأمريكيين من أصول أفريقية، والمتمثل في مقاطعة حافلات النقل في مدينة مونتجومري، على خلفية إلقاء الشرطة القبض على سيدة سوداء تدعى روزا باركس، رفضت ترك مقعدها لراكب أبيض.
خلال رحلته في سبيل الحرية وحقوق الإنسان، نضجت شخصية كينج كثيرا، إذ عدل من رؤيته لقضية العنصرية، ففي البداية صب غضبه على البيض، ثم غير توجهه وركز على الظلم بدلا من كراهية شخص بعينه، وأسهم في ذلك كتابات المقاوم الهندي ماهاتما غاندي، إذ تعرّف على فكرة العصيان المدني كسلاح من أجل التغير، والمقاومة السلبية السليمة.
ضاعف كينج في عام 1963 من جهوده لمواجهة العنصرية في الولايات المتحدة، ونظم سلسلة من المظاهرات في برمنجهام، وعبأ الشعور الاجتماعي بمظاهرة رمزية في الطريق العام، وألقي القبض عليه لمخالفته أمرا قضائيا بمنع كل أنواع الاحتجاج والمسيرات الجماعية وأعمال المقاطعة والاعتصام، وبمجرد إطلاق سراحه قاد مظاهرات أخرى، أوقفها تدخل الرئيس الأمريكي آنذاك جون كينيدي، وإعلانه حالة الطوارئ، ليتدخل مارتن ويهدئ من ثورة الشارع.
في خضم سنوات قليلة، نجح الزعيم الأسمر في كسب دعم الحكومة الفيدرالية، والأمريكيين البيض في الولايات الشمالية، من خلال أسلوبه القوي في الخطاب ومناداته بالقيم المسيحية والأمريكية، وفي 28 أغسطس/آب 1963، ألقى خطابه الشهير "لدي حلم" خلال مسيرة تاريخية إلى واشنطن؛ للمطالبة بالوظائف والحرية، قادها الناشطان بايارد راستن وأي فيليب راندولف.
عام 1964 أطلقت مجلة "تايم" على كينج لقب "رجل العام"، فكان أول رجل من أصل أفريقي يمُنح هذا اللقب، ثم حصل في عام 1964 على جائزة نوبل للسلام لدعوته إلى اللاعنف؛ ليصبح أصغر رجل في التاريخ يفوز بهذه الجائزة، وكان عمره وقتها 35 عاما.
أسس كينج زعامة المسيحية الجنوبية، وهي حركة هدفت إلى الحصول على الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين في المساواة، واغتيل في 4 أبريل/نيسان 1968 في أحد لقاءاته، برصاص قناصة أصاب حنجرته؛ لتندلع أعمال العنف في ولايات عدة منها واشنطن ونيويورك وشيكاجو وبوسطن، أخمدها مطالبة زوجته، في بيان أصدرته، المحتجين بوقف العنف وتحقيق أحلام الزعيم بالسلام والمطالبة بالمساواة والعدل.
وقَّع الرئيس الأمريكي ليندون جونسون، قانون الحماية المدنية، الذي يضمن العدل والمساواة بين الأعراق والألوان والجنسين في جميع الولايات الأمريكية؛ لتتحقق أحلام الزعيم الأسود بعد رحيله.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTEg
جزيرة ام اند امز