رئيس «اقتصاد المقاومة الوطنية»: سخاء الإمارات أثمر نهضةً في ساحل اليمن

بين مستشفيات، وطرق، ومدارس، ومحطات طاقة شمسية، ومطار دولي، وميناء حيوي، ومناطق صناعية، يسير الساحل الغربي لليمن بهمّة نحو نهضة مشهودة، بفضل دعم إماراتي سخي لا يتوقف.
فعلى هذه الأرض الساحلية المجاورة لمضيق باب المندب، يلتقي الدعم الإماراتي السخي مع الرؤية الطموحة للمقاومة الوطنية اليمنية لتأسيس نموذج مختلف للدولة وقوة التنمية في هزيمة إرهاب الحوثي.
"العين الإخبارية" أجرت حوارًا مع رئيس القطاع الاقتصادي للمقاومة الوطنية، الدكتور فهد المعبقي، لمواكبة النهوض الكبير في الساحل الغربي لليمن، والذي تموله دولة الإمارات، وتخطط له وتنفذه على الأرض المقاومة الوطنية بقيادة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، طارق صالح.
تكامل دعم الإمارات والرؤية الوطنية
وقال المعبقي، إن المشاريع التنموية التي يجري تنفيذها في الساحل الغربي لليمن تُعد تجربة رائدة ونموذجًا حيًا للتكامل بين الدعم الإماراتي والرؤية الوطنية التي تقودها المقاومة الوطنية برئاسة العميد طارق صالح.
وأوضح المعبقي أن هذه المشاريع، بما في ذلك مشاريع الطاقة المتجددة، تستهدف إعادة بناء البنية التحتية وتحقيق استقرار خدمي واقتصادي مستدام في المناطق المحررة، وخاصة الساحل الغربي للبلاد.
وأكد حرص قيادة المقاومة الوطنية على توفير البيئة الآمنة والداعمة لتنفيذ المشاريع، واختيار المناطق ذات الأولوية القصوى، بما يضمن أن يلامس أثر هذه المشاريع احتياجات الناس على أرض الواقع، وبما يؤدي إلى بناء مستقبل يعتمد على الحلول المستدامة والتنمية المتوازنة.
وأشار إلى أن المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح كان لها الدور الرئيسي في رعاية وتوجيه هذه المشاريع الاستراتيجية، بما يعكس التزامًا وطنيًا حقيقيًا بتوفير الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها الكهرباء، باعتبارها مفتاحًا لتحريك عجلة التنمية وتحسين مستوى المعيشة.
إشادة بدعم الإمارات
أشاد المسؤولُ اليمنيُّ بالدعمِ الإماراتيِّ السخيِّ، والذي يُعد "امتدادًا لموقفِ الإماراتِ الثابتِ في مساندةِ الشعبِ اليمني، ليس فقط في الإغاثة، بل في مشاريعِ التنميةِ الحيويةِ التي تتركُ أثرًا مباشرًا في حياةِ اليمنيين".
وأضاف أن "دولةَ الإماراتِ لعبت دورًا محوريًّا في تمويلِ وتنفيذِ عددٍ من مشاريعِ الطاقةِ الشمسية، التي شملت محطاتٍ بقدراتٍ إنتاجيةٍ مختلفةٍ في كلٍّ من المخا، وحيس، والخوخة، مستخدمةً أحدثَ التقنياتِ والمواصفاتِ العالمية".
الطاقة المتجددة كمدخل للتنمية
تُعد الطاقةُ الكهربائيةُ حجرَ الزاويةِ لأي عمليةٍ تنمويةٍ، فهي البنيةُ الأساسيةُ التي تقومُ عليها الخدماتُ، والصناعةُ، والتعليمُ، والصحةُ، والاقتصادُ بشكلٍ عام.
هذا ما أكده المعبقي في حديثِه عن الطاقةِ المتجددةِ التي تُشيّدُها الإماراتُ في الساحلِ الغربي كمدخلٍ لتنميةٍ أوسع، وضمنَ حلولٍ مستدامةٍ لأزمةِ الكهرباءِ التي تُعد واحدةً من أبرزِ التحدياتِ التي تُعيق الاستقرارَ والنمو.
وأوضح أن "اليمنَ يعاني بالفعلِ من انهيارِ منظومةِ الكهرباءِ التقليدية، وارتفاعٍ حادٍّ في كلفةِ التشغيلِ بالوقودِ الأحفوري، فضلًا عن غيابِ الخدمةِ بشكلٍ كليٍّ في العديدِ من المناطقِ المحررة".
وفي هذا السياق، قال إنه "لا يمكنُ الحديثُ عن تنميةٍ حقيقيةٍ أو استقرارٍ مستدامٍ دون توفيرِ مصدرِ كهرباءَ موثوقٍ، مستدامٍ، ومنخفضِ الكلفةِ، وهنا تأتي الطاقةُ المتجددةُ كحلٍّ استراتيجيٍّ وضروريٍّ، خاصةً في بلدٍ يتمتعُ بإشعاعٍ شمسيٍّ على مدارِ العام".
وأضاف أن "الاعتمادَ على الوقودِ الأحفوريِّ في ظلِّ الظروفِ الحاليةِ لم يَعُد ممكنًا من الناحيةِ الاقتصاديةِ أو اللوجستيةِ؛ حيثُ يشكلُ عبئًا ماليًّا متصاعدًا على الدولةِ والمواطنِ على حدٍّ سواء، ويُبقي المناطقَ الفقيرةَ في حالةِ عزلةٍ خدميةٍ دائمة".
أما "الطاقةُ المتجددةُ، فتوفّر بديلًا عمليًّا لتوليدِ الكهرباءِ بتكاليفَ تشغيليةٍ منخفضةٍ، واستدامةٍ طويلةِ الأمد، واستقلاليةٍ عن تقلباتِ السوقِ والظروفِ السياسية".
وانطلاقًا من هذا الفهمِ العميقِ للعلاقةِ بين الطاقةِ والتنميةِ والاستقرارِ الاجتماعيِّ، بحسب المعبقي، تتبنى المقاومةُ الوطنيةُ، بقيادةِ العميدِ طارق محمد عبدالله صالح، وبدعمٍ إماراتيٍّ "سياسةً واضحةً لدعمِ الطاقةِ النظيفةِ كجزءٍ من مشروعٍ وطنيٍّ أشملَ لإعادةِ الإعمارِ وتعزيزِ الخدماتِ الأساسيةِ في المناطقِ المحررة".
وأوضح أن "القطاعَ الاقتصاديَّ للمقاومةِ الوطنيةِ تولّى قيادةَ هذا الملفِّ ميدانيًّا وإداريًّا، من خلالِ تخطيطٍ ومتابعةِ تنفيذِ مشاريعَ طاقةٍ شمسيةٍ استراتيجيةٍ، تستهدفُ المناطقَ التي ظلت لسنواتٍ محرومةً من أبسطِ مقوماتِ الحياةِ، بما يُحققُ نقلةً نوعيةً في حياةِ المواطنين، ويؤسِّسُ لواقعٍ تنمويٍّ جديدٍ قائمٍ على الكفاءةِ والاستدامة".
وأضاف أن "التحولَ نحو الطاقةِ النظيفةِ في اليمن لم يَعُد خيارًا بديلًا، بل ضرورةً وطنيةً ومسؤوليةً تنمويةً، تتصدرُ أولوياتِ المرحلةِ الراهنةِ، وتستجيبُ لاحتياجاتِ الناسِ وتواكبُ متطلباتِ المستقبل".
وأكد أنه "في إطارِ المشاريعِ الاستراتيجيةِ التي تُنفذها المقاومةُ الوطنيةُ بقيادةِ العميدِ طارق صالح، وتحت إشرافِ القطاعِ الاقتصاديِّ للمقاومةِ الوطنيةِ، تمضي أعمالُ إنشاءِ وتشغيلِ محطاتِ الطاقةِ الشمسيةِ في الساحلِ الغربي بوتيرةٍ عاليةٍ ووفقَ رؤيةٍ متكاملةٍ".
وأشار إلى أن هذه المشاريعَ الممولةِ من دولةِ الإمارات "تستهدفُ تأمينَ مصادرَ طاقةٍ مستقرةٍ، مستدامةٍ، ومنخفضةِ التكاليفِ، تُلبي احتياجاتِ السكانِ وتدعمُ خططَ التنميةِ المحلية".
تفاصيل المحطات الشمسية
قدّم المعبقي خارطةً مفصلةً للمحطاتِ الأربع التي تم ويتم تشييدُها في الساحلِ الغربي بدعمٍ إماراتيٍّ، وفيما يلي أبرزُ التفاصيلِ الفنيةِ لها:
محطة الطاقة الشمسية – مدينة المخا (تم تشغيلها)
- القدرة الإنتاجية: 20 ميغاواط
- المساحة: 250,000 متر مربع (500 × 500 متر)
- عدد الألواح الشمسية: 30,000 لوح شمسي
- كفاءة الألواح: تتراوح بين 18% إلى 21%
- تاريخ التشغيل: ديسمبر/كانون الأول 2023
- الفئات المستفيدة: تغطي احتياجات مدينة المخا ومرافقها الحيوية، بما يشمل المستشفى العام، الميناء، وعددًا كبيرًا من الأسر والمراكز الخدمية
محطة الطاقة الشمسية – مدينة المخا (قيد التنفيذ)
- القدرة الإنتاجية: 40 ميغاواط
- المساحة: 533,000 متر مربع (1066 × 500 متر)
- عدد الألواح الشمسية: 63,628 لوحًا، بقدرة 635 واط لكل لوح
- الهدف الاستراتيجي: إلى جانب تعزيز تغطية المدينة والمطار، من المقرر أن تغذي هذه المحطةُ المنطقةَ الصناعيةَ الجديدةَ المستهدفةَ في المخا، والتي يُتوقع الشروعُ في إنشائها خلال العام الجاري، بما يُخلق بنيةً تحتيةً كهربائيةً مؤهلةً لجذبِ الاستثماراتِ الصناعيةِ والخدمية، وفقًا للمعبقي.
محطة الطاقة الشمسية – مديرية حيس (قيد التنفيذ)
- القدرة الإنتاجية: 10 ميغاواط
- المساحة: 180,000 متر مربع
- الأثر المتوقع: إعادة التيار الكهربائي إلى مديرية حيس بعد سنواتٍ من الانقطاع، ما سينعكس إيجابًا على الخدماتِ الصحيةِ والتعليميةِ والاقتصادية
محطة الطاقة الشمسية – مدينة الخوخة (قيد التنفيذ)
- القدرة الإنتاجية: 10 ميغاواط
- المساحة: 225,000 متر مربع
- الفئات المستفيدة: سكان مدينة الخوخة والمناطق المحيطة، مع تحسين بيئة العمل في قطاعاتٍ حيويةٍ كالصيد والزراعة والخدمات
- من غزة إلى اليمن.. وزراء الخارجية العرب يبحثون أجندة قمة بغداد
تنمية متقدمة
قال المعبقي إن "جميع هذه المشاريع يتم تنفيذها برعاية ودعم من العميد طارق صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وتحت إشراف ميداني وإداري من القطاع الاقتصادي للمقاومة الوطنية، وباستخدام تقنيات حديثة في أنظمة التوليد والمراقبة".
وأضاف رئيس القطاع الاقتصادي للمقاومة الوطنية أن ذلك يستهدف "ضمان الاستدامة والكفاءة التشغيلية طويلة الأمد، مع التركيز على تعظيم الأثر التنموي لكل محطة في محيطها الجغرافي والاقتصادي".
وأكد: "لا تقتصر هذه المشاريع على معالجة انقطاع الخدمة، بل تُشكل أساسًا حقيقيًا لإطلاق مرحلة تنموية متقدمة، تواكب احتياجات المواطنين، وتدعم الخطط الاقتصادية الكبرى، في مقدمتها إنشاء المنطقة الصناعية في المخا كنقطة تحول في الاقتصاد الوطني في منطقة الساحل الغربي للبلاد".
aXA6IDMuMTM5LjU1LjI0MCA= جزيرة ام اند امز