مريم عبدربه.. ثالث يمنية تتخصص طيارا مدنيا

باتت مريم عبدالله عبدربه، المرأة اليمنية الثالثة التي تدخل عالم الطيران المدني، بعد تخرجها من أكاديمية علوم الطيران في جمهورية مصر العربية.
ومثّلت مريم، المنحدرة من محافظة أبين (جنوب اليمن)، نموذجًا جديدًا للنساء اليمنيات اللاتي لم تُضعف الحرب الحوثية من عزيمتهن، بل منحتْهُنّ فرصة للتغلب على تحدياتها، وزرعت في نفوسهن إرادةً وعزيمة قادتهن نحو النجاح والتميّز.
ولعلّ هذا ما يُفسّر حجم الاحتفاء الكبير الذي حظيت به مريم عبدربه، واحتفالات التكريم التي نالتها، والتي عكست مدى اعتزاز اليمنيين بإنجازها، وأبرزت ما حققته في زمن الحرب الحوثية الدائرة في البلاد منذ عقد كامل.
والتقت "العين الإخبارية" الطيّارة المدنية اليمنية مريم عبدربه في حوار مقتضب، وتناولت تفاصيل إنجازها الذي بعث برسالة قوية إلى النساء اليمنيات مفادها أن تحقيق الطموحات ممكن مهما كانت الظروف.
حلم وُلد معي
تقول مريم إن حلم دراسة الطيران المدني كان "يعيش فيها"، وتضيف: "لا أتذكر كيف ابتدأ هذا الحلم أو حتى متى انطلق في داخلي، ولكنه قد يكون وُلد معي".
وأشارت إلى أنها التحقت بالأكاديمية المصرية للطيران في القاهرة، بعد أن خضعت لفحوصات دقيقة وعدة شروط توفرت فيها وكان من اللازم استيفاؤها. ووصفت مريم أجواء الدراسة هناك بأنها "كانت جميلة"، رغم ما واجهته من صعوبات وتحديات في بداية المرحلة الدراسية.
ولم تستسلم مريم لظروف بلادها، ولم تسمح لها بالتأثير على طريق تحقيق حلمها، كما أن كونها امرأة لم يكن ليشكل فارقًا في تعلّمها الطيران، وتتابع: "كوني فتاة لم يشكّل ذلك أي عائق من الأساس في دراستي للطيران؛ لأن قمرة القيادة لا تُفرّق بين ذكر أو أنثى، ولا تعرف جنسية من أخرى".
تحقيق الطموح رغم الصعوبات
واعتبرت مريم، خلال حديثها مع "العين الإخبارية"، أن مجال الطيران المدني لم يكن يومًا حكرًا على الرجال، بل هو مجال يخضع لمعايير وشروط قد لا تكتمل لدى البعض، سواء من الرجال أو النساء، لكنه يتطلب قوة وشجاعة أكثر.
ورأت مريم أن كثيرًا من النساء تألقن في هذا المجال، سواء كنّ يمنيات أو من جنسيات أخرى، وأضافت: "نشاهد اليوم أن الكثير من الفتيات اليمنيات والفتيان اليمنيين يحاولون الوصول إلى طموحاتهم رغم كل الظروف".
وأعربت عن أملها في تحسن أوضاع البلاد وظروفها نحو الأفضل، حتى يتمكن الجميع من تحقيق ما يصبون إليه، لكنها شدّدت على ضرورة عدم السماح للظروف بأن تعيق تحديد الأهداف والسعي لتحقيقها.
متى تقود مريم الطائرة؟
تخرجت مريم بنجاح من أكاديمية علوم الطيران المصرية، بعد إنهاء دراستها النظرية، لكنها كشفت لـ"العين الإخبارية" عن موعد قيادتها لطائرة مدنية.
وبحسب مريم، فإن "قيادة الطائرات تتم بعد الدراسة النظرية مباشرة، واجتياز الامتحانات النظرية، حيث يتم التطبيق والتدريب على قيادة الطائرات، ومن ثم اجتياز الامتحانات العملية على الطائرة للحصول على رخصة القيادة، وأنا استكملت عدد ساعاتي التدريبية بالكامل".
حب ومسؤولية
حظيت مريم باستقبال شعبي واسع لدى عودتها إلى اليمن بعد تخرجها من الأكاديمية، وتم تنظيم احتفالات تكريمية لها.
وعن هذه الاحتفالات تقول مريم: "فخورة جدًا بكل من احتفى بي وكرّمني، وممتنة لمشاركتهم فرحتي، وكانت تلك الاحتفالات أعظم ما قد حظيتُ به، وشعرتُ بحب ومسؤولية كبيرة، حيث رأيتُ انعكاس أحلامهم في شخصي أنا".
وفي ختام حديثها مع "العين الإخبارية"، وجّهت الطيّارة مريم الشكر لكل من وقف معها منذ بداية رحلتها وحتى نهايتها، وفي مقدمتهم عائلتها وأصدقاؤها، كما شكرت كل من رأت في عينيه نظرة تقدير وحب، متمنية أن تكون عند حسن ظن الجميع.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODQg
جزيرة ام اند امز