ماركس ولينين يعيدان الجدل لألمانيا.. دعوات قضائية واحتجاجات
تتلقف دول العالم عدوى الانقسام على أسس سياسية تارة، وأيدلوجية تارة أخرى، ناهيك عن الصدام الجغرافي الطابع، ما يرسم ملامح عهد جديد.
آخر تجليات عصر "الانقسام الكبير"، شد وجذب في مدينة ألمانية حول تمثالي عرابي الشيوعية ومنتقدي الرأسمالية، رئيس الاتحاد السوفياتي السابق فلاديمير لينين، والفليلسوف الشهير كارل هانريش ماركس، وصل لساحات القضاء بعد جدل سياسي كبير.
وتزايدت الأزمة مع كشف الحزب الماركسي اللينيني الألماني الصغير عن تمثال للفيلسوف وناقد الرأسمالية كارل ماركس (1818-1883) أمام مقره في مدينة جيلسنكيرشن، أمس السبت.
ويقف التمثال المصنوع من الألمنيوم وطوله 2.11 مترًا، بجوار نصب لينين التذكاري المثير للجدل أيضا، والذي أقامه الحزب الخاضع لرقابة مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، في عام 2020.
وعادة ما تخضع هيئة حماية الدستور التنظيمات والأحزاب المتطرفة، يمينا ويسارا، على لائحة المراقبة، لتفادي أي أعمال تهدد الأمن والسلم الاجتماعي والنظام الديمقراطي.
وقال زعيم الحزب غابي فيشتنر (45)، بحسب بيان، إن "ماركس ولينين ينتميان إلى بعضهما البعض"، مضيفا "اعتبارًا من 27 أغسطس/آب ٢٠٢٢، سنكتمل بتمثال ماركس ولينين، إذا جاز التعبير".
وفي السابق، رفعت المدينة دعوى قضائية ضد تمثال لينين دون جدوى.
وفي وقت لاحق، وضعت المدينة لوحة معلومات في مكان قريب من تمثال لينيين، تشير إلى أن فلاديمير إيليتش لينين (1870-1924) أسس ديكتاتورية حزبية وقمع كل أنواع المقاومة وأطلق النار على آلاف الأشخاص من قبل شرطته السرية "تشيكا".
ولم ترغب مدينة جيلسنكيرشن في التعليق على إزاحة الستار عن تمثال ماركس، السبت الماضي، وفق صحيفة بيلد الألمانية.
ومع ذلك، فإن زعيم الاتحاد المسيحي (يمين وسط) في مدينة جيلسنكيرشن ساشا كورث، قال "نحن نرفض باستمرار نصب لينين وماركس، كما تفعل الغالبية العظمى من مواطني جيلسنكيرشن".
وتابع "ارتكبت جرائم لا تصدق باسم ماركس ولينين. ليس عليك الاحتفال بذلك في مشهد المدينة"، مضيفا أن "الآثار تلقي بضوء سيئ على غيلسنكيرشن وتزيد من تدمير صورة المدينة".
الأكثر من ذلك، حرك الكشف عن تمثال ماركس الجديد، مظاهرات معارضة أمام مقر الحزب الماركسي في جيلسنكيرشن، ترفض الخطوة وتطالب بإزالة التمثال المثير للجدل.
وفقا للحزب الماركسي اللينيني الألماني تم تمويل تمثال ماركس الجديد من خلال التبرعات. ويظهر التمثال ماركس حاملا نسخة من كتابه الأشهر "رأس المال".
وفقا للتقديرات الأمنية، يضم الحزب الماركسي اللينيني نحو 2700 عضو على مستوى ألمانيا، كما قال متحدث باسم الحزب.
في جميع أنحاء ألمانيا، يشارك أعضاء عن الحزب في بعض البرلمانات المحلية، في تحالفات انتخابية، لكن الحزب لم يفز بأي تفويضات للحكم على المستوى الفيدرالي أو مستوى الولاية.
aXA6IDE4LjIyNy40OC4xMzEg جزيرة ام اند امز