"مصدر" تسعى لزيادة التدفقات الاستثمارية الأجنبية المباشرة إلى الإمارات
"مصدر" تسعى إلى تعزيز محفظتها الاستثمارية لتشمل مناطق جغرافية جديدة.
أكد محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، سعي الشركة إلى تعزيز محفظتها الاستثمارية لتشمل مناطق جغرافية جديدة، لا سيما في منطقة جنوب شرقي آسيا، مشيرا إلى أن الشركة تحافظ على وجود استثماري قوي في مختلف أنحاء المنطقة.
جاءت تصريحات الرمحي - لوكالة أنباء الإمارات "وام" - على هامش الحفل الذي نظمته الشركة بمقرها في العاصمة أبوظبي، بمناسبة قيام شركة سان جوبان الفرنسية متعددة الجنسيات بوضع حجر الأساس لمشروع "المنزل متعدد وسائل الراحة" الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، داخل المدينة.
جرى الحفل بحضور الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، ولودوفيك بوي، السفير الفرنسي لدى الإمارات، وبيير أندريه دو شالندر، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة سان جوبان.
ويعد مشروع "المنزل متعدد وسائل الراحة" واحداً من 30 مشروعاً مشابهاً حول العالم، والأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وفي أي منطقة ذات طابع مناخي حار وجاف على مستوى العالم. وسيعرض المشروع عند اكتماله العام المقبل، تقنيات سان جوبان الحائزة على براءة اختراع، التي تسهم في توفير بيئة مريحة وصحية ضمن المباني.
ويتمحور مفهوم "المنزل متعدد وسائل الراحة" حول فكرة أن المنازل الأكثر راحة تجعل الناس أكثر سعادة وإنتاجية، وتساعدهم على تبني أسلوب حياة أكثر استدامة.
وتابع الرمحي أن "مصدر" تسهم بفعالية في زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى قطاع الطاقة النظيفة في الإمارات بفضل السياسات الرائدة التي تتبعها الحكومة في تقديم تشريعات وحوافز لمثل هذا النوع من المشاريع، مستشهدا في هذا الصدد بمعايير المباني الخضراء "استدامة" التي حددها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني كأحد الأمثلة على تشجيع الدولة للطاقة النظيفة.
واستبعد الرمحي وجود أي أثر سلبي للتقلبات في أسعار النفط أو انخفاضها على الحد من شهية الاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة، مشيرا إلى أن المنطقة شهدت في الفترة الأخيرة نموا هائلا في الاستثمارات التي تستهدف هذا المجال، لا سيما في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والبحرين ومنطقة بلاد الشام لا سيما الأردن ودول شمال أفريقيا.
وسيتم بناء "المنزل متعدد وسائل الراحة" الذي تبلغ مساحته 400 متر مربع على قطعة أرض مساحتها 2200 متر مربع بجوار "الفيلا المستدامة" في مدينة "مصدر"، ليكون عند الانتهاء من تشييده بمثابة مركز لاستعراض تجربة الراحة متعددة الأوجه والتدريب على تقنيات وحلول شركة سان جوبان، وكذلك مكتب لموظفي الشركة. وسيتم تجهيز "المنزل متعدد وسائل الراحة" ليتلاءم على نحو مثالي مع الظروف المناخية في دولة الإمارات.
وأعرب الرمحي عن سعادته باستضافة رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة سان جوبان، إحدى أهم الشركات الفرنسية المرموقة، في مدينة "مصدر"، وبالشراكة بينهما لإنشاء أول "منزل متعدد وسائل الراحة" في الشرق الأوسط.
وقال الرمحي، خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته "مصدر" في أعقاب وضع حجر الأساس: تستهلك المدن والبلدات نحو ثلثي الطاقة العالمية، وتتسبب في إطلاق أكثر من 70% من الانبعاثات الكربونية العالمية، ما يجعل هناك حاجة إلى تحقيق تقدم في مجال المباني المستدامة، فضلاً عن أن تصميم منازلنا ومكاتبنا يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتنا وجودة حياتنا.
وأضاف، أن فلسفة تعدد وسائل الراحة التي تتبناها "سان جوبان" تدعم مفهومنا الخاص حول التطوير العمراني المستدام، الذي يرتكز على الدعائم الثلاث للاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. كما أنها تتماشى مع نموذج الفيلا المستدامة الذي جرى افتتاحه العام الماضي في مدينة مصدر، الذي يقدم ضمن دولة الإمارات نموذجاً لفيلا تحقق كفاءة عالية في استهلاك الطاقة والمياه وبتكلفة معقولة. وأننا نتطلع قدماً لمزيد من التعاون مع شركة سان جوبان في مجال العقارات التجارية المستدامة، وذلك في إطار سعينا المتواصل لترسيخ مكانة مدينة مصدر كإحدى أكثر المدن استدامة في العالم.
بينما قال بيير أندريه دو شالندر، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة سان جوبان: "تعد دولة الإمارات مرجعاً مهماً في مجال الإنشاءات، حيث يمثل تفوقها في مشاريع البناء، الذي تجسده مدينة مصدر بامتياز، نموذجاً يحتذى به للجميع. ونحن في سان جوبان نفخر بأن نكون جزءاً من قطاع البناء في الإمارات".
وأضاف: "يتطلب توفير بيئة منزلية مريحة ضمان مستويات مناسبة من الضوء والصوت والحرارة وتجديد الهواء باستمرار .. ويتم ذلك عبر التصميم والتكنولوجيا، وضمان أنسب معايير الجمال والأمان والفعالية والاستدامة.. وهذا فعلياً ما ستقوم سان جوبان باستعراضه من خلال المنزل متعدد وسائل الراحة الذي سيتم بناؤه في مدينة مصدر".
وتعد مدينة مصدر، لما توفره من بصمة خضراء في مجال التطوير العمراني المستدام، مكاناً مثالياً لعرض تقنيات وحلول شركة سان جوبان التي توفر الشروط اللازمة لحياة منزلية مريحة ومستدامة.
وستتولى شركة "أوبرماير" الألمانية للاستشارات المعمارية والهندسية، التي جرى اختيارها في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، مهمة تصميم وبناء المشروع الذي يتوقع افتتاحه في أواخر عام 2019.
وطورت "سان جوبان" مفهوم "المنزل متعدد وسائل الراحة" لأول مرة في عام 2004، الذي يرتكز على أربعة محاور هي الضوء، ونوعية الهواء، وأنظمة الصوت، والظروف الحرارية ضمن المنازل، وكذلك في المنشآت العامة والمرافق التجارية مثل المكاتب والمحال.