"مصدر".. 15 عاما إنجازات وتطلعات تنسجم مع وثيقة "مبادئ الخمسين"
15 عاما مضت، ولا تزال شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" مستمرة في عطائها وإنجازاتها المتدفقة نحو بناء مستقبل مستدام للبشرية جمعاء.
تشكل وثيقة مبادئ الخمسين التي اعتمدتها القيادة الرشيدة نهجًا استراتيجيًا خلال الخمسين عامًا المقبلة، وتعكس رؤية الدولة وحرصها على تعزيز جهود التنمية في شتى المجالات، وتعتبر بمثابة خارطة طريق للمستقبل لجميع المؤسسات والجهات الاتحادية والمحلية.
وتدعم شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" توجهات القيادة الرشيدة وتطلعاتها بأن تصبح الإمارات من الدول الرائدة عالميًا في مجال الابتكار ونشر حلول الطاقة النظيفة والتوعية بآثارها البيئية والاقتصادية والمساهمة في جهود التنويع الاقتصادي، وتتوافق هذه الأهداف مع "مبادئ الخمسين".
15 عامًا من الإنجازات والنجاحات
وحققت "مصدر" التي تأسست قبل 15 عامًا مسيرة حافلة بالنجاح والإنجاز، ما يساهم في تعزيز مكانة أبوظبي كواحدة من الوجهات البارزة في تطوير حلول التكنولوجيا النظيفة الهادفة للحد من آثار تغير المناخ فضلاً عن المساهمة بشكل كبير في أهداف الطاقة المتجددة لدولة الإمارات حيث لعبت الشركة دوراً رئيسياً في توسيع محفظة الدولة بنسبة 400% خلال العقد الماضي.
وقد تم تأسيس مصدر عام 2006 من قبل شركة مبادلة للاستثمار، وذلك بهدف تحقيق مساعيها الرامية لبناء مستقبل أكثر استدامة يعتمد على مشاريع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة التي كانت تعتبر في ذلك الوقت محدودة الانتشار وغير معتمدة بشكل ثابت.
ومنذ ذلك الحين وحتى الآن شهد هذا القطاع تطورًا سريعًا، وتعد "مصدر" واحدة من أسرع شركات الطاقة المتجددة نموًا في العالم وتنشط في أكثر من 30 دولة حول العالم.
وأكد محمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" أن الشركة استطاعت الوصول إلى هذا النجاح بفضل سعيها الدائم لتعزيز الابتكار وتطوير التقنيات المتطورة التي تدعم أهداف التنويع الاقتصادي لدولة الإمارات وتوفير إمدادات الطاقة.
وأشار إلى أن "مصدر" باتت اليوم شريكاً فاعلاً في عدد من أكبر مشاريع الطاقة المتجددة وأكثرها أهمية على المستوى العالمي، وقد أثبتت الشركة بما لا يدع مجالاً للشك أن الاستثمار في الحلول المستدامة يحقق نجاحاً على المستويين البيئي والتجاري.
وأضاف: "استطاعت مصدر أن تبني سجلاً حافلاً بالإنجازات المهمة والمتميزة على المدى الـ15 عاماً الماضية وهذه ليست سوى البداية.. فنحن نتطلع إلى المساهمة بدور رئيسي في مسيرة التنمية بدولة الإمارات في الخمسين عاما المقبلة كما أننا ملتزمون بمواصلة العمل بما ينسجم مع ما تضمنته "مبادئ الخمسين".
وتنشط شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" في بعض المجالات الرئيسية التي تساهم من خلالها في دعم "مبادئ الخمسين".
دعم التنويع الاقتصادي
وجاء تأسيس شركة "مصدر" بهدف دعم التنويع الاقتصادي وتحقيق عوائد مالية مستدامة لدولة الإمارات، وتعد مصدر اليوم مستثمراً في مشاريع للطاقة المتجددة والاستدامة بقيمة إجمالية تقارب 20 مليار دولار أمريكي وتصل القدرة الإجمالية لمشاريع الشركة إلى حوالي 13 جيجاوات.
كما تواصل مصدر دعم الابتكار في مجال التكنولوجيا وتطبيق نماذج الأعمال التي يمكن أن تحقق عوائد أكبر في المستقبل حيث تقود الشركة مبادرة لاستكشاف سبل تطوير الهيدروجين الأخضر والوقود المستدام لاستخدامات النقل والشحن والطيران ومن الممكن أن تشكل مثل هذه المشاريع أساساً لبناء اقتصاد الهيدروجين الأخضر في أبوظبي ودفع الجهود العالمية في مجال إزالة الكربون.
وتم تأسيس "مصدر" للمساهمة في تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز للمعرفة وتبادل الأفكار مع الشركاء الدوليين وترسيخ ريادتها العالمية في قطاع الاستدامة.
وتتواجد اليوم مصدر في دول عدة من أستراليا إلى أنتيجوا وبربودا، ولديها استثمارات استراتيجية في الاقتصادات الكبرى مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وكذلك في عدد من الدول الأخرى مثل أذربيجان وأوزبكستان.
وتخدم هذه الاستثمارات المصالح الاقتصادية لدولة الإمارات، وتساهم أيضاً في تحقيق أهداف السياسة الخارجية فعلى سبيل المثال تتعاون "مصدر" مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي وصندوق أبوظبي للتنمية لتطوير مشاريع للطاقة المتجددة في 16 دولة من جزر الكاريبي.
وتساعد هذه المشاريع الحيوية دول الجزر على تحسين إمدادات الطاقة والتخفيف من آثار تغير المناخ، فضلاُ عن توطيد العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات ودول الكاريبي.
وتركز "مصدر" على دعم الابتكار تماشياً مع رؤية دولة الإمارات الرامية إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة وقاعدة مستدامة من المواهب الإماراتية القادرة على مواصلة مسيرة التنمية في المستقبل. وعلاوة على ذلك تدرك "مصدر" أن تحقيق استدامة القوى العاملة يستدعي تحقيق التنوع والتوازن بين الجنسين وبالتالي الالتزام بتنمية قدرات المرأة في قطاع الاستدامة.
ويتمحور عمل منصة "ملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة" التابعة لشركة "مصدر" والتي تم إطلاقها على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015 حول تحفيز المرأة على المساهمة بدور فاعل في مواجهة تحديات الاستدامة العالمية.
كما تدعم "مصدر" تنمية مواهب الشباب من خلال منصة "شباب من أجل الاستدامة" التي تعمل على إعداد الطلبة والمهنيين الشباب ليصبحوا قادة الاستدامة في المستقبل. كما تستثمر الشركة في تطوير مهارات موظفيها عبر توفير مجموعة من برامج الدعم والتدريب الداخلية.
ريادة عالمية
وتعتبر شركة "مصدر" حالياً في طليعة الجهود الإماراتية الساعية إلى القيام بدور جدي وفاعل في مواجهة أزمة التغير المناخي وذلك من خلال العمل على تطوير مشاريع مبتكرة والاستثمار في تقنيات جديدة وتعزيز الوعي في أكثر من 30 دولة تتواجد فيها.
وتساهم محفظة مشاريع "مصدر" في تفادي إطلاق أكثر من 16 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً وهو ما يصب في صالح دعم العمل المناخي العالمي.
كما لعبت "مصدر" دوراً رئيسياً في دفع جهود دولة الإمارات لتعزيز الحوار العالمي حول تغير المناخ وذلك من خلال منصات استراتيجية مثل أسبوع أبوظبي للاستدامة - الحدث السنوي الرائد في مجال الاستدامة على مستوى العالم - وأيضاً استضافة فعاليات مثل الحوار الإقليمي للتغير المناخي الذي احتضنته مدينة مصدر خلال العام الحالي.
وتعد العديد من مشاريع "مصدر" الرائدة الأولى من نوعها على مستوى العالم عند إطلاقها مثل محطة "هايويند" التي تم تطويرها قبالة ساحل اسكتلندا لتكون أول محطة عائمة لطاقة الرياح البحرية.
كما شاركت "مصدر" في بعض من أكبر مشاريع الطاقة على مستوى العالم والتي تشمل محطة الظفرة للطاقة الشمسية باستطاعة 2 جيجاواط التي تعتبر أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد على مستوى العالم.
ومن جهة أخرى تعتبر مدينة مصدر -مجمع البحث والتطوير المتخصص والمعتمد الوحيد في أبوظبي- مدينة رائدة تمثل بصمة خضراء للمدن المستدامة حيث تعمل المدينة على تطوير وتطبيق حلول واقعية في مجالات الطاقة وكفاءة المياه والتنقل والذكاء الاصطناعي وتضم المدينة أكثر من 900 شركة من ست قارات.
وقد قامت المدينة على مدار العقد الماضي باختبار العديد من التقنيات المبتكرة في مجالات التكنولوجيا والتنقل والنقل والإنشاءات والطاقة المتجددة وأنماط العيش المستدامة.
وتوفر المدينة منظومة متكاملة لتأسيس واحتضان الشركات والمؤسسات بمختلف فئاتها مع مزايا عدة تشمل الاستفادة من مرافق البحث والتطوير وعقد الشراكات الاستراتيجية مع مؤسسات محلية وعالمية رائدة حيث تحتضن المدينة مقرات جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أول جامعة دراسات عليا متخصصة في بحوث الذكاء الاصطناعي في العالم ومجموعة G42 للرعاية الصحية مجموعة رائدة في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية و"الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" (آيرينا) ووكالة الإمارات للفضاء ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية، وشركات عالمية مثل سيمنز وسان جوبان وتبريد، وهانيويل بالإضافة إلى شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" التي تتخذ من المدينة مقراً لها.
وتنتشر مشاريع "مصدر" في مختلف أرجاء العالم وهي بذلك لا تدعم عملية التحول في قطاع الطاقة وحسب وإنما تساعد أيضاً في تعزيز سبل توفير الطاقة وإحداث تأثير ايجابي في المجتمعات التي تعمل ضمنها.
وتساهم مشاريع الشركة ضمن منطقة الكاريبي في خفض تكلفة الطاقة فضلاً عن ما تقدمه من مزايا بيئية لهذه الدول الجزرية حيث توفر لدولة أنتيجوا وباربودا على سبيل المثال مصادر طاقة أكثر مرونة في مواجهة الأعاصير في حين سيساهم مشروع للشركة في "بيليز" في حصول ثلاثة مجتمعات نائية على الطاقة للمرة الأولى.
وتتولى "مصدر" إدارة جائزة زايد للاستدامة الجائزة الإماراتية الرائدة التي تأسست في عام 2008، وساهمت في إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 352 مليون شخص حول العالم من خلال تطبيق حلول مستدامة تم تقديمها ضمن فئات الجائزة وهي الصحة والغذاء والطاقة والمياه والمدارس الثانوية العالمية.