"مصدر".. مساهم فاعل في مسيرة إنجازات الإمارات "المستدامة والنظيفة"
تُشكل حماية البيئة والحد من تداعيات التغير المناخي أولوية لدى دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة.
وقد حرصت منذ قيام الاتحاد على تبني مبادرات ومشاريع مهمة ورائدة تعود بالنفع على أجيال المستقبل وتشكل رافدا مهما لمسيرة التنمية المستدامة في القطاعات كافة.
مصدر.. داعم أساسي للتنمية المستدامة والمستقبل النظيف
وجاء تأسيس شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" في عام 2006 ثمرة لهذه الجهود المكثفة التي تهدف إلى المحافظة على الموارد الطبيعية وتقليل الانبعاثات الكربونية وتعتبر "مصدر" داعما أساسيا لمساعي دولة الإمارات في نشر حلول الطاقة النظيفة وتعزيز التنمية المستدامة والمساهمة في العمل المناخي العالمي.
وتعد "مصدر" مطورا ومستثمرا رائدا في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والتطوير العمراني المستدام وتنشط حاليا في قرابة 40 دولة ومن خلال تحفيز الابتكار في التقنيات النظيفة ونشرها على نطاق واسع تساهم "مصدر" في التخلص من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن قطاع الطاقة وترسيخ ريادة أبوظبي والإمارات في هذا المجال على المدى الطويل.
ومنذ تأسيسها باتت تمثل "مصدر" نموذجا حيا ومساهما أساسيا في الحد من آثار التغير المناخي وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتستثمر "مصدر" حاليا في مشاريع مستدامة بقيمة إجمالية تفوق 20 مليار دولار أمريكي وبقدرة إنتاجية تفوق 13 جيجاوات كما تساهم في تفادي انبعاث أكثر من 16 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
وعبر محمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" عن فخره بمسيرة الإنجازات لدولة الإمارات على مختلف الأصعدة لاسيما قطاع الطاقة المتجددة الذي حقق قفزة نوعية خلال السنوات الماضية حتى باتت دولة الإمارات من الدول الرائدة في هذا المجال والسباقة نحو تسخير أحدث التقنيات في مشاريع الطاقة النظيفة.
وقال رسخت "مصدر" مكانتها كواحدة من الشركات العالمية البارزة في نشر حلول الطاقة النظيفة والمجدية تجاريا في العديد من دول العالم وبالتالي المساهمة في تعزيز التنوع الاقتصادي وتنويع مصادر الطاقة بما يعود بالنفع على الأجيال القادمة وبما يتماشى مع استراتيجية الحياد المناخي 2050 ووثيقة مبادئ الخمسين الاستراتيجية.
مسيرة حافلة بالإنجازات والريادة العالمية
وتحفل مسيرة "مصدر" في قطاع الطاقة النظيفة والتطوير العمراني المستدام بالعديد من الإنجازات والمشاريع المهمة على مستوى الدولة والعالم فقد أنجزت في عام 2013 محطة شمس التي كانت تعد عند تدشينها إحدى أكبر مشاريع الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وتعاونت في إنشاء هذه المحطة الحرارية الشمسية البالغة استطاعتها 100 ميجاوات مع شركات رائدة عالميا في هذا المجال واستغرق إنشاؤها ثلاث سنوات.
كما نجحت في إنجاز المرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بقدرة 800 ميجاوات في دبي التي جرى تطويرها من خلال ائتلاف تقوده "مصدر" بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي وشركة "آي دي إف رينوبلز".
وعلى صعيد المنطقة طورت "مصدر" محطة الطفيلة لطاقة الرياح في المملكة الأردنية الهاشمية وهي أول مشروع تجاري لطاقة الرياح في منطقة الشرق الأوسط وتساهم محطة الرياح البرية في زيادة القدرة الإجمالية لإنتاج الكهرباء في المملكة بنسبة 3 في المائة وتوفر إمدادات تكفي لتلبية احتياجات 83 ألف منزل.
وفي سلطنة عمان نفذت "مصدر" محطة "ظفار لطاقة الرياح" وهي أول مشروع واسع النطاق لطاقة الرياح في منطقة الخليج العربي وتوفر المحطة البالغة قدرتها الإنتاجية 50 ميجاواط الكهرباء النظيفة لـقرابة 16 ألف منزل وتسهم في الحد من انبعاثات ما مقداره 110 آلاف طن سنويا من غاز ثاني أكسيد الكربون.
كما تعمل مصدر على تطوير محطة دومة الجندل لطاقة الرياح الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط والأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية وباستطاعة 400 ميجاواط.
ريادة عالمية
وعلى الصعيد العالمي تم في عام 2011 تدشين محطة "خيما سولار" للطاقة الشمسية المركزة في إسبانيا وهي أول مشروع للطاقة الشمسية على مستوى المرافق الخدمية في العالم يتم فيه الجمع بين نظام استقبال الطاقة الشمسية في البرج المركزي وتقنية تخزين الحرارة باستخدام الملح المصهور التي تمكن المحطة من توليد الكهرباء على مدار 24 ساعة.
وأطلقت الشركة ثلاثة مشاريع في المملكة المتحدة تشمل مصفوفة لندن التي تعد إحدى أكبر محطات طاقة الرياح البحرية في العالم قيد التشغيل وتقوم بتلبية احتياجات الكهرباء لأكثر من نصف مليون منزل وتساهم في منع انبعاث 925 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا ومحطة "هايويند سكوتلاند" أول محطة طاقة رياح بحرية عائمة على مستوى تجاري في العالم فضلا عن محطة "دادجون" لطاقة الرياح البحرية التي تقع على مسافة 32 كيلومترا من ساحل مقاطعة "نورث نورفوك" الإنجليزية في منطقة "إيست أنجليا" والتي تتألف من 67 توربينا وتبلغ قدرتها الإنتاجية 402 ميجاوات.
وتتولى الشركة تطوير وتشغيل محطة طاقة شمسية كهروضوئية باستطاعة 200 ميجاواط في أذربيجان كما فازت بمناقصة تطوير أول مشروع مشترك بين القطاعين الحكومي والخاص للطاقة الشمسية في جمهورية أوزبكستان بقدرة 100 ميجاوات إضافة إلى تطوير أول محطة طاقة شمسية عائمة في إندونيسيا تبلغ قدرتها الإنتاجية 145 ميجاوات وتمتد على مساحة 225 هكتارا على سطح مياه سد "شيراتا".
ولدى "مصدر" العديد من الاستثمارات العالمية المهمة كاستثمارها في شركة "فيوتشر هيرو انرجيز" الشركة الرائدة في مجال التكنولوجيا النظيفة وأكبر الشركات المطورة لمشاريع الطاقة النظيفة في شبه القارة الهندية والمساهمة في صندوق للاستثمار في تطوير البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية الذي أطلقته وزارة الخزانة البريطانية واستثمار الشركة في مجموعة من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بالولايات المتحدة الأمريكية.
ووقعت الشركة أيضا العديد من الاتفاقيات خلال العام الحالي شملت تطوير مشاريع في كل من العراق وكازاخستان وتركمانستان واليونان وأرمينيا وغيرها.
مبادرات الهيدروجين الأخضر
وتقود "مصدر" مبادرات استكشاف سبل تطوير الهيدروجين الأخضر والوقود المستدام لاستخدامات النقل والشحن والطيران حيث أطلقت مبادرات نوعية لدعم تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر في أبوظبي ومن ضمنها تأسيس مشروع محطة تجريبية في مدينة مصدر المدينة المستدامة الرائدة في أبوظبي لاستكشاف فرص تطوير الهيدروجين الأخضر والوقود المستدام وإنتاج الكيروسين من الكهرباء لأغراض النقل والطيران، بالتعاون مع شركاء محليين وعالميين.
وتندرج هذه المبادرة في إطار "تحالف أبوظبي للهيدروجين" الذي تم تشكيله بموجب مذكرة تفاهم بين "مبادلة" وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" والشركة القابضة ADQ ويهدف إلى تطوير اقتصاد الهيدروجين في دولة الإمارات.
ويعد أبرز إنجازات "مصدر" في مجال التطوير العمراني المستدام إنشاء مدينة مصدر التي تعتبر نموذجا رائدا للمدينة الذكية التي تطبق أفضل المعايير المتعلقة بالاستدامة كخفض مستويات استهلاك الطاقة والمياه وإنتاج النفايات واستخدام أحدث أنظمة النقل المستدام وأكثرها تطورا فضلا عن توفير بيئة مثالية لتحفيز مبادرات البحث والتطوير والابتكار.
وتضم مدينة مصدر مجمعا متناميا منخفض الكربون وقائم على التقنيات النظيفة وتم تصميم المباني في المدينة بشكل فريد حيث ينخفض فيها استهلاك الطاقة والمياه بنسبة تفوق 40 في المائة مقارنة بنسبة الاستهلاك الاعتيادية.
وتعتبر مدينة مصدر مجمع البحث والتطوير الوحيد المتخصص والمعتمد في أبوظبي وتضم حاليا أكثر من 1000 شركة تتنوع بين شركات ومؤسسات دولية ومتوسطة وصغيرة وشركات محلية ناشئة.
وتعمل هذه الشركات على تطوير حلول تقنية مبتكرة لبعض من أكثر التحديات البيئية إلحاحا على مستوى العالم وتخدم قطاعات رئيسية مثل الطاقة والمياه والذكاء الاصطناعي والصحة والفضاء والزراعة والتنقل .. كما تضم المدينة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" أول منظمة حكومية دولية تتخذ مقرا لها في منطقة الشرق الأوسط ووكالة الإمارات للفضاء وشركتي سيمنز وهانيويل الرائدتين عالميا في القطاع التكنولوجي والابتكار.
وتحتضن المدينة أيضا جامعة الشيخ محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم وتقدم الجامعة البحثية برامج دراسات عليا متخصصة للطلبة من الإمارات والعالم ومجموعة G42 للرعاية الصحية والتي تضم أحد أكبر المختبرات المتخصصة في إجراء الفحوصات لمواجهة الجائحة.
ولتشجيع وتحفيز ريادة الأعمال أطلقت "مصدر" "وحدة دعم الابتكار التكنولوجي" وهي أول مسرعة أعمال للشركات الناشئة المتخصصة بالاستدامة في منطقة الشرق الأوسط.
وتساعد هذه المبادرة الشركات الناشئة على تسريع نمو أعمالها من خلال تزويدها بما تحتاجه من التمويل والتدريب والتوجيه، كما تشجع على ريادة الأعمال والابتكار داخل المدينة بالإضافة إلى مجمع "تك بارك" الذي يمثل وجهة جديدة للشركات الناشئة التي يتركز نشاطها في مجالات التكنولوجيا والاستدامة والاقتصاد الرقمي.
الاستدامة والطاقة النظيفة
وبهدف نشر التوعية وتثقيف الجمهور وتبادل المعارف حول أبرز التحديات المتعلقة بقطاع الاستدامة والطاقة النظيفة واظبت مصدر منذ تأسيسها على عقد المنصات المعرفية وإقامة الفعاليات والمبادرات الاستراتيجية لتعزيز الوعي بقضايا الاستدامة، ولعل من أبرزها أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه "مصدر" سنويا كإحدى المنصات العالمية المهمة التي تسهم في رسم ملامح مستقبل الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة محليا وإقليميا وعالميا.
ويشارك في هذا الأسبوع الذي يتضمن عددا من القمم والمؤتمرات والفعاليات نخبة من أبرز صناع السياسة والأعمال والخبراء والأكاديميين كما يسهم في تشجيع علاقات الشراكة بين القطاعات ذات الصلة للمساعدة في تحديد الفرص التي من شأنها أن تترجم إلى ابتكارات واستثمارات ناجحة في قطاع الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة.
ومن المنتظر أن يقام حفل افتتاح دورة العام المقبل من الأسبوع ضمن فعاليات إكسبو 2020 دبي في 17 يناير/كانون الثاني 2022 وتعكس هذه الخطوة الجهود المشتركة لكل من أسبوع أبوظبي للاستدامة وإكسبو 2020 لتعزيز أجندة الاستدامة العالمية مما يساهم في تعزيز سمعة دولة الإمارات العربية المتحدة الرائدة في مجال العمل المناخي.
ويولي الأسبوع اهتماما خاصا بالمرأة وشريحة الشباب من خلال تأسيس منصتي "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة" و"شباب من أجل الاستدامة" وتتضمن المنصتان فعاليات تقام على مدار العام وورش عمل هدفها تأهيل القيادات النسائية والشبابية في مجال الاستدامة.
وإلى جانب أسبوع أبوظبي للاستدامة تدير "مصدر" جائزة زايد للاستدامة التي انطلقت في عام 2008 بهدف تكريم المبدعين والرواد في مجالات الطاقة والتنمية المستدامة ضمن خمس فئات هي الطاقة والغذاء والمياه والصحة والمدارس الثانوية العالمية وقد كرمت الجائزة منذ انطلاقتها 86 فائزا ساهمت مشاريعهم وحلولهم المستدامة بشكل مباشر أو غير مباشر في إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 370 مليون شخص حول العالم.
aXA6IDE4LjExNi40MC4xNTEg
جزيرة ام اند امز